الخليج الأكثر إشراقاً في مشهد الاقتصاد العالمي المضطرب

دبي (الاتحاد) اعتبر هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي أن المشهد الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر إشراقاً، في ظل اقتصاد عالمي لا يزال ضبابياً ولم تتضح بعد ملامح التعافي الحقيقي من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي يمضي عليها اليوم أكثر من ستة أعوام. وقال الهاملي خلال افتتاح الندوة التي نظمها مجلس دبي الاقتصادي لإطلاق تقرير «آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» والتي تعقد بالتعاون ما بين وصندوق النقد الدولي ومركز دبي المالي العالمي، أنه رغم تأثر المنطقة المصدرة للنفط بما يجري في المجموعة الأولى من الدول (أي المتحولة) وخاصة في كل من العراق وليبيا، إلاّ أنها ما فتأت تسجل معدل نمو قد يصل إلى 4.4%هذا العام وهو كما يبدو أقل من العامين 2011-2012 إلاّ أنه من المؤكد أكثر من دول العجز كما أنه مرشح للاستمرار خلال السنوات القليلة القادمة. وأشار الهاملي إلى أنه وفي ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم، تؤكد التقارير الدولية حيوية الاقتصاد الإماراتي في رحاب الاقتصاد الإقليمي والعالمي. فقد بلغ معدل النمو الاقتصادي الحقيقي للإمارات خلال الفترة 2000-2008 حوالي 6.2 %وهو من بين أعلى المعدلات على مستوى المنطقة. كما استطاع الاقتصاد الإماراتي أن يتجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت في عام 2008 ليحول النمو السالب إلى آخر موجب، حيث ازداد من -4.8 في عام 2009 إلى 1.7 %في عام 2010، ثم استمر بالزيادة حتى وصل إلى 4.8 %في عام 2013، كذلك من المتوقع أن تحافظ الإمارات على مستواها من النمو خلال العام الحالي والقادم. وقال إنه وفي سياق النهضة الاقتصادية التي تشهدها الدولة، تبرز دبي بوصفها مركز ثقل الاقتصاد الوطني، فقد استطاعت الإمارة أن تحقق مستويات عالية في معدلات نموها الاقتصادي فاقت التوقعات. حيث ازدادت من 3.5 %عام 2010 إلى 4.1 %في عام 2012 وإلى 4.6 %في عام 2013، ويأتي ذلك بفضل السياسات الرشيدة التي اتخذتها حكومة دبي طوال السنوات الماضية. علاوة على ذلك، فإن تدفق المبادرات الاستراتيجية من قبل الحكومة، مثل مبادرة الاقتصاد الإسلامي والسعي لتحويل الإمارة إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، وإطلاق رؤية دبي السياحية 2020، ومبادرة الحكومة الذكية، ومؤخراً إطلاق «الاستراتيجية الوطنية للابتكار»، هذا إلى جانب فوز دبي باستضافة المعرض الدولي إكسبو 2020، والمشاريع الانمائية الضخمة في مختلف المجالات، وجميعها تشكل في الواقع عوامل دفع ستؤهل الإمارة لأن تكون في طليعة اقتصادات المنطقة والعالم على المدى المنظور. وأوضح أن الانخفاضات التي طرأت على أسعار النفط والتي بلغت 25 %إلى ما دون 80 دولارا للبرميل الواحد وهو أدنى مستوى لها منذ أربعة أعوام، مع احتمالية أن يستمر الانحدار في الأسعار إلى 75 دولارا، وذلك نتيجة لتشابك مجموعة من العوامل، أهمها اضطرابات العرض والطلب، إضافة إلى نمو الاقتصاد العالمي بأقل من المتوقع.