الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استمرار الخلاف بين الشمال والجنوب في منظمة التجارة

27 يناير 2007 23:25
دافوس (سويسرا) -اف ب: استأنفت الاطراف الرئيسية في منظمة التجارة العالمية الاتصالات بينها امس للمرة الاولى منذ سبعة اشهر، من دون امل كبير في انهاء المواجهة بين الشمال والجنوب بشأن ملف الزراعة· ويجتمع الاتحاد الاوروبي ووزراء 26 دولة تنتمي لمنظمة التجارة، وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي بدافوس سعيا لاستئناف مفاوضات جولة الدوحة التي تم اطلاقها عام 2001 في العاصمة القطرية وتهدف الى خفض الحواجز الجمركية في العالم· وتم تعليق المفاوضات، التي كان يتعين ان تنتهي قبل سنتين، في يوليو، بسبب الفشل في التوصل الى تسوية بين ابرز القوى التجارية· ولا تظهر في الافق اي بوادر لحلحلة الوضع حيث ان افضل ما يمكن توقعه من نتائج ان يتفق الفرقاء على مواصلة محادثاتهم في الاسابيع المقبلة· وفيما حذر من تداعيات ''كارثية'' لاي فشل في جولة الدوحة، عبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المشارك في المنتدى عن اعتقاده بان ''هناك فرصة قوية لاستئناف المحادثات''· ولكن في انتظار ذلك، عادت الاتهامات المتبادلة بين الجنوب، بزعامة البرازيل والهند، والشمال· حيث تطالب دول الجنوب بخفض الدعم الزراعي الذي تقدمه حكومات الشمال التي تشترط بدورها زيادة صادراتها الصناعية والخدماتية الى الجنوب· وقال الرئيس البرازيلي لويز لولا دا سليفا انه يتعين على الولايات المتحدة خفض الدعم الزراعي، كما ''يتعين على الاتحاد الاوروبي خفض الدعم الزراعي وفتح اسواقه بصورة اكبر''· ومن جهته، حذر وزير التجارة الهندي كمال ناث من ان بلاده لن تقبل اي اتفاق يهدد مئات الملايين من القرويين لديها· واوضح ''الدول المتقدمة تريد حماية وزيادة ارباح مزارعيها الذين يتلقون الدعم من حكوماتهم''· وقال ناث والمفوض الاوروبي للتجارة بيتر ماندلسون انهما ينتظران من الولايات المتحدة القيام بمبادرة· غير ان واشنطن ترفض الالتزام باي خفض في دعم مزارعيها من دون خفض الرسوم الجمركية في الدول الاخرى ولاسيما الاتحاد الاوروبي· وهدد ماندلسون بسحب عرضه بخفض الرسوم الجمركية الى النصف على الواردات الزراعية· وقال لوكالة فرانس برس ''لا استطيع الابقاء على عرضي اذا لم يقم الاخرون بالمثل''· وبدا المفوض، الذي يمثل 27 طرفا، متفائلا في حديث ادلى به الى فاينانشال تايمز مرجحا قدرته على ''تحقيق اختراق في اكبر الملفات المتعلقة بالزراعة والمنتجات الصناعية في حدود شهر''· غير ان فرنسا التي تعارض اي تنازلات جديدة من الاتحاد الاوروبي فيما يتعلق بالزراعة، حملت على ماندلسون كونه يتعامل مع ''رغباته على انها حقائق على ارض الواقع'' وذلك على لسان الوزيرة المنتدبة لشؤون التجارة الخارجية كريستين لاغارد· اما المندوبة الاميركية للتجارة سوزان شواب فقد اعترفت بانه ما زال امام الفرقاء ''طريق طويل'' قبل التوصل الى اتفاق، قائلة انها لا تريد الحديث عن ''ارقام كبيرة'' فيما يتعلق بخفض الدعم الزراعي والرسوم الجمركية· واوضحت قائلة ''كل مرة نقوم فيها بذلك، ينتهي بنا الامر الى تبادل الاتهامات وتنتهي المناقشات الى مأزق''· وعبر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي عن الامل في حلحلة المفاوضات، بحلول نهاية مارس على اقصى تقدير من اجل الحصول من الكونجرس الاميركي على تجديد ضروري للسلطات الخاصة التي فوضها سابقا للبيت الابيض فيما يتعلق بالتفاوض التجاري· إعادة إطلاق المفاوضات قال بيان نشر امس من قبل الحكومة السويسرية ان وزراء التجارة المجتمعين في دافوس ''تعهدوا'' بإعادة اطلاق المفاوضات في اطار منظمة التجارة العالمية ''للتوصل الى اتفاق واسع'' يناسب جميع الأطراف· وأعرب الوزراء ''عن أمل كبير في استئناف سريع للمفاوضات على نطاق واسع في جنيف'' حيث مقر المنظمة· واجتمع حوالي 25 وزير تجارة في الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية صباح امس على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في مسعى لإعاة اطلاق المفاوضات للتوصل الى اتفاق تجاري جديد· وهذه المفاوضات التي يطلق عليها ''جولة الدوحة'' معلقة منذ الصيف الماضي بسبب خلافات عميقة حول الزراعة· روسيا ترتب أوراقها قال جيرمان جريف وزير التجارة الروسي إن بلاده تهدف إلى استكمال عملية انضمامها لعضوية منظمة التجارة العالمية هذا العام· وقال جريف للصحفيين خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ''خطتنا هي استكمال كل المفاوضات هذا العام· ستكون عملية صعبة لكن يمكن انجازها''· وحصلت روسيا بالفعل على دعم معظم أعضاء منظمة التجارة العالمية لانضمامها لعضوية المنظمة بمن فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي· لكنها تحتاج إلى موافقة كامل الأعضاء على أن قواعدها ولوائحها التجارية بما فيها ميادين حساسة مثل حقوق الملكية الفكرية تتفق وقواعد المنظمة التي تضم في عضويتها 150 دولة· وقال جريف إنه بحث مسعى روسيا للانضمام لعضوية منظمة التجارة العالمية مع العديد من كبار المسؤولين التجاريين في دافوس بمن فيهم بيتر ماندلسون المفوض التجاري الأوروبي وباسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية· اتفاقيات ترضي الجميع قال نائب رئيس شركة جازبروم الروسية العملاقة للطاقة إن إمدادات الغاز الطبيعي الموجهة إلى أوروبا تحسنت في أعقاب سلسلة الاتفاقيات الاخيرة التي توصلت إليها أوكرانيا وبيلاروس· وخلال مباحثات في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قال نائب رئيس جازبروم ألكسندر ميدفيديف إن الاتفاقيات الجديدة التي جاءت بعد نزاعات حادة أدت إلى تعطل عمليات شحن الغاز من روسيا لفترة قصيرة ستضمن الآن استمرار الامدادات· وقال ميدفيديف في الاجتماع بدافوس ''في النهاية نجحنا في حل المشكلة عن طريق التوصل لنتيجة ترضي الجميع· إن ظروف تأمين عمليات نقل (الغاز) تحسنت''· وقال إن جازبروم لا تزال مصممة على تماشى أسعار الغاز في روسيا مع الاسعار في باقي أنحاء أوروبا· وستبقى الاختلافات الوحيدة في مصاريف النقل· وجاءت تصريحات ميدفيديف الذي يحتمل أن يرشح لخلافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أسابيع من آخر موجة احتجاجات على أسعار الغاز وتكاليف النقل بين روسيا وجارتها بيلاروس· وكان نزاعا مشابها نشأ قبل عام بين روسيا وأوكرانيا· ووسط هذا الجدل تعطلت إمدادات الغاز إلى أوروبا الغربية مما أدى إلى إثارة مخاوف شديدة وانتقادات في الغرب بشأن إمكانية الاعتماد على اتفاقيات النقل الموقعة مع روسيا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©