الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسهم شركات النفط الأميركية تبدأ رحلة الهبوط

27 يناير 2007 23:26
نيويورك - أحمد كامل: بدأ منذ بدء تعاملات بورصة نيويورك هذا العام أن ما قيل عن تبدل اتجاه الريح بالنسبة لأسهم شركات النفط الكبرى في الولايات المتحدة كان صحيحاً· ذلك أن أسعار هذه الأسهم لم تتوقف عن الارتفاع ربما منذ عام ·1999 أما الآن فإن الأمور أخذت في التغير· ويصف المحلل المالي بشركة أنجوس جاكسون المالية الأميركية مايكل روز ملامح هذه الصورة بقوله: ''ما سيحدث لأسعار شركات الطاقة لن يكون مشهداً جميلاً في الفترة المقبلة· إننا نحث المستثمرين الذين يتعاملون معنا في اللحظة الراهنة على بيع ما لديهم من أسهم هذه الشركات''· والسبب المباشر للانخفاض هو بطبيعة الحال انخفاض أسعار النفط· فقد أغلقت بورصة نيويورك الأسبوع الثاني من يناير بعقود تسليم فبراير منخفضة بمقدار 2,14 دولار إلى 51,88 دولار للبرميل· ولم تشهد نيويورك هذا المستوى المنخفض نسبياً من الأسعار منذ 19 شهراً· ويعد هذا الانخفاض كبيراً بكل المعايير، ففي يوليو الماضي وصل سعر البرميل إلى 77 دولاراً· وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على أسعار أسهم شركات النفط الكبيرة وشركات التكرير والنقل والتوزيع· والمشكلة - حسبما يصفها المحللون الماليون في الولايات المتحدة- ليست مجرد انخفاض الأسعار، ولكنها ايضاً حالة عدم اليقين التي تحيط بهذه الأسعار، إذ يقول روز: ''نتطلع جميعاً إلى البحث عن موقع القاع المتواصل للأسعار في الفترة المقبلة، هل سيكون 50 دولاراً أو 40أو 30 ؟ ولكن الحقيقة أنه لا يوجد الآن من يعرف كيف ستتطور الأسعار''· ولا يبدو أن تهديدات أوبك بخفض الانتاج قد تؤثر كثيراً على مستوى الأسعار، على الأقل في المدى المتوسط· إذ يمكن لقرار يصدر الشهر المقبل عن المنظمة بخفض الانتاج بـ 500 ألف برميل يومياً مثلاً أن يرفع السعر دولاراً أو دولارين لفترة زمنية وجيزة قد لا تزيد عن أيام قليلة لا أكثر· ويفسر روز ذلك بقوله: ''مخازن الاحتياطيات ممتلئة حتى حافتها، إذ تبلغ المخزونات الاحتياطية الآن حداً لم يكن من السهل توقعه من قبل، وإذا خفضت أوبك انتاجها فقد لا يهتم السوق بذلك كثيراً''· وليس من الواضح تماماً حتى الآن قدر الانخفاض المتوقع في سعر سهم شركات الطاقة الكبيرة، ذلك أن قياسات الربع الأخير من العام الماضي اعتمدت على تقدير بأن يتراجع سعر الخام إلى 60 دولاراً في المتوسط وذلك مقابل 70 دولاراً في الربع الذي سبقه· إلا أن الأسعار الآن تتجه بخطى ثابتة نحو مستوى الـ 50 دولاراً للبرميل· ويبدو ذلك مثيراً للدهشة في بعض جوانبه، فهناك أزمة بين المجتمع الدولي وإيران، وتلويح من واشنطن باستخدام القوة وتلويح مقابل من طهران بإغلاق مضيق هرمز· وهناك توقعات عامة باحتمال حدوث اضطرابات في فنزويلا لاسيما بعد وضع خطة تأميم النفط، ثم هناك توقف روسي بين الفينة والأخرى عن مواصلة تزويد أوروبا بالطاقة، فضلاً عن ذلك فإن سبب النزاع الداخلي في نيجيريا لم يتبدد من الأفق تماماً بعد· ورافق انخفاض سعر النفط انخفاض مواز في سعر الغاز الطبيعي الذي تراجع بنسبة 6% بسبب وفرة الإمدادات، وساهم في ذلك ايضاً اعتدال موسم الشتاء في الولايات المتحدة حتى الآن رغم وجود توقعات بانخفاض مفاجيء في درجة الحرارة خلال الأسابيع المقبلة· ويباع وقود السيارات في الولايات بنحو 2,30 دولار للجالون في المتوسط في الوقت الحالي، وهو نفس سعر بيعه في بداية العام· وكان الجالون تجاوز 3 دولارات خلال الصيف الماضي· وفيما يعد هذا الانخفاض خبراً سيئاً للمستثمرين في قطاع الطاقة فإنه بالتأكيد خبر جيد للمستهلكين· وهكذا بدأت الشركات تحذر حملة الأسهم· فقد أعلنت كونوكو- فيليبس أن هامش الربح في عمليات التكرير التي تمتلكها سيتراجع في الربع الأخير من العام بنسبة 25% دفعة واحدة· بعد ذلك أصدرت شركة شيفرون العملاقة بياناً قالت فيه: إنها تتوقع ''انخفاض أداء الشركة المالي في الربع الأخير بسبب انخفاض أسعار الخامات وانخفاض هامش الربح في عمليات التكرير بسبب توقف وحدات من المصافي عن العمل للصيانة وعمليات التوسعة والبناء في هذا القطاع في أنحاء العالم''· ولحقت شركة بريتش بتروليام بزميلاتها حين أصدرت بياناً قالت فيه: إن انتاجها من الخام في كل أنشطتها الدولية تراجع إلى 3,82 مليون برميل في الربع الأخير بعد أن كان 4,02 مليون برميل في الربع الثالث· ومن المتوقع أن يكون اثر التراجع العام في هذا القطاع أكبر في حالة بريتش بتروليام، إذ أنها ما تزال عاجزة حتى الآن عن إعادة تشغيل منصة الحفر العملاقة التي تمتلكها في خليج المكسيك والتي تسمى منصة ''فرس الرعد''· إلا أن إعصار كاترينا كسر ظهر الفرس، ورغم الجهود الهائلة التي تبذلها الشركة لإعادة تشغيله فإنها لم تنجح في ذلك حتى الآن· وبصفة عامة فإن الشركات العملاقة تشكو من تراجع الانتاج في الحقول الأساسية في أميركا الشمالية وبحر الشمال، إذ يبدو أن كميات النفط في هذه الحقول تراجعت إلى حد كبير في السنوات الأخيرة· فضلاً عن ذلك فإن أسعار العمالة الماهرة في هذا القطاع ارتفعت بنسبة ملموسة، ولابد لذلك كله أن ينعكس على موقف المستثمرين من الشركات الكبرى· وإذا كانت حالة عدم اليقين بشأن الأسعار تميز هؤلاء المستثمرين فإن هناك أموراً أخرى تزيد من هذه الحيرة· من هذه الأمور مثلاً صدور تقارير تشير إلى أن الشركات بحاجة إلى استثمارات كبيرة في تجديد وصيانة بنيتها التحتية فضلاً عن ارتفاع حصة عمليات الاستخراج في مناطق تتسم بعدم الاستقرار· وهكذا بدأت رحلة التراجع لأسهم شركات ذلك القطاع، إذ انخفض سعر سهم كونوكو فيليبس خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4,2% وانخفض سهم شيفرون بنسبة 1% فيما انخفض سهم بريتش بتروليام بنسبة 11%·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©