الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خروف غريب الأطوار

خروف غريب الأطوار
31 يناير 2014 21:45
(1) هناك الكثير من أنواع الإدمان، هناك الإدمان على المخدرات، أو الكحول أو النيكوتين أو حتى الإدمان على الشوكولاتة. وبما أن هناك ما يسمى بالإدمان، فهناك أيضاً ما يسمى بالمدمنين. المدمنون إخوة في البحث عن مبررات واهية لتبرير سلوكياتهم التدميرية لذواتهم، والكثير من القراء يعرفون الحجج التي يسردها المدخنون التي تمنعهم من ترك التدخين، وبعضهم يعرف حجج المدمنين على الكحول، وقلة منهم قد يعرفون حجج المدمنين على المخدرات بأنواعها. هناك أساليب متنوعة يعتمدها الأطباء والمرشدون النفسيون والاجتماعيون لمكافحة الإدمان، بعضها يعتمد على هدم الحجج والتبريرات التي يسردها هؤلاء، ويقوم بتفكيكها، ليضع المدمن عارياً وبلا دفاعيات أمام حقيقة إدمانه. وكما قلت، فإن المدمنين إخوة في البحث عن المبررات الواهية، فقد اكتشفت نوعاً جديداً من الإدمان، وهو يخصنا نحن العرب... وهو إدمان جديد لكنه مؤثر وفاعل، ويحفر في شيفرتنا الوراثية محاولاً أن يكون – هذا الإدمان – جيناً متسيّداً، وليس مجرد مرض. إنه الإدمان على الهزائم. نعم، الهزائم، لدرجة أننا نفرش الأرضية المناسبة لهزائمنا قبل أن ندخل أي معركة. نعم، نحن مدمنو هزائم، ونستمتع بها بخليط من السادية والمازوشية. أما الأعداء فهم مجرد سكرتاريا مدفوعة الأجر لمساعدتنا على ممارسة الانهزام. الأنظمة تهزم نفسها بنفسها، سواء مع العدو الخارجي أو الداخلي، المعارضة تهزم نفسها بنفسها أمام الأنظمة، الحركات تهزم نفسها.. والجميع يقدم التبريرات الواهية لأسباب هزيمته، ويبعد ممارساته عن الأسباب الحقيقية، أو يتهم نظام المؤامرة العالمي الذي يتآمر علينا حتى لا يتحكم الإسلام ولا الماركسية ولا الاشتراكية ولا القومية ولا الليبرالية ولا العشائرية ولا الطائفية ولا ولا لالالالا يا الخيزرانة. هذا المقال محاولة، مجرد محاولة، لدفعنا للاعتراف بأننا مدمنو هزائم. لأننا من دون الاعتراف بالمشكلة. سنظل مهزومين إلى الأبد. (2) كما في الأردن كذلك في الكثير من الدول العربية، لكني أتحدت عن خبرة ومعاناة حينما أتحدت عن وطني. الغريب أننا نعاني ذات المشاكل، في العالم العربي، ونحتاج غالباً إلى ذات الحلول. الأردن مصنف دولياً من أكثر دول العالم فرضاً للضرائب – نسبة إلى مستوى الدخل- ودرجته العالمية بين الدول الأغلى معيشة، ترتفع باستمرار بفضل السياسات الحكومية التي تسعى إلى إيصالنا إلى المرتبة الأولى في هذا المجال. هذا العام نشهد اتجاهاً حكومياً لتحميل الشعب الأردني كافة أخطاء الحكومات السابقة والحالية. طبعاً من دون ترقيع الثقوب التي تتسرب منها... أموال الناس. أخذ الرجل الخروف اللحام، وبعد المساومة على سعر الذبح، قال للحام: - اقسم الخروف إلى قسمين، القسم الأول أفصل اللحم عنه واقسمه إلى قسمين وافرمه (خشنة وناعمة)، وضع لي العظم في كيسين، واحد لأستخدمه مع الشوربات وواحد لأضعه تحت ورق الدوالي والكوسا. ولا تنس المعلاق والطحال. - وماذا أفعل بالقسم الثاني؟ - قطّعه للمنسف، وافصل الأضلاع لعمل الكاستاليتا وافرم الليّة. -والرأس والأمعاء؟ - نظف الرأس والمصارين حتى أعمل منها طبخة كرشات، ولا تنس الأظلاف لأني أريد أن أعمل منها فتة. أما الجلد فاتركه لي لأني أنوي أن أصنع منه «جاعد».نظر الخروف الى صاحبه، وقال: - شو رايك اتسجّل صوتي خلال الذبح وتعمل منّه رنة لموبايلك؟. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©