بيروت- ''الاتحاد'': سيطر الهدوء الحذر على بيروت أمس لليوم الثاني على التوالي وسط حالة الترقب ومخاوف من كونه الهدوء الذي يسبق عاصفة جديدة· وتقرر تمديد اغلاق المدارس والجامعات إلى يوم الأربعاء المقبل، فيما تواصلت الاتصالات لتطويق الأزمة السياسية المتفاقمة بعد مواجهات الخميس الدامي بين أنصار المعارضة والحكومة التى اسفرت عن مقتل 5 لبنانيين وإصابة 216 بجروح وفقا للتقديرات الرسمية الأخيرة· وعلمت ''الاتحاد'' أن اتصالات متسارعة اجراها رئيس البرلمان نبيه بري و زعيم كتلة ''المستقبل'' النائب سعد الحريري مع أقطاب المعارضة والأكثرية طالبين وقف الشحن والسجال السياسي وافساح المجال أمام البحث عن حلول للأزمة· وترددت أنباء حول دعوة بري لاستئناف الحوار تحت عنوان ''الانقاذ''·
إغلاق المدارس والجامعات
وطالب وزير التربية اللبناني خالد قباني الجامعات والمدارس في لبنان استئناف الدروس يوم الاربعاء المقبل بدلا من الاثنين· وقال قباني في بيان نقلته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية إنه اتخذ هذا القرار ''مع مصادفة العطلة الرسمية في ذكرى عاشوراء يوم الثلاثاء المقبل، وافساحا في المجال لاستعادة المؤسسات التربوية اجواءها الطبيعية بعد الحوادث المؤلمة
الاتصالات السياسية
وفتحت خطوط الاتصالات بين المعنيين بالازمة على مصراعيها، وابدى بري تخوفه من الاجواء واحتمال تجدد الاضطرابات في غياب الحل السياسي، محذراً من انفلات الامور الى ما لا تحمد عقباه· وقال بري ''يجب تفويت الفرصة على من يسعى لاغراق البلاد في الفتنة وتدارك كل ما من شأنه جر البلد الى الحريق''· وبحسب مصدر قريب من رئيس البرلمان اللبناني فان الاتصالات التي اجراها اتاحت تدخلا كثيفا للجيش أمن عودة الهدوء الى احياء بيروت
وقال المصدر لوكالة ''فرانس برس'' إن بري ''ينتظر نتيجة المشاورات بين المملكة السعودية وايران حول الوضع في لبنان لاعادة إطلاق مبادرة تمهد لمعاودة الحوار السياسي''· واضاف ''نحن عند تقاطع طرق''، محملا فرقاء السلطة مسؤولية القبول بحل سياسي يرضي كل الاطراف تحت طائلة مزيد من التدهور الامني·
بدوره، دعا رئيس ''تيار المستقبل'' النائب سعد الحريري الى ''إخماد نار الفتنة وتحكيم المصلحة الوطنية العليا التي يجب ان تعلو فوق أي مصالح اخرى''·
وتردد ان بري يعتزم إحياء طاولة الحوار في فترة قريبة جداً تحت شعار ''الانقاذ'' تمهيداً لعودة امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت لاستكمال مبادرته العربية·
سليمان يتفقد وحدات الجيش
وانتشرت وحدات الجيش اللبناني في بيروت ، وتفقدها قائد الجيش ميشال سليمان ورئيس الاركان شوقي المصري مؤكدين على وجوب الحفاظ على أمن جميع اللبنانيين، واطلعا على التدابير المتخذة لضمان ملاحقة المشاغبين· وصرح سليمان لجريدة ''السفير'' اللبنانية بأن الجيش يعاني من ضغوط غير أنه قال إن هذا لن يمنعه من القيام بواجباته· وأضاف أن الجيش يتحمل أعباء تفوق طاقته منذ عدة اشهر ومستعد لتحمل المزيد شريطة ان يتحمل المسؤولون والمدنيون مسؤولياتهم في منع الاضطرابات الامنية· وقال سليمان وهو يحذر من الانقسامات الطائفية انه يجب ان يكون هناك حل سياسي للأزمة·
السنيورة يتهم
ومن جانبه، اتهم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة سوريا وإيران بإحداث ''انقلاب'' في لبنان· وقال السنيورة في تصريحات لمجلة ''فوكوس'' الألمانية إن ''القوى الداخلية والخارجية أخذت البرلمان اللبناني بالكامل كرهينة، وما نراه هو فعليا قلب لنظام الحكم''·
وأوضح السنيورة أن هذه القوى تتمثل في إيران وسوريا اللتين تمدان ''حزب ا''لله بالسلاح وتهتمان بأن تضر الاحتجاجات العنيفة للمعارضة بالديمقراطية· وفي الوقت نفسه أشار السنيورة إلى أن الايرانيين يقولون إنهم يرغبون في هزيمة الاميركيين وأكد: '' ولكن لبنان ليس أرضا للمعركة''·
عدد اليوم
