الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

احتمالات تقسيم سوريا تجلب الفوضى وسيناريوهات حروب تعصف بالمنطقة

1 أكتوبر 2012
باريس (أ ف ب) - يخشى المراقبون للأزمة السورية مخاطر حصول تقسيم للبلاد، وهو ما تم التطرق إليه غالباً منذ بدء النزاع، ويرون في ذلك أرضاً خصبة لفوضى مستقبلية على الصعيدين الداخلي والدولي. وبدأ تقطيع الأراضي مع إقامة مناطق “محررة” حيث لم يعد لقوات الرئيس بشار الأسد سلطة عليها. ويتولى حوالي 700 ألف شخص، بحسب مصادر فرنسية، من أصل شعب سوريا البالغ عدده 23 مليون نسمة، تسيير أمورهم بأنفسهم في هذه المناطق الواقعة شمال البلاد قرب تركيا، وجنوباً قرب الأردن تحت حماية المعارضة المسلحة. وبنفس الطريقة، بدأ حوالي مليوني كردي يقيمون في مناطق موزعة في سوريا من الشمال وصولاً إلى شمال شرق البلاد، تنظيم صفوفهم مع رغبة في تشكيل نواة دولة. ويرى فابريس بالانش الأستاذ في جامعة ليون الثانية أن الجيش السوري يتركهم يقومون بذلك. النظام ليست لديه الإمكانيات للإمساك بهذه المناطق. وهو يعلم من جانب آخر أن الأكراد معارضون بقوة للجيش السوري الحر، وتلك ورقة في يديه. ويعيش نحو مليون كردي أيضا في دمشق وحلب. وأكد بالانش أن الأقلية الدرزية (700 ألف نسمة) قد تغريها أيضاً فكرة إقامة منطقة حكم ذاتي في الجنوب. لكن مخاطر التقسيم مصدرها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها رئيس الدولة والتي إذا شعرت بأنها وصلت إلى وضع ميؤوس منه، يمكن أن تلجأ إلى معقلها في المنطقة الساحلية غرباً، وفي جنوب غرب حمص وصولاً إلى مرفأ اللاذقية المتوسطي إلى الشمال ونحو حماة. وتشكل الأقلية العلوية حوالي 11% من الشعب. ويقول بالانش إن “عملية التقسيم ليست واقعاً بحد ذاته، لكن إذا سقط نظام الأسد فمن الواضح أن العلويين سيتحصنون في مناطقهم” على الساحل، فيما سيأتي قسم من المسيحيين أيضاً (10% من الشعب) للجوء إلى هذه المنطقة. وأضاف أنه إذا تولت الغالبية السنية (74% من الشعب) السلطة، فإن الروس والإيرانيين سيكتفون بإبقاء العلويين المدعومين من قبلهم، في هذا القسم من الساحل السوري، حيث تملك موسكو في طرطوس قاعدتها الوحيدة بالشرق الأوسط. وتطرق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى هذا الاحتمال مؤخراً. وقال “إذا بقيت الامور على ما هي عليه، هناك خطر تقسيم سوريا ما سيكون مأساة مع قسم سيكون خاضعا بشكل كامل تقريباً لنفوذ إيراني. وفي إطار من الانقسامات الشديدة في المنطقة، ذلك يشكل منطلقاً لنزاعات مستقبلية”. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اعتبر في أغسطس الماضي، أن هذه الخطة البديلة القائمة على إقامة جيب علوي تشكل “اسوأ السيناريوهات”. وذكر بالانش “حين يبدأ التقسيم المفتوح على كل الاحتمالات يظهر، يمكن أن يوقظ ذلك رغبات في التقسيم في لبنان الذي يمكن أن يدخل حربا كما في الثمانينيات أو حتى العراق أو تركيا”، متوقعاً أن تحصل في سوريا عمليات ترحيل سكان كبرى ومجازر أو حتى تطهير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©