الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«التلصص» سلوك قهري يصاحبه اضطراب نفسي

«التلصص» سلوك قهري يصاحبه اضطراب نفسي
27 أكتوبر 2014 23:00
أبوظبى (الاتحاد) كثير من الناس يخلطون ما بين الفضول، وحب الاستطلاع من جانب، والتلصص على الآخرين من جانب آخر، فإذا كان البعض يرى أن الفضول هو الميل إلى التدخل في شؤون وخصوصية الغير، والنزعة اللا إرادية لمعرفة كل ما هو خفي وإن كان لا يمثل أدنى أهمية لنا، وغير ذلك من دوافع. فحب الاستطلاع يرتبط دائما بحب المعرفة والتقصي العلمى، أما «التلصص» فله معنى آخر، وتفسير مختلف، ودوافع مغايرة. في واقعة طريفة نشرتها الصحف الأسترالية، ألقت الشرطة الأسترالية القبض على رجل ظل يستخدم على مدى أربع سنوات آلة تصوير صغيرة للغاية مثبتة في مقدمة حذائه تمكنه من تصوير النساء من أسفل «تنوراتهن» وهن واقفات في عربات المترو. لماذا التخفى؟ نحن أمام سلوك بشري «مَرَضي» يستحق التأمل، فما الذي يدعو مثل هذه النماذج من الناس إلى التخفي، أو الاعتماد على وسائل تكنولوجية متطورة، لانتهاك حرمة وخصوصية وعورات وأسرار الآخرين بما يوقعهم تحت طائلة القانون؟ .. هل هو سلوك عرضي يمكن لصاحبه أن يتخلى عنه بسهولة؟ أم هو سلوك قهري يشبع في صاحبه حاجة معينة؟ وهل يمكن النظر إلى هذا السلوك على أنه مجرد سلوك غير متحضر، أم أنه عرض لمرض أو اضطراب نفسي؟ توضح الدكتورة دوللي حبال، استشارية علم النفس العيادي والصحة النفسية أن أصحاب مثل هذه السلوكيات ينظر إليهم من وجهة نظر الطب النفسي على أنهم مرضى يعانون من الانحراف الجنسي، ويشخص انحرافهم وفق التصنيفات الأميركية للطب النفسي باسم «التلصصية veyeurism»، من بين خمسة عشر انحرافا جنسيا معروفا، وهي لا ترتبط بمجتمع معين، أو بثقافة محددة، وصاحبها يستمتع برؤية الآخرين عرايا، أو وهم يمارسون العلاقة الجنسية، من خلال استراق النظر من خلف الأبواب أو النوافذ المغلقة، أو باستعمال مناظير تكبير من على بعد، أو باستعمال عدسات أو تقنيات تكنولوجية حديثة، أو حتى بمشاهدة مجلات أو أفلام خليعة تتحقق الاستثارة الجنسية من خلالها. ولوحظ بالفحص الإكلينيكي والتاريخ المرضي لهؤلاء الناس أنهم يفشلون في الاستثارة الجنسية الطبيعية إلا إذا أشبعوا فضولهم المنحرف بمثل هذه السلوكيات، ومن المؤكد أن سلوك «التلصصي» سلوك قهري، اضطراري، يجد صاحبه نفسه مضطرا ومدفوعا إليه لا شعوريا لإشباع حاجته النفسية والجنسية، وأن الإشباع الجنسي لديه لا يتحقق إلا من خلال سلوكه الانحرافي هذا، وغالبا ما يشعرون بالتوتر، والاضطراب، والقلق والإخفاق إذا ما فشلوا في ذلك شأنه في ذلك شأن أي اضطراب نفسي آخر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©