الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدانة الأطفال.. صداع في رؤوس الأمهات

بدانة الأطفال.. صداع في رؤوس الأمهات
28 يناير 2007 01:06
لماذا يزداد وزن الأطفال؟ ··· هذا السؤال الذي تردد كثيراً أثناء التحقيق يعكس حيرة واضحة في فهم الأسباب التي تؤدي إلى السمنة أو البدانة، وهو سؤال يحير الأمهات حقاً، لكن الأمر لا يقف عند حد المسؤولية الفردية فقط، بل يمتد ليشمل البيت والمدرسة والمقصف والمجتمع ووسائل الإعلام التي تمارس دوراً خطيراً عبر ما تبثه من الإعلانات عن أنواع الطعام المختلفة وبطريقة تفتح الشهية ولا تسيل لعاب الأطفال فقط بل وحتى الكبار· تحقيق- أمل النعيمي: من جهة أخرى، لا يمكن تناسي أن مشكلة السمنة أو البدانة لا تخص الإمارات وحدها، وإن سجلت فيها الدولة أرقاماً قياسية، فهي مشكلة عالمية تعاني منها مختلف المجتمعات، ولها علاقة بنمط الحياة الاستهلاكي والعولمي على ما يبدو، حيث يعاني نحو مليار شخص حول العالم زيادة الوزن أو البدانة، بل إن هذا الرقم مرشح للازدياد إلى (1,5) مليار عام ،2015 كما أنه في ارتفاع مستمر في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض بشكل خاص! لماذا وكيف وما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة؟ في هذا التحقيق حاولنا الحصول على بعض الإجابات: نوعية الطعام الذي يتناوله الفرد، وأسلوب الحياة الذي يعيشه، ونمط المسكن الذي يحد من الحركة أسباب تلاقي ما يشبه الإجماع عندما يتم الحديث عن السمنة المفرطة أو البدانة··· لكن حل هذه المشكلة يجب أن يبدأ باستراتيجية إنسانية موحدة وشاملة، بدل التركيز على المسؤولية الفردية وحدها، وإلى أن يحدث هذا، تبقى الجهود الفردية هي السبيل المتاح أمام الفرد نفسه لكي ينجو من السمنة ولا يقع في حبائل البدانة··· لكن في حال كان طفلاً تصبح هذه مسؤولية الأم والأسرة، فماذا تقول الأمهات في هذا الصدد؟ عاتبة على الإعلام أم سعود، امرأة إماراتية عاملة، تبدي عتبها على وسائل الإعلام لأنها تقدم أنواع الطعام للأطفال دون محاذير، مما يشجع الأطفال على شرائها من دون النظر لأنواعها الضارة بالجسم في أحيان كثيرة · وتضيف أم سعود: بعد أن صدمت بالزيادة الواضحة لأحد أطفالي الثلاثة، أخذت على عاتقي وبالاتفاق معهم اتباع نظام مدروس، أحاول الالتزام به قدر الإمكان مع بعض التجاوزات أحياناً، أعتقد أن الوالدين يجب أن يكونا قدوة للأطفال في طريقة اتباع العادات الغذائية الجيدة، لذا أهتم كثيرا بإعداد الطعام لأطفالي · الوجبات السريعة لكن الأمر يبدو مختلفاً مع أم راشد، وهي ربة بيت إماراتية، حيث لاحظت أن أوزان أطفالها الستة زادت لكنها تقف عاجزة أمام ذلك، تقول أم راشد: أحب تناول بعض الحلويات والسناك والكيك وقت العصر، ويشاركني الأطفال هذه الوجبات، لكني أقف عاجزة أمام ما يتناولونه أمامي أو من وراء ظهري، حياة الأطفال الآن مختلفة عن حياتنا في السابق، فالمغريات أمامهم كثيرة، والمطاعم والوجبات السريعة منتشرة، ناهيك عن طريقة اللعب الخاملة والجلوس لمدة طويلة أمام التلفاز أو البلاي ستيشن وتناول الكثير من الشيبس والمسليات أثناء ذلك، وكله يتسبب في زيادة الوزن والبدانة · سؤال محيِّر بالنسبة لأم مريم، ربة بيت، يبدو الأمر محيراً وهي تتساءل: لماذا تزيد أوزان الأطفال؟ وتجيب: هل السبب في الطعام أو الخمول أو التلفزيون أو قلة الحركة أو ضيق السكن أو قد تكون كلها مجتمعة!· وتضيف أم مريم: مريم أكبر أطفالي، عندما بلغت من العمر 8 سنوات لاحظت أنها تحب تناول العشاء مع والدها، لم أمنعها لكنني فوجئت بالزيادة السريعة في وزنها، اتفقت معها على إلغاء وجبة العشاء، ووضعنا أنا وهي توقيتاً محدداً للوجبات المحببة لها وأوضحت لها أنني لن أحرمها منها، وأن بإمكانها أن تأكل ما تريد في وجبة الفطور والغذاء، لم تمانع بعد أن بينت لها أضرار هذه الزيادة في وزنها، وبالفعل وصلت معها إلى نتيجة رائعة، والآن أعاني نفس الشيء مع أختها الثانية · أم مريم توصلت إلى مجموعة من القواعد الصحية التي تتبعها مع أطفالها فهي لا تضيف الملح إلى الأكل وتستبدله بالليمون، وتحث أطفالها على شرب كمية لا بأس بها من الماء والحليب والعصير الطازج، وتمتنع كليا عن تقديم المشروبات الغازية، لكنها لا تبدي أي انزعاج إذا تجاوزوا هذه الخطوط، بل تترك الحرية لهم في اختيار ما يحبون مرة في الأسبوع وفي الإجازات أو عند زيارة الأهل· أرقام قياسية قلة الخبرة في تنوع أساليب تغذية الإنسان من العوامل التي تقود إلى حياة غير صحية، هذا ما أكدته الدكتورة نهال حكيم، فالعناية بأنماط الغذاء اليومية أمر ضروري، خاصة في زمن انتشار الوجبات السريعة، حيث باتت المكملات الغذائية ضرورية مما سبب استهلاكاً غير منتظم للطعام، واستخدام وسائل غير طبيعية في الطهي· وتضيف الدكتورة نهال: سجلت البدانة بين الأطفال والمراهقين في الدولة، أرقاما قياسية حتى فاقت بعض مثيلاتها من الدول الغربية، فقد وجدت الدراسة الوطنية الإماراتية لمرضى السكري أن حوالي 74 بالمائة من مجموع طلاب الإمارات (العاديين غير المرضى) يعانون من البدانة أو ممن هم فوق الوزن الطبيعي، وبالتالي فإن هذه الأرقام تشير إلى زيادة متوقعة في الإصابة بأمراض عديدة مثل السكري وأمراض القلب، والملاحظ أن بدانة الأطفال تستمر حتى سن البلوغ ويصبح من الصعب علاج تلك الأمراض · وترى الدكتورة نهال: أن المتهم الأكبر في ذلك هو أسلوب الحياة الخامل، واتجاه أسلوب التغذية، وقلة الحركة، وبيئة المعيشة (كالمسكن) التي تحد من الحركة نتيجة انتشار التمدن، لذا فإن برامج التوعية بالصحة العامة تحاول من خلال ما يترتب عليها من مسؤوليات اجتماعية، القضاء على الأرقام المتزايدة للبدانة ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©