كلنا بلا استثناء أخذتنا الأيام في سفرها الدائم إلى البلاد البعيدة، كلٌّ إلى جهة وسبب مختلفين· كلنا صعدنا الطائرة أو ركبنا الباص، وجلسنا بالطريقة نفسها في مقعد، قيل لنا عنه ''إنه مريح إلى أقصى الحدود''· وقد يصح ذلك في حال جلوسنا لساعة واحدة، ولكن ليس لعشر ساعات أو أكثر، فالطائرة تسير بسرعة فائقة ولكننا نشعر أن حركتها بطيئة جدا نظرا لطول المسافة، أما سرعة الباص فلا تحتاج إلى تعليق·
في الإطلالة التالية الكثير من الأسرار والفوائد التي يمكن أن نضيفها إلى أسفارنا القادمة·
إعداد - محمد الحلواجي:
السفر بالطائرة في الرحلات المتوسطة والطويلة أكثر تعقيدا من أي وسيلة تنقل أخرى، حيث الحركة محدودة وكمية الأوكسجين قليلة في مكان مكتظ وبارد جدا أحيانا، والضغط الجوي يختلف علواً وانخفاضا، وهدير محركات بعض الطائرات يحوّل الرحلة من بهجة وحيوية إلى جلسة عذاب لا مفر منها، ناهيك عن الملل خاصة في رحلات العودة، بعد أن يكون المسافر قد استنفد متعته، ساعتها يتخشب جسده وتؤلمه أطرافه وينظر إلى عقارب الساعة البطيئة وفي عيونه سؤال واحد فقط: ''متى أصل''؟! ثم ينظر إلى حيوية طاقم الطائرة والمضيفين والمضيفات ويسأل نفسه: ''كيف يحتمل هؤلاء الخلق مثل هذا العذاب اليومي''؟
متلازمة الدرجة السياحية!
إذا كان ذلك حال الأصحاء، فإن حال مرضى القلب والضغط وسواهما أكثر سوءا وتعقيدا· فقد يبدو السفر جواً أكثر أمناً من الناحية الإحصائية، إذ لا تسقط سوى بضع طائرات كل عام مقابل ملايين حوادث السيارات، ولكن هذه الإحصائيات قد تكون مخادعة، كونها لا تأخذ بعين الاعتبار احتمال وفاة كثير من الركاب بعد يومين أو ثلاثة من سفرهم، بسبب ما يعرف بخثرة الكرسي أو ''متلازمة الدرجة السياحية''، فالجلوس لفترة طويلة في مكان ضيق، سواء بالطائرة أو الباص، يؤدي إلى تراكم الدماء في الجزء السفلي من الجسم ويساهم في حدوث جلطة في أوردة الساقين· وهذه الجلطة هي كرة متخثرة من الدم لا تعد خطيرة إن بقيت في مكانها ولكنها قد تتحرك بعد أيام في الأوردة وتصل إلى القلب أو الدماغ فتسبب جلطة مميتة· ويعتقد أن وفيات كثيرة حصلت في الماضي لم تثر الشك لأنها حدثت بعد عدة أيام من انتهاء الرحلة·
تمارينك في السفر
متعة التحليق في الفضاء وروعة إمعان النظر في الأجواء المحيطة بالطائرة أو التحديق في الأفق أو النظر للتضاريس الأرضية والبحار من علو شاهق، أو حتى التفكير الهادئ في أهدافنا من تلك الرحلات، يمكن أن نفقدها بسبب الشعور ببعض المضايقات النفسية والآلام الجسدية خلال الرحلات الطويلة· وحتى تكون مستمتعاً في رحلاتك، ما عليك سوى إضافة بعض التمرينات الرياضية البسيطة التي يمكنك القيام بها في مقعدك، وهنا بعضها:
تمارين الرقبة والكتفين
1- قم بتدوير الرقبة ببطء خمس مرات في كل اتجاه، الأمام والخلف والناحية اليمنى واليسرى، ولكن تجنب شدّها بقوة·
2- ارفع كتفيك إلى الأعلى نحو الأذنين وانفث الهواء خلال ذلك ثم أنزلهما إلى الأسفل، قم بتكرار ذلك خمس مرات·
3- قم بتدوير كتفيك إلى الخلف ثم إلى الأمام خمس مرات·
4- قم بالالتفات برأسك إلى الخلف نحو المقعد من دون تحريك الكتفين، مرة إلى اليسار ومرة إلى اليمين، قم بتكرار ذلك خمس مرات في كل جانب·
تمارين الرأس والوجه
1- انقر بأصابعك نقرات خفيفة على قمة رأسك وجانبيه·
2- استخدم أناملك في تدليك الوجه من الصدغين إلى الفكين·
3- اضغط على الحاجبين بأناملك ومقدمة سبابتي أصابعك·
4- استخدم إصبعاً واحدة لتدليك العظام حول العينين من الأعلى إلى الأسفل على جانبي الأنف·
5- استخدم أطراف أناملك لتدليك أسفل الفكين·
6- قم بتدوير الفكين إلى اليسار خمس مرات ثم إلى اليمين خمس مرات·
7- قم بشدّ أذنيك بقوة 3 مرات إلى الأعلى والخارج والأسفل والأمام والخلف·
تمارين اليدين
1- وجِّه راحة كفك الأيمن إلى الأسفل ومد إبهامك نحو الرسغ واستنشق الهواء وانفثه خلال ذلك، ثم قم بتكرار التمرين مع الكف الأخرى·
2- وجِّه راحة الكف إلى الأعلى ومد كل إصبع نحو الأسفل واستنشق الهواء وانفثه مرة واحدة مع كل إصبع·
3- قم بتدوير الرسغين عشر مرات باتجاه عقارب الساعة ثم عشر مرات بالاتجاه المعاكس·
4- ابسط يديك ثم انشرهما·
تمارين القدمين
1- قم بتدوير الكاحلين عشر مرات باتجاه عقارب الساعة وبالاتجاه المعاكس·
2- ابسط مقدم أصابع القدمين إلى الأعلى ثم شدها نحو الأسفل، كرر ذلك عشر مرات لكل قدم·
3- ابسط قدميك على الأرض وارفع العقبين ثم ارخهما، قم بتكرار ذلك عشرين مرة·
تمارين الظهر
قف بين الآونة والأخرى ويداك على خاصرتيك واثنِ جذعك إلى اليمين وإلى اليسار خمس مرات في كل ناحية، ثم قم بثني جذعك إلى الأمام من الوضع المعتدل خمس مرات أيضاً· ستشعرك التمارين السابقة بالراحة أثناء سفرك، وستقيك الكثير من المتاعب خلال الرحلات الطويلة·
عدد اليوم
