أبوظبي (الاتحاد) - لم يعُدْ انتفاع الناطقين بلغة«المليالم»، الهندية من الخطاب الإعلامي لشرطة أبوظبي في التوعية أمراً صعباً، إذ أصبح بمقدورهم التعرف إلى برامج وحملات التوعية، والخدمات التي تقدمها وزارة الداخلية على وجه العموم، من خلال مبادرة الأولى في نشر التوعية بين المقيمين من الجنسية الهندية؛ عبر صحيفة سيراج الناطقة بلغة «المليالم»، التي تصدر داخل الدولة، ويُقدر عدد قرائها بنحو 600 ألف شخص من أبناء الجالية الهندية في الإمارات.
وحققت بوصول خطابها الإعلامي إلى «الجالية الهندية» نجاحاً في توعيتهم بمخاطر المخدرات والكحول، وحوادث المرور، والشيكات بدون رصيد، وتعريفهم بقانوني الإقامة والعمل، وحثّ المخالفين على تصويب أوضاعهم.
وحفّزت المبادرة الصحف الهندية الأخرى إلى التواصل المباشر مع إدارة الإعلام الأمني؛ لتنفيذ مشاريع مماثلة، في ما زاد حجم التغطية الصحفية لأخبار وأنشطة الشرطة في تلك الصحف من 133 خبراً في عام 2010 إلى 3670 خبراً في عام 2011.
ولقيت مجهودات وزارة الداخلية، ممثلة بشرطة أبوظبي، في توعية رعايا الجالية الهندية ترحيباً من سفارة بلادهم، فقد عبّر لوكيش مايسور كابانياه، سفير جمهورية الهند لدى الدولة، عن بالغ شكر بلاده وتقديرها لتلك المجهودات التي مكنت أبناء الجالية من التعرف إلى الخدمات الشرطية، وتوعيتهم بمخاطر عدد من الظواهر.
تفوق
وسجل إعجابه بالمبادرة، مبيناً أنه لم يشهد عبر مسيرته الدبلوماسية في عدد من البلدان مثيلاً لها، على حد تعبيره، في ما حثّ أبناء الجالية الهندية في الدولة على رد الجميل؛ بالتقيّد بقوانين الدولة وبذل المزيد من الجهود للمساهمة في الحفاظ على مكتسبات تطورها، وتقدمها في جميع المجالات.
ويرى أن شرطة أبوظبي تتفوق على أي قوة شرطية أخرى في العالم من حيث الكفاءة، وتطبيق وسائل التقنية وتوافر الأجهزة، ويضيف: أكثر ما يلفت انتباهي هو المعاملة الودودة التي يظهرها عناصر الشرطة في تعاملهم مع الجمهور، وواجب على المواطنين والمقيمين أن يشعروا بالفخر والاعتزاز بهذه المؤسسة الشرطية، وأن ينعموا بطيب العيش في بيئة يسودها الأمن والأمان.
شفافية
وتؤكد إدارة الإعلام الأمني، في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في خطابها الإعلامي تعزيز الشفافية، وصدقية التعامل مع الجمهور، من خلال منهجية عملها في هذا المجال؛ لتكون الإمارات أكثر دول العالم أمناً وسلامة، وفقاً لأعلى المعايير والممارسات، وفق المقدم خالد الشامسي؛ من إدارة الإعلام الأمني، الذي قال إن شرطة أبوظبي اعتمدت في تطبيق مبادرة نشر مواد التوعية في سيراج بلغة “المليالم” الهندية، على مقاييس النتائج الاستراتيجية، مثل قياس معدل الجريمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد الوفيات في حوادث الطرق؛ ونسبة الشعور بالأمان، ونسبة رضا المتعاملين، وهو أمر يتيح استفادة أكبر عدد ممكن من رعايا الجالية الهندية من التوعية، على حد تعبيره.
وأخذت في حسبانها تحديد موضوعات التوعية حسب الإشكالات التي تطال أفراد الجالية الهندية، شملت مخالفة قانوني الإقامة والعمل؛ والجرائم المالية (الشيكات دون رصيد)، وتعاطي المخدرات والكحول وحيازتها والمتاجرة فيها والسرقة، إضافة إلى الإصابة أو الوفاة أثناء العمل بسبب الإهمال؛ والانتحار والسلامة المرورية، (حوادث السير والإصابات والوفيات الناجمة عنها) وغيرها من الموضوعات.
وحول نتائج تلك التوعية، أكد الشامسي إن التوعية الموجهة للجالية الهندية ساهمت في انخفاض عدد من الجرائم، مضيفاً أنه أجريت دراسة مقارنة لمعرفة مدى تأثير الرسالة التوعوية الموجهة إلى الجالية الهندية، والتي اعتمدت على إحصائية الجرائم منذ سنة كاملة قبل المبادرة، وسنة أخرى خلال المبادرة.
التواصل مع المجتمع
وعرج إلى أهداف المبادرة قائلاً: إنها ساهمت في تعزيز التواصل مع المجتمع باهتمام كبير وترويج واسع، من خلال توعية أفراد المجتمع بالقضايا الأمنية المهمة، والتعاون الإعلامي مع القنوات التلفزيونية الهندية؛ مقابل تجاوب واسع من القراء وأفراد المجتمع مع المبادرة، وتعريفهم بالخدمات التي تقدمها الشرطة، مثل خدمة “أمان” والمفقودات والمعثورات، وشهادة حسن السيرة والسلوك، وخدمة الطوارئ 999 وغيرها .
ويضيف: صاحَبَ المبادرة نشر إعلانات تتناول قضايا مهمة استحوذت على اهتمام القراء؛ وساهمت في إيصال الرسالة التوعوية لهم، مشيراً إلى أنها لقيت اهتماماً بالغاً من صحف أخرى تصدر بالعربية والإنجليزية، تناولت ما ورد في صحيفة سيراج حول توعية شرطة أبوظبي للجالية الهندية.
سفارة الهند تشيد بمبادرات «الداخلية» المجتمعية
قال لوكيش مايسور كابانياه، سفير جمهورية الهند لدى الدولة، إن مشروع تواصل شرطة أبوظبي مع أبناء الجالية الهندية، من خلال توعيتهم عبر صحيفة سيراج، يعتبر مبادرة طيبة ومتميزة وفريدة وفق تعبيره.
وكان السفير الهندي استقبل المقدم خالد الشامسي، من إدارة الإعلام الأمني، ووصف كابانياه علاقات الإمارات ببلاده بالطيبة، وأنها تمر في أحسن أحوالها، مشيداً بالمبادرات المجتمعية التي تنفذها وزارة الداخلية.
وقال إن موضوعات التوعية التي نشرتها شرطة أبوظبي في إحدى الصحف الهندية؛ خلال السنتين الماضيتين، مكنت أبناء الجالية من التعرف إلى القوانين المحلية واللوائح، والإجراءات المطلوبة لإنهاء المعاملات المختلفة، وقواعد السلوك وكل القضايا المتعلقة بالأمن والسلامة التي تهم شريحة المقيمين، مشيراً إلى أن اللغة التي اُختيرت للتواصل كان لها الفضل في إيصال هذه المعلومات بشكل وأضح.
وعبّر عن سعادته وتقديره بنتائج التقييم الذي أجرته إدارة الإعلام الأمني، والذي أظهر انخفاضاً كبيراً في معدل الجرائم والحوادث التي كان أبناء الجالية الهندية طرفاً فيها، وأرجع ذلك إلى مبادرة وزارة الداخلية في توعية رعايا بلاده.
عدد اليوم
