السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وليف» يرطب جفاف العلاقات الأسرية بين المسنين وأبنائهم

«وليف» يرطب جفاف العلاقات الأسرية بين المسنين وأبنائهم
2 أكتوبر 2012
وسط مشاعر أسرية التقى عدد من المسنين مع القائمين بالرعاية عليهم، إلى جانب مسؤولي هيئة تنمية المجتمع في إمارة دبي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسنين في استراحة الشواب بمنطقة الراشدية. وقد تمت تهيئة المجلس بحيث يشعر كبار السن بأنهم يلتقون بأحبابهم وجيرانهم وأبنائهم، في مجالس قريبة من تلك التي قضوا معظم حياتهم فيها، وحضر اللقاء أعضاء من الهيئة يحملون مسمى وظيفي «القائم بالرعاية»، ضمن برنامج وليف، الذي يعملون من خلاله على رعاية وحماية كبار السن، ضمن حزمة من الخدمات التي تقدمها الهيئة (دبي) - حول آلية تقديم الخدمات في البرنامج، قال عبدالله محمد الزماني رئيس قسم الرعاية المجتمعية في الهيئة، بدأ حصر المسنين منذ عام 2011، حيث بلغ عددهم آنذاك 368 مسناً، واستطاع البرنامج التواصل الفعلي مع 124 حالة، تتم حاليا تغطية احتياجات 82 حالة منهم، حيث تم تأهيل بقية الحالات وتأهيلهم وتوفير الأمان والرعاية الصحية والاجتماعية لهم، إلى جانب توفير إدارة الأموال، ومن خلال مجموعة من الموظفين تتم زيارة كبار السن، بعد أن عملت الإدارة على حصر احتياجات كل شخص، من الوضع الاجتماعي إلى الصحي والنفسي ثم متطلبات المعيشة. هجر الكبار وأضاف الزماني، أن هيئة تنمية المجتمع في دبي، من خلال هذا اليوم العالمي الذي يحتفل فيه بالمسنين، تريد التأكيد على أهمية عدم هجر الكبار، حتى من أولئك الذين يقيمون معهم من أبنائهم، لكنهم فعلياً لا يرونهم بشكل يومي ولا حتى مرة واحدة في الأسبوع، كما أن هناك آباء قد تزوج أبناؤهم وانتقلوا للعيش في بيوت خاصة بهم، وتركوا للأب أو الوالدين أحدا من الفئات المساندة من جنسيات مختلفة، لكن هؤلاء مهمتهم محصورة في الماديات، أما الحب والبر والرعاية والسؤال فيجب أن تأتي من أبنائهم. ويتابع، لذلك من خلال القائم بالرعاية أصبح للمسن، «وليف» يلتقي به بشكل يومي ليتابع ما يحدث داخل المنزل. ويجلس معه ساعات ليترك له الفرصة كي يتحدث ويعبر عن شعوره الداخلي، لأن هذا الجانب مهم بالنسبة للمسن، لأن لديه مشاعر وأفكارا تخص بعض الأشياء التي يراها مهمة بالنسبة له، وقد تم تنظيم هذا اللقاء كي تجتمع قيادات من داخل هيئة المجتمع على رأسهم خالد الكمدة مدير عام الهيئة، مع المسنين اقتداء بما يفعله الأبناء لآبائهم، ونحن بصدد برنامج تثقيفي يركز على أهمية أن يقتطع الأبناء جزءا كبيرا من وقتهم لأجل الوالدين أحدهما أو كليهما. الوضع الاجتماعي والصحي يشكل المسنون (فوق الستين عاما) حوالي خمسة في المائة من إجمالي السكان الإماراتيين في دبي، ويعتبرون من ذوي الاحتياجات الخاصة نظرا لوضعهم الاجتماعي والصحي، حيث قال صلاح الهاشمي مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في الهيئة إن إدارة خدمات المسنين تعمل على رعاية قضايا هذه الفئة التي تشكل جانبا مهما من حياتنا، فلا ينبغي ترك مسن وحيدا بعد أن قدم الكثير، سواء من خدمات لدولته أو لأسرته التي كبرت وأصبح أبناؤها في عمر الوظيفة والزواج، لكن بعد أن يحصلوا على كل شيء ينسون من كان بعد الله سببا في ما وصلوا إليه. والحمد لله أن من يتركون آباءهم ليسوا كثيرين ولكن هناك ملاحظات على البعض، وهي أنهم يعتمدون على الخادمات أو المساعد بالنسبة للرجال، وهؤلاء لا يقدمون الإشباع العاطفي للأبوين، ولذلك نحن بحاجة لتفاعل المجتمع مع هيئة تنمية المجتمع التي تعمل لأجل أن لا يكون في المجتمع عنصر مواطن لا يجد الرعاية. وأضاف الهاشمي، من خلال البحث الميداني تم اكتشاف حالات وقعت في الإهمال، وتركت تحت رحمة العامل أو العاملة، والبعض قد أصيب بكآبة لأنه لم يعد يرى آبناءه، وهنا يأتي دورنا كي نكون حلقة الوصل التي تعيد التواصل، وتحث الأسرة من ذكور وإناث على أن لا ينسوا فضل الوالدين، وأن لا تلهيهم الحياة عن أهم شخصين على وجه الأرض، لأنهم في النهاية سيجنون حصاد ذلك الإهمال، والحمد لله أننا كشفنا في الوقت المناسب حالات لها احتياجات، منهم من هو طريح الفراش بسبب عجز جسدي ومنهم من يعاني من أمراض الشيخوخة وهو بحاجة للعلاج، وقد تم التكفل بكل الحالات وتم توفير كل ما يمكن أن يقدم من حقوق لهم. انشغال الأهل وأشار إلى الحاجة للمزيد من الدراسات حول الأسباب التي تجعل البعض ينشغل عن الأهل أو ينقطع تماما عنهم، سواء كانت أسبابا اجتماعية أو مالية، وذلك من أجل وضع الحلول المناسبة، حيث يتم حاليا العمل على وضع خطة لإطلاق مشروع إدارات الحالات، من أجل المزيد من الرعاية والدعم لهذه الفئة المهمة من مجتمعنا، الذي كبر ونما على الترابط والبر بالوالدين، ونقل العادات إلى الأجيال، مشيراً إلى أن الهيئة لا تريد أن تنتقل للأجيال عادات دخيلة تسوق للهجر والإهمال، ولذا علينا أن ندير برامج توعوية وتثقيفية مستمرة. وذكر الهاشمي أن مجالس الشواب في إمارة دبي أماكن تأسست عام 1993 وهي توفر المأوى ومكان التلاقي وقضاء وقت مع النزلاء، ومع من يأتون لتلقي الفحوص الطبية والعلاج، من كبار السن القادرين على المجيء برفقة أحد أبنائهم، ومن خلال هذه الاستراحة التي تضم من كبروا وشاخوا دون أن يتزوجوا، وبالتالي أصبحوا في هذه الحياة دون عائل يعمل على رعايتهم، وأيضا هناك الفئة التي تحتاج إلى رعاية صحية دائمة، ربما لا تتمكن الأسرة من توفيرها للمسن وهو بينهم في المنزل، مثل التغذية الصحية والعلاج الطبيعي والبعض يحتاج لعمليات غسيل للكلى. مطابقة الشروط إيمان علي أهلي تعمل باحثة اجتماعية لفتت إلى أن عملها يرتكز على المرور بالمناطق للبحث وإجراء الدراسات على الحالات، للتعرف على مطابقتها للشروط، التي من أهمها أن يكون من مواطني الدولة ويبلغ من العمر ستين عاما فما فوق، وأن يكون وحيدا خاصة في الفترة الصباحية، حين يخرج الأبناء إلى أعمالهم، أو ربما كان الشخص مريضا أو لديه احتياجات خاصة صحية تستدعي أن يكون معه أحد الأفراد، ويأتي هنا دور برنامج «وليف» ليقدم له الشخص المناسب الذي يكون مثل الابن أو الابنة للمسن. استغلال البعض لأموال المسن قالت إيمان أهلي الباحثة الاجتماعية في الهيئة، «من خلال البحث اكتشفنا استغلال الفئة المساندة لكبار السن، وأيضا استغلال البعض لأموال المسن، لأن هناك رجالا من أصحاب الثروات، وبما أنهم أصيبوا بمرض جعلهم لا يدركون ما يحدث لهم، فإن هذا يعني أنهم بحاجة لمن يدير ثرواتهم، ونحن نقوم بهذه المهمة بمخاطبة هيئة شؤون القصر، كما نعمل على إشراك كل من تم تسجيله ضمن نشاطات مجتمعية لأنهم يحبون الالتقاء بالآخرين، كما يشعرون بالحنين إلى الأماكن التي اعتادوا على زيارتها، ولذلك نرتب زيارات للأسواق ولأماكن الفعاليات التي تتناسب وحالاتهم العمرية والمرضية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©