الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

التربع على «عرش القارة الصفراء» التحدي الحقيقي للأندية والمنتخبات

التربع على «عرش القارة الصفراء» التحدي الحقيقي للأندية والمنتخبات
10 أكتوبر 2013 08:59
بالإصرار والعزيمة، يتحول الحلم إلى واقع ملموس، وبالصبر والمثابرة يحقق المرء أمانيه مهما طال الطريق، وفي مسيرة الأجيال نحو المجد تتكاثر الصعاب، فليس للإنجاز طعم إلا إذا ولد من رحم المعاناة، وفي السنوات السبع الأخيرة، قالت كرة القدم الإماراتية كلمتها على المستويين الخليجي والآسيوي، وأعادت تشكيل خريطة القوى الكروية في المنطقة بأسرها، وطرقت أبواب المجد بقوة فانفتحت أمامها لتبدأ مرحلة الحصاد والتألق، وتتوالى الألقاب والإنجازات على مستوى المنتخبات والأندية، في المراحل السنية كافة. وبالتأكيد لم تأت هذه الإنجازات مصادفة، لكنها توافرت لها الأسباب الواقعية والآليات العلمية التي نجحت في تحويل الآمال إلى إنجازات وريادة، ونحن في هذا الملف سوف نرصد الأسباب لنقدم تجربة النجاح في سطور ونوثقها للأجيال بعين، وعيننا الأخرى سوف تبقى شاخصة في اتجاه المستقبل، بهدف استثمار هذا النجاح في الحفاظ عليه وتعظيمه، وتوسيع نطاقه من الريادة الخليجية إلى عرش آسيا، وإلى طموح الوصول إلى المونديال في سياق التدرج المنطقي المعتمد بخطة النهوض باللعبة، واضعين في الاعتبار مقولة الشاعر: لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا أعد الملف: أمين الدوبلي أبوظبي (الاتحاد) ــ بعد أن حققت منتخباتنا وأنديتنا الريادة على المستوى الخليجي في السنوات الأخيرة، كان من الطبيعي أن تتحول الأهداف والخطط نحو آسيا، من أجل استثمار المكتسبات، وتعظيم الإنجازات، فأصبح التحدي الحقيقي هو «القارة الصفراء»، ولكن هل المنافسة للوجود على عرش آسيا هدف مشروع أم ضرب من ضروب الخيال؟، خصوصاً على ضوء القوى الصاعدة التي تتطور بقوة الصاروخ في شرق القارة، وتحديداً كوريا واليابان، وثبات القوى التقليدية الممثلة في إيران، والسعودية، والعراق في مواقعها، فضلاً عن انزلاق القوى المضافة المتمثلة في منتخب «الكانجارو» الأسترالي لحسابات المنافسة وسط النخبة. ويدرك كل المتابعين والمراقبين أن المنافسة على المستوى الآسيوي تختلف كثيراً عنها على المستوى الخليجي، أو حتى في غرب آسيا، لكنها هدف حقيقي، لابد من تركيز الجهود عليه، لأن أي عبور إلى العالمية أو البطولات الأولمبية لا يتحقق إلا عبر البوابة الآسيوية. وفي هذا السياق، يقول الشيخ أحمد بن حشر البطل الذهبي الأولمبي «إذا كانت كرة القدم والرياضة بشكل عام وصلت إلى الريادة الخليجية، فإنها ما زال ينقصها الكثير، حتى تصل إلى الريادة الآسيوية، وما زال ينقصنا الأساس والمبدأ، ومن دون ذلك فلن نصل إلى الزعامة الآسيوية المطلوبة، والأساس الذي أقصده هي المرحلة الأولى، أن الاهتمام لابد أن يبدأ باللاعب قبل أن يولد، بمعنى أنني لابد أن يكون الأب والأم على وعي كبير بأهمية الرياضة، وبأهمية ممارسة ابنه لكرة القدم، حتى يكونا داعمين لتطبيق ابنهما للبرنامج الذي يضعه له الخبراء في مجال تأهيله، وهذه المرحلة تسبق مرحلة أكاديميات الكرة التي توجد حالياً في الأندية الكبيرة». وعن تقييمه لمردود عمل أكاديميات الكرة في الأندية، قال: «بشكل عام أنا سعيد بوجود تلك الأكاديميات، وأطالب بأن تأخذ فرصتها المنافسة في العمل، قبل أن نحكم عليها، وأنا لا أعرف ماذا يجري فيها من برامج حتى أقيم أداءها، ومع ذلك فأنا أطالب بفتح الآفاق أمام تأسيس الأكاديميات الخاصة مثل صالات الحديد الخاصة، وصالات الجيمانيزيوم، لأنها تجعل ولي الأمر يهتم بشكل شخصي بمتابعة تأهيل ودعم ابنه، ثم يبيعه بعد ذلك للنادي أو الاتحاد، بما يحقق له المردود الإيجابي، بدلاً من أن يذهب اللاعب إلى النادي، ويصبح ملك ناديه بشكل كامل، ولا تعود أية منفعة على الوالدين». وأضاف الشيخ أحمد بن حشر: «دور البيوت والعائلات مهم للغاية، ومن بعد ذلك يأتي دور النادي، وبداية العمل مع لاعب الكرة لابد أن تكون اعتباراً من سن السادسة، وأن توضع له البرامج المناسبة لسنه وقدراته وتحمله، حتى إذا بلغ مرحلة الناشئين يكون على مستوى أقوى المنافسين في آسيا، وإذا وصل لمرحلة الشباب يكون على مستوى المنافسين في العالم، وبذلك نكون قد تغلبنا على مشكلة الكم والقاعدة الضعيفة التي تعاني منها رياضتنا، قياساً بقواعد الدول الكبيرة الأخرى التي تملك شعوباً بعشرات ومئات الملايين من البشر. دور الأسرة وقال: «إن دور البيت والعائلة أسبق من دور النادي، وأنه رغم وجود تطور نسبي في تغير مفاهيم الأسر، فإنه لا يتواكب مع مستوى الطموح، ونسبته محدودة للغاية، وسوف أطرح مشروعاً كبيراً في القريب العاجل خلال مؤتمر صحفي موسع يخص فريق الرماية «NAS»، حتى يعالج القصور في تأهيل اللاعبين والأبطال في المراحل الحساسة، وسوف نعرض استراتيجية كاملة للمشروع في المؤتمر، تتضمن حلولاً للكثير من المشكلات التي تواجه رياضة الإمارات، بفضل الدعم الكبير الذي قدمه لي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي». من جانبه، يقول عبدالمحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة للشباب والرياضة «إن التفكير في الريادة الآسيوية أصبح ضرورة ملحة من الضروريات الآنية، خاصة في ظل دعم القيادة الرشيدة للرياضة ورغبتها في أن تواكب باقي3 قطاعات الدولة في التطور، فضلاً عن النتائج الطيبة التي تضعنا حالياً في مقدمة الرواد على مستوى منطقة الخليج في كرة القدم تحديداً». وأشار إلى أن الوصول إلى ريادة آسيا لابد أن يمر بأربعة مسارات، أولها توسيع قاعدة ممارسة اللعبة في الأندية والساحات، وتوفير الأجواء المثالية لتأهيل اللاعبين في المراحل السنية المبكرة، وبالتالي يزيد إنتاج اللاعبين، وتتسع مساحة الاختيار، وأن الأندية في المرحلة الأخيرة تعمل بشكل جيد في هذا السياق، وأصبح لديها خطط جيدة لتحقيق ذلك من خلال تشكيل الهياكل التدريبية، وتنظيم عملها مع المراحل السنية كافة، وأنه مع مرور الزمن سوف يؤتي هذا العمل ثماره. ليست تدريباً وقال الدوسري: «لابد أن نعلم بأن الأكاديميات يجب ألا تكون للتدريب فحسب، بل أيضاً لإعداد المباريات، والتجارب الودية، وإكساب الخبرات كافة، لأن اللاعبين في المراحل السنية يختار من بينهم من يمثل الدولة في المحافل الدولية، ومن أجل ذلك فإن الأكاديميات عليها دور كبير في إكساب اللاعبين الخبرات المطلوبة واللازمة للمنافسة بقوة على مستوى المنطقة والقارة والعالم، بأن تنظر إلى مستوى نظيره في أفضل الدول المتقدمة في مجال الكرة من دون أن تنظر إلى سن اللعب في محيطه المحلي». البرمجة المناسبة وأضاف: «العنصر الثاني والمهم أيضاً يكمن في البرمجة المناسبة والصحيحة للمسابقات المحلية، بما تخدم تطلعات ومتطلبات المنتخبات أولاً، والأندية المشاركة على مستوى القارة ثانياً، لأنه من دون ذلك يدخل اللاعبون اللقاء مضغوطين، ومرهقين، ولا تتوافر لهم ظروف الإبداع والتألق، وربما لا يتوافر لهم تكافؤ الفرص مع المنافسين الآخرين، ويجب أن ندرك أن المنافسة على مستوى آسيا أقوى بكثير جداً منها على المستوى المحلي، وهو الأمر الذي يتطلب توفير الظروف الملائمة والمحفزة للاعبينا في المنتخبات والأندية». وأضاف: «أما بخصوص العنصر الثالث والمهم فهو الخاص بفتح آفاق الاحتراف الخارجي أمام لاعبينا، لأن الاحتراف يكسبهم خبرات احترافية كبيرة، ربما لا تكون متوافرة لهم هنا، لأننا ما زلنا في مراحل الاحتراف الأولى، و5 سنوات غير كافية حتى ننافس على عرش آسيا، ولاعبونا في المنتخبات الوطنية يصطدمون بلاعبين في منتخبات كوريا واليابان وأستراليا وإيران، كلهم محترفون في الدوريات الأوروبية القوية، وبالتالي فإن استعدادهم يكون أكبر، وقدراتهم وخبراتهم أيضاً تصنع لهم الفارق، وفي حالة إتاحة الفرص أمام لاعبينا في المراحل السنية الأولى بالاحتراف سوف نختصر الزمن في تجربتنا الاحترافية». تفعيل الاتفاقيات وفيما يخص العنصر الرابع والأخير، قال الدوسري: «ألاحظ أن أنديتنا حينما تقيم معسكرات في أوروبا تحرص فقط على التدريب، وإقامة المباريات الودية، وأتمنى أن تتضمن المعسكرات تدريبات مشتركة مع فرق في أوروبا، حتى يتعلم ولدنا كيف يفكر ويلتزم ويتصرف اللاعب في أوروبا، ويكتسب منه خبرات الاحتراف على أرض الواقع، وأن يتم تفعيل اتفاقيات أنديتنا مع نظيرتها بالدول المتقدمة في أوروبا من توفير فرص التحاق لاعبينا في المراحل السنية المختلفة باللاعبين في الأندية الأوروبية من أجل الغرض نفسه، وأعرف أن لدينا اتفاقات كثيرة ومهمة مع أندية عالمية كبيرة، ولا يُجرى الاستفادة منها بالشكل المأمول». في السياق نفسه، يقول غانم أحمد غانم عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم رئيس لجنة شؤون الأندية إن الريادة الآسيوية أو الدخول ضمن النخبة في الأربعة الكبار ضمن استراتيجية اتحاد الكرة، وإن أهم الآليات الموضوعة لتحقيق ذلك، هي تطوير المراحل السنية المختلفة في الأندية، وإن معظم الأندية لديها أكاديميات كرة حالياً، وإذا تطورت تلك الأكاديميات وارتفع مستوى الأداء بها طبقاً لبرامج تأهيلية قوية، سوف تكون النتائج رائعة للمنتخبات، ونحن نسعى بقوة في هذا الاتجاه، ونسعى أيضاً أن تكون هناك أكاديميات في كل الأندية. وعن آليات تطوير العمل بالأكاديميات، قال: تطوير الأكاديميات يبدأ بتطوير مستوى الكوادر الموجودة فيها، من مدربين وإداريين في المقام الأول، ونحن نشترط أن يكون مدربو الأندية في المراحل السنية مؤهلين بشهادات ومعايير خاصة، ومن الأفضل أن يكونوا لاعبين سابقين متميزين، وبعد ذلك نأتي لعنصر اللاعب نفسه، ونؤكد على أهمية اختيار العناصر ذات المواصفات المناسبة، من حيث الطول والوزن والقوة البدنية، وهنا يدخل دور الأكاديمية في وضع برنامج غذائي للاعبيها مع برنامج تثقيفي كي يستفيد من الأوجه كافة. قرارات مهمة وقال: «من خلال لجنة شؤون الأندية التي أتولى رئاستها في اتحاد الكرة حالياً، وهي لجنة جديدة اتخذنا قرارات مهمة في المرحلة الأخيرة، وأصبحت واقعاً ملموساً، حيث إننا بدأنا في عمل إحصاء للمدربين المواطنين في الأندية الهواة، ونختار حالياً 3 من كل نادٍ في تخصصات مختلفة «لياقة وكرة وحراسة مرمى»، لتحمل نفقات المدربين ومرتباتهم، وأصبح لدينا الآن 48 مدرباً مؤهلين وعلى مستوى جيد، من المؤكد أن نسبة جيدة منهم بعد 3 أو 5 سنوات سوف يكون لها الشأن الكبير في التدريب سواء مع الفريق الأول على مستوى المنتخبات، وهذا استثمار سوف يؤتي ثماره في المستقبل على المدى المتوسط والبعيد». وأضاف: أما عن المطلوب في المرحلة المقبلة لتحقيق الطفرة الآسيوية، فهو يتعلق بأمور كثيرة منها تعاون الأندية أكثر، وأيضاً الجهات التعليمية، لأن اللاعب في مراحله السنية المبكرة، يضحي بجزء مهم من وقته من أجل التدريب حتى يصل للمستوى التنافسي المطلوب، وأحياناً ينضم لمنتخب بلاده ويحقق نتائج إيجابية، ويأتي ذلك على حساب دراسته بنتائج عكسية، تجعل ولي الأمر لا يتعاون معنا، ولا يستجيب لمتطلبات تطوير أداء اللاعب، ومن هنا فلابد أن يكون هناك حافز للطالب المتميز رياضياً من قبل الجهات التعليمية يضاف إلى درجاته، حينما يحقق أي إنجاز على المستوى المحلي أو العربي أو القاري أو العالمي، ومن هنا سوف يكون ولي الأمر أكثر حرصاً منا على أن ينضم اللاعب إلى النادي، ويسعى لتطوير مستواه ليل نهار، حتى يستفيد من الحافز الرياضي، ونحن في الإمارات نحظى بدعم كبير من القيادة والحكومة، يجب أن يقابله دعم من الجهات التعليمية لتوفير الظروف المناسبة له حتى يبدع في الجوانب كافة، ومنها الرياضي، ليس في كرة القدم فحسب بل في كل الألعاب والرياضات الأخرى. أكد أهمية تنوع الخبرات راشد الزعابي: الأجهزة المعاونة للمدير الفني تحتاج إلى التطوير أبوظبي (الاتحاد)- أكد راشد الزعابي، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، أن المشكلة الأساسية في عدم تحقيق الإنجازات على المستوى القاري تبدأ من الأندية، وهي ليست لديها الطموح في تحقيق البطولة المحلية 3 سنوات على التوالي، وفي دورينا تحدث أمور لا تتكرر تقريباً في كل دوريات العالم، وهي أن بطل الدوري الموسم الحالي من الممكن أن يكون السادس أو السابع في الموسم التالي، وفي الأندية أيضاً يوجد عدم ثبات على اللاعبين الأجانب، وقد أصبحت الإدارات تتعاقد مع اللاعب الأجنبي في أول الموسم وكثيراً ما تغيره في منتصف الموسم نفسه، قبل أن يكمل عاماً، وأحياناً يصبر النادي على اللاعب موسماً ثم يغيره، وأذكر أنه عندما كان هناك استقرار لبعض الفترات في اللاعبين الأجانب في العين والوحدة، كان الناديان يحققان نتائج جيدة على المستوى القاري، وفي فترة سانجو كانت نتائج الفريق العيناوي قوية، وأنا حالياً أستغرب أن أحد الأندية يكون في المركز الثاني في الدوري وينهي الموسم وصيفاً، ثم يغير كل اللاعبين الأجانب في الموسم التالي. وعن المنتخبات وكيف نصل إلى قمة آسيا قال: نحتاج لأن تكون الأجهزة المعاونة للمدربين في المراحل السنية كافة على كفاءة عالية جداً، بحيث تقوم بعملية المتابعة الإحصائية لأداء اللاعبين، ورفع التقارير للمدير الفني كي يسترشد بها في تطوير أداء اللاعب، ويعلم أين يقف من علاج السلبيات التي كانت عنده في البداية، ومدى التطور في علاجها، فالمدير الفني دوره من وجهة نظري أن يضع الاستراتيجية العامة للتطوير والتدريب والإعداد للمشاركة في الأحداث الكبيرة، وفقاً لما يخدم المرحلة، وبالتالي فأنا أقصد أن تكون الإدارة المعاونة للمدير الفني على مستوى عالٍ من الكفاءة. وقال الزعابي: فريق الناشئين خرج من تصفيات كأس العالم، ومنتخب الشباب إن شاء الله سوف يتأهل إلى نهائيات آسيا، ولابد من الآن أن نجد من يحدد لنا أسباب النتائج السلبية، والحلول أيضاً حتى يدعم ذلك دور الجهاز الفني، ويجب على مدربينا المواطنين أن يقبلوا دور تلك الأجهزة المعاونة، لأنها تسهم في تحسين مستوى العمل. وعن أهمية المخطط الاستراتيجي لكرة القدم في الاتحاد بشكل عام، قال: «عبيد مبارك، مدير الإدارة الفنية بالاتحاد، يقوم بدور كبير في التخطيط الاستراتيجي للكرة، لكننا أيضاً نحتاج لتنوع الخبرات، وأنا، ومع أنني أعتبر عبيد مبارك من الشخصيات التي أثرت في تطوير الأداء والنتائج للمنتخبات المختلفة، أقول يجب أن نستثمر اتفاقياتنا مع الدول الأوروبية المتطورة في جلب الخبرات التي يمكن أن تساعدنا، وحينما أتحدث عن تنوع الخبرات والأجهزة المعاونة القوية لا أقصد بالطبع المنتخب الأول، لأنه في الطريق الصحيح، ولا يحتاج لشيء، حيث أثبت للجميع أنه ماض بقوة إلى الأمام في كأس آسيا القادمة بأستراليا، والهدف القادم لتلك المجموعة هو الوصول لكأس العالم 2018 بموسكو، ونحن نتوقع منه الكثير وفقاً لمعطياته الحالية، لكني أطالب بذلك لباقي المراحل الأخرى. وأضاف: إن الاستمرارية وتطوير الطموح أمران مهمان جداً على مستوى الناشئين والشباب، لأن هذه الفئات العمرية التي تبعث الأمل على المستقبل، لأننا إذا كنا نضمن ونثق في المنتخب الأول الحالي بقيادة المهندس مهدي علي، إلا أننا لا يجب أن نتوقف عند هذا المنتخب، لأن الأجيال القادمة سوف تستفيد أكثر من تجربتنا الاحترافية الموجودة حالياً. طالب بإنشاء معهد علمي متخصص لتأهيل الكوادر المدربة موسى عباس: الاحتراف هو الطريق الآمن لـ«القمة القارية» أبوظبي (الاتحاد) ــ قال الدكتور موسى عباس أستاذ الإدارة الرياضية مدير اللجنة الأولمبية الوطنية وعضو اللجنة الفنية في اتحاد كرة القدم: إن كرة الإمارات تمر بمرحلة تحول مهمة، وما زالت لم تتجاوزها، وإن مرحلة الحصاد الكامل ما زالت لم تأت بعد، خاصة ان البناء مازال لم يكتمل، ويحتاج إلى المزيد من الوقت، ويجب ألا نستبق الأحداث فيه. وقال: «ليس من السهل وضع نظام، حتى ولو كان مقترحاً لاحتراف كرة القدم، فإنه مهما كان متكاملاً، إلا أنه سوف يستلزم عند التطبيق المرونة اللازمة لإجراء التعديلات بالحرف، والإضافة في الطريق، تبعاً للفترة الزمنية التي سيتم البدء فيها، وأيضاً للظروف التي سوف تنشأ عنها الكثير من المتغيرات، ومن الممكن أن يكون المفهوم الحقيقي للاحتراف منهجاً فنياً وإطاراً اجتماعياً وقانونياً ينظم العمل الرياضي في كرة القدم تحديداً، وينظم العلاقات بين أطراف لعبة كرة القدم كافة، خاصة بين لاعبي كرة القدم والجمهور الذي ما زال يتردد في قبول فكرة انتقال النجوم من أنديتهم إلى أندية منافسة». ويقول الدكتور موسى عباس في كتابه «هكذا يكون الاحتراف» إن الثقافة مهمة للغاية بالنسبة لكل أطراف لعبة كرة القدم، وإنها من الأمور التراكمية التي تنمو، وتتأصل مع الوقت، فلا يقلقنا عدم رضا البعض أو امتعاض البعض الآخر، لأن هذه المظاهر هي سمة المراحل الانتقالية والتطور الاجتماعي، ويمكن أن نقول إنه من المسلم أن عصب نظام الاحتراف هو الفكر والمال، الفكر لوضع البرامج التي تناسب المجتمع وقدرات الأجيال، والمال لتوفير كل العناصر المساعدة لتطبيق هذا الفكر بشكل علمي سليم وفق آليات واضحة المعالم. وأضاف: الواقع الموجود حالياً يؤكد أن أنديتنا لا تزال تتخبط بين نظام الهواية ونظام الاحتراف، وبين الأندية والشركات، فالأندية التي قررت تطبيق نظام الاحتراف لم تنجح في تحقيق الاستفادة الكاملة من هذا النظام، ولم تتحقق الاستفادة، إلا لبعض اللاعبين في قليل من الأندية التي توافرت لها الإمكانيات المادية، بينما أغلب الأندية، خاصة الفقيرة منها لم تستطع الوفاء بمتطلبات الاحتراف، فما زالت عقود لاعبيها ضعيفة، وهو ما أضر بالنظام وأوجد الكثير من المشكلات بين الأندية ولاعبيها، وهو الأمر الذي يقلل من قدرة الأندية في السيطرة على اللاعبين بالشكل الكامل وإلزامهم بالبرامج التدريبية القوية. وقال: «إن معظم مشكلاتنا التي نواجهها في الاحتراف بوصفه الطريق الآمن لتحقيق الإنجازات القارية تعود إلى الجانب الإداري، حيث ركزنا ونحن في طريق التطبيق على الجوانب المادية، وأهملنا الجانب الأهم في المنظومة، وهو العقل المدبر الذي يدير العمل، لأننا لم نوفر سبل تعلم الإدارة الرياضية بالدولة، عن طريق إنشاء معهد أو كلية لعلوم الرياضة، وهو المشروع الذي ناديت به وقدمته متكاملاً للمسؤولين عام 2010، والذي يتضمن فكرة إنشاء معهد الإمارات لعلوم الرياضة الذي يعني بتثقيف وتعليم وإعداد الكوادر الرياضية الواعدة في المجالات كافة، وأحيل المشروع من مجلس إدارة مركز إعداد القادة للهيئة العامة للشباب والرياضة والتي أودعته الأدراج وما زال حبيساً لها حتى الآن». وفي تأكيده لأهمية تطبيق الاحتراف الكامل، من أجل الحصاد والقدرة على منافسة القوى العظمى في آسيا خلال الوقت الراهن، يقول الدكتور موسى عباس: الاحتراف عبارة عن هرم مكون من ثلاثة عناصر هي «الالتزام والإتقان والاستمرارية» بشكل متدرج، وأن كل عنصر له بعض المكونات، فالالتزام يتضمن من جانب الولاء للمكان الذي نعمل له والمتابعة الحثيثة في إنجاز مراحل البرامج والتنظيم، بما يضمن عدم التضارب في الاختصاصات بين الأطراف كافة، ويتضمن أيضاً إعلاء قيمة الحساب والعقاب، والعقد الذي يضع كل طرف من الأطراف أمام التزاماتها، والذي يضمن له التفرغ والتخصص، أما الإتقان فهو يقوم على اعتياد التصحيح من خلال المراجعة الدورية، مع تكرار التطبيق بتركيز وإرادة في التعليم. تجربة اليابان بدأت عام 1917 بلاد «الساموراي» تجني ثمار تجربة 20 سنة دوري محترفين أبوظبي (الاتحاد) ــ تعد اليابان من أوائل الدول الآسيوية التي عرفت كرة القدم، وشهد عام 1917 تأسيس أول نادي كرة ياباني، وهو «طوكيو شويكون ــ دان»، ثم تزايدت أعداد الفرق، وتم تكوين منتخب وطني يمثل البلاد، فكانت ولادة الاتحاد الياباني عام 1921 ومعه انطلقت بطولة «كأس الإمبراطور» أحد أعرق بطولات القارة الآسيوية، وأرسلت الحكومة اليابانية العديد من لاعبيها لتعلم «الساحرة المستديرة» في أوروبا، كما استقدمت العديد من الخبراء الأوروبيين لتطوير هذه الرياضة في بلادها. وتطورت الكرة اليابانية على مدار العقود التالية لتشهد منتصف الستينيات انطلاق أول بطولة دوري بمشاركة 12 فريقاً، كانت كلها أندية تحمل أسماء الشركات الوطنية الداعمة لها، وحقق لقب النسخة الأولى من البطولة فريق «تويو إنداستريز»، وهو الفريق الذي يعرف حالياً باسم «سانفريتسي هيروشيما»، ونجح تويو في بسط سيطرته على البطولة في أعوامها الأولى محققاً أربعة ألقاب متتالية. كما شهدت تلك الفترة أحد أبرز الإنجازات في تاريخ كرة القدم اليابانية عندما حقق منتخبها المركز الثالث في أولمبياد مكسيكو سيتي عام 1968 بعد عروض رائعة تعادل فيها مع البرازيل وإسبانيا وفاز على فرنسا والمكسيك، وفي الثمانينيات كانت أبرز فرق البطولة هي يوميوري «طوكيو فيردي حالياً» وفوروكاوا إليكتريك «جيف يونايتد حالياً»، بالإضافة إلى نيسان موتورز «يوكوهاما مارينوز»، كما شهدت تلك الفترة أيضاً تألقا لافتا للأندية اليابانية في البطولات الآسيوية. عصر الإنجازات وبرغم كل تلك العراقة والتاريخ كان هناك ضعف واضح للمنتخب الوطني الياباني على مستوى المنافسات القارية، ومع دخول التسعينيات كان الفريق قد فشل في تحقيق أي لقب قاري أو حتى في التأهل لنهائيات كأس العالم، في الوقت الذي دانت فيه السيطرة للفرق الخليجية ومنتخب كوريا الجنوبية، وكان على الاتحاد الياباني التحرك لتغيير الوضع، فزاد الاهتمام بقطاعي الناشئين والشباب، وتم التخطيط بجدية لإطلاق دوري المحترفين الياباني، وظهرت النتائج سريعاً فحقق المنتخب الياباني لقبه الأول في كأس أمم آسيا عام 1992 عندما نظم البطولة على أرضه. وشهد عام 1993 إطلاق النسخة الأولى من دوري المحترفين الياباني، والذي نال الاهتمام الدولي الكبير مع ضم لاعبين عالميين من طراز الإنجليزي جاري لينكر والبرازيلي زيكو، وضمت النسخة الأولى 10 أندية تم تغيير اسمها لتعكس الفكر الاحترافي الجديد للاتحاد الياباني، ولكي تجتذب أيضاً الجماهير اليابانية التي كانت حينها تولي اهتماماً أكبر برياضة البيسبول. واعتمد الاتحاد الياباني نظاماً غريباً للبطولة حيث كانت الفرق تلعب بنظام الدوري من دور واحد لتحديد بطل المرحلة الأولى، ثم تلعب الفرق العشرة مرة أخرى بنظام الدوري من دور واحد لتحديد بطل المرحلة الثانية، وفي النهاية تقام مباراتا ذهاب وعودة بين بطلي المرحلتين لتحديد بطل المسابقة، كما لم يتم اعتماد التعادل في المباريات، وكان على الفرق المتعادلة لعب وقتين إضافيين بنظام الهدف الذهبي، وفي حالة استمرار التعادل اعتمدت ركلات ترجيح، وحقق لقب النسخة الأولى فريق فيردي كاوازاكي «طوكيو فيردي حالياً» بالفوز على كاشيما آنتلرز في الدوري النهائي «2- صفر و1-1، وضم الفريق حينها لاعبين من طراز الأسطورة كازوتشي ميورا واللاعب ذو الأصول البرازيلية ريو راموس. واستمر التطوير في دوري المحترفين في أواخر التسعينيات حيث ظهر على الساحة بقوة نادي جوبيلو إيواتا وحقق اللقب بقيادة لاعب الوسط البرازيلي دونجا، وشهدت المواسم التالية منافسة حامية بين جوبيلو إيواتا وكاشيما آنتلرز حيث تبادلا الفوز باللقب عدة مرات، فحقق إيواتا لقبي «1999 و2002» وآنتلرز ألقاب «1998 و2000 و2001». وشهدت تلك الفترة تحقيق المنتخب الياباني للعديد من الإنجازات أبرزها بلوغه نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه عام 1998 في فرنسا، وإحرازه لقبه الثاني في كأس أمم آسيا عام 2000 بلبنان، ثم بلوغه الدور الثاني من نهائيات كأس العالم 2002 والتي نظمها على أرضه مشاركة مع كوريا الجنوبية، وتبع ذلك بلقب ثالث في كأس آسيا عام 2004 في الصين، ثم تأهل للدور الثاني في كأس العالم للقارات عام 2010، وفاز بلقب كأس أمم آسيا عام 2011. بطولات المدارس تعتبر الكرة اليابانية من الكرات التي تعتمد كثيراً على ما تفرزه بطولات المدارس الثانوية والجامعات، حيث تملك اليابان دوري للمدارس الثانوية وأيضاً بطولة أخرى للمدارس الثانوية، وتسمى بكأس اليابان للمدارس الثانوية، والتي تأسست بعام 1917، إلا أنها كانت تعاني من ضعف شديد في التمويل والرعاية، قبل أن تتلقى الرعاية والاهتمام من الاتحاد الياباني لكرة القدم في بداية التسعينيات، لتتمكن هذه البطولات من صناعة لاعبين قادرين على تمثيل منتخباتهم الوطنية وأيضا قادرين على الاحتراف بقارة أوروبا، كما حدث للجناح الشاب ريو ميايتشي، والذي انتقل في يناير 2011 من فريق مدرسة تشوكيوداي تشيوكو الثانوية إلى فريق أرسنال الانجليزي. وبعد أن تم الاعتماد على بطولات المدارس الثانوية والجامعات تمكنت تلك المنافسات من إنجاب المواهب الكروية الجديدة التي حققت الكثير للكرة اليابانية كلاعب الوسط الشهير هيديتوشي ناكاتا، والذي تخرج في دوري المدارس الثانوية باليابان، حيث كان أحد نجوم نسخة 1994 من كأس اليابان للمدارس الثانوية، عندما أسهم بشكل كبير في وصول فريق مدرسته «نيراساكي الثانوية» للدور الثاني من البطولة ليتم اختياره من اللجنة المنظمة للبطولة في قائمة أفضل 15 لاعباً بجانب حارس المرمى المخضرم يوشيكاتشو كاواجوتشي، والذي كان بطلاً لهذه النسخة مع فريق مدرسة شيميزو الثانوية. وفي التشكيلة الحالية لمنتخب اليابان الأولمبي والذي وصل إلى الدور نصف النهائي من منافسات أولمبياد لندن 2012 يملك اليابانيون هداف المنتخب المهاجم كينسوكي ناجاي «23 عاماً»، والذي كان أحد نجوم الدوري الياباني للجامعات في عام 2010 مع فريق جامعة فوكوكا قبل أن يخطفه فريق ناجويا جرامبوس الياباني في بداية عام 2011. الأطفال إلى البرازيل في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كان الاتحاد الياباني لكرة القدم يعتمد على خطته الشهيرة، وهي إرسال اللاعبين الصغار، تحت سن العاشرة إلى أكبر الأكاديميات في البرازيل، من أجل تطوير اللاعبين لتنجح هذه الخطة في تأسيس جيل قوي للكرة اليابانية، مثل المهاجم الأسطوري كازويوتشي ميورا، ولاعبي الوسط ماسامي إيهارا، وهيروشي نانامي، والمدافع تاكويا تاكاجيو الذين أسهموا بشكل كبير في فوز منتخبهم للمرة الأولى بكأس أمم آسيا 1992 في اليابان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©