في حلقة جديدة من حلقات الحديث عن التجنيس الذي لا ينتهي في القنوات الفضائية في الدورة أظهر الأمير وليد بن بدر بن سعود نائب رئيس نادي النصر السعودي مستندات تشير الى ارتكاب أطراف رياضية قطرية تزويرا واضحا في إجراءات تجنيس بعض اللاعبين خلال دورة الألعاب العربية التي أقيمت عام 1999 بالأردن·
ورد محمد يوسف المانع رئيس الاتحاد القطري لرفع الأثقال بأن السعودية هي التي ارتكبت التزوير في بطولة غرب آسيا بالدوحة·· وتداخلت أطراف عديدة في القضية المثيرة لإثبات أو نفي وقائع التزوير هنا وهناك·· ورد عثمان السعد أمين عام الاتحاد العربي للألعاب الرياضية عما كان قد اتهم به من أنه مجنس يهاجم التجنيس قائلاً: أنا سعودي وابن سعودي وأمي سورية!
وكانت ندوة سابقة في قناة ''دبي الرياضية'' قد ناقشت قضية تجنيس اللاعبين حيث عرضت القناة على أحمد السليطي مدير منتخبات كرة القدم القطرية السابق رأي عثمان السعد الذي أشار الى أن دولة سورينام الصغيرة أفرزت أبطالاً عالميين دون حاجة الى التجنيس·· ورد السليطي مدافعاً عن تسارع وتيرة التجنيس الرياضي في قطر مصوباً سهام النقد الى السعد ومؤكداً أنه مجنس سوري الأصل سعودي الجنسية واسمه سمير قبل أن يتحول الى عثمان، فكيف يهاجم التجنيس وهو مجنس·· وتدخل الأمير وليد بن بدر تليفونياً مشيراً الى أن أحداً ليس ضد التجنيس بشرط أن يلتزم باللوائح والنظم وليس كما حدث بالدورة العربية بالأردن حيث قامت قطر بتزوير واضح في إجراءات تجنيس أربعة من لاعبي رفع الأثقال أحدهم لبناني والبقية من بلغاريا، وأكد أن لديه المستندات الكافية ومستعد للظهور على الشاشة وعرضها على الرأي العام، وتم الاتفاق على ندوة ثانية لمتابعة القضية·
وقد أظهر الأمير وليد بن بدر خلال الندوة الثانية أمس الأول صورة لجواز سفر أحد اللاعبين الأربعة تشير الى أن اللاعب من مواليد قطر وانه قطري الجنسية منذ سنوات طويلة قبل الدورة العربية، بينما هو من مواليد دولته الأصلية ولم يكن قد مضى على تجنسيه إلا أقل من عامين وليس أكثر من 4 سنوات كما تدعي الأوراق المزورة·· وأبرز الأمير وليد بن بدر تسجيلات تظهر اللاعب وهو يمثل بلده الأصلي في بطولة دولية قبل ما يقل عن عامين من انطلاق الدورة العربية فكيف جاءت الأوراق الرسمية القطرية لتدعي عكس ذلك؟!
وقال الأمير وليد بن بدر إن بلاده ودول الخليج العربية بأكملها ليست ضد التجنيس ولكن يجب أن يتم الأمر في إطار اللوائح والنظم التي تقضي بضرورة حصول اللاعب على الجنسية لمدة 4 سنوات قبل أن يتمكن من تمثيل بلده الجديد في الدورة العربية·وشكك محمد يوسف المانع رئيس الاتحاد القطري للأثقال في التسجيلات وتساءل أحمد السليطي عن كيفية وقوع هذه الأوراق في يد مسؤولي السعودية فيما ينبغي أن تكون فقط بحوزة الاتحاد العربي الجهة الرسمية المنظمة للدورات العربية·· ورد الأمير وليد بأن المستندات متاحة لجميع الدول المشاركة في إطار الشفافية والقضية أكبر من أن نتساءل عن كيفية الحصول على مستندات أو تسجيلات انها تخص سبل تطوير الرياضة الخليجية ومدى التزامها أو استعدادها للالتزام باللوائح والإجراءات السليمة·
وألقى المانع بمفاجأة حيث تحدث عن تزوير قامت به البعثة السعودية لرفع الأثقال أثناء المشاركة في بطولة غرب آسيا التي أقيمت بالدوحة وبالتحديد في المسابقة الخاصة بوزن 56 كيلوجراماً حيث أجرى عملية الوزن لاعب سعودي وصل وزنه الى 46 كيلوجرماً وبعد ساعتين بدأت المسابقة فبدا اللاعب أكبر حجماً بنسبة واضحة أثارت الشكوك فأعيد وزنه ليفاجأ الجميع بأنه وصل الى 60 كيلوجراماً أي أنه زاد بمقدار 14 كيلوجراماً في ساعتين·· وبعد ذلك اتضح أن السعودية اصطحبت شقيقين أحدهما أجرى الوزن وهو ليس ضمن اللاعبين ثم جاء شقيقه الأثقل وزناً وهو اللاعب المسجل لكي يخوض المنافسة التي لم يكن ليستطيع خوضها بوزنه الذي يزيد بمقدار 4 كيلوجرامات عن الوزن المقرر·· وأشار الى أن الواقعة تمت في حضور رئيس الاتحاد الدولي للعبة وعدد كبير من المسؤولين وانه تمت معاقبة اللاعب بالشطب والحرمان نهائياً من ممارسة اللعبة·
وأجرت الندوة اتصالاً بالعراقي محمد جلود نائب رئيس الاتحاد العربي للأثقال وأحد مسؤولي البطولة للادلاء بشهادته فأشار الى صحة وقوع التزوير·· ثم تلقت الندوة مداخلة هاتفية من الأمير طلال بن بدر رئيس البعثة السعودية في البطولة المذكورة فنفى ما تردد مشيراً الى أن القضية كانت تتعلق بمجموعة من الحكام لهم مصلحة يريدون تمرير ميداليات الى لاعبين من بلدانهم وقلنا لهم تثبتوا من الشخصية ومن أنها واحدة وليس هناك شقيقان كما ادعى البعض، وطالبنا بإعادة وزن اللاعب لكنهم رفضوا مؤكدين أن موعد الميزان قد انتهى·· والحقيقة أنه لم يكن هناك شقيقان ولا خلافه ولكنها بدعة ابتدعها حكمان وقدمنا احتجاجاً رسمياً ورفض·
وأعادت الندوة الاتصال بأحد حكام البطولة وهو عزام الزعبي الذي قال إنني لم أكن حكماً ولكن رئيساً لإحدى اللجان في البطولة وقد حدثت بالفعل عملية استبدال للاعب بشقيقه وقد هرب أحدهما من القاعة وقمنا بإعادة الوزن فقفز من 46 الى 60 كيلوجرماً، كما عرضنا اللاعب على الحكام فأشاروا الى أنه غير اللاعب الذي تم وزنه وأقر رئيس الاتحاد اليمني والحكم الكويتي بالأمر فيما قال الحكم السعودي إنه لم يكن موجوداً وقت إجراء الوزن وتمت كتابة تقرير بالواقعة وكان الاتجاه يميل الى تطبيق عقوبات على الاتحاد السعودي للأثقال لكننا نفينا مسؤوليته مشيرين الى أنه ربما تكون خدعة فردية من لاعب وبالتالي تم شطبه دون توقيع عقوبات على الاتحاد السعودي·
وأوضح الأمير وليد بن بدر أن المسؤولين السعوديين لا يرضون بهذا الأمر على الإطلاق وان القضية كما قال نائب رئيس الاتحاد العربي للأثقال ربما نقلت خطأ الى رئيس الوفد السعودي وانه تم حل اتحاد رفع الأثقال بعد هذه الدورة ربما لهذا السبب·
ورد السليطي بأن قرار الحل لم يكن بسبب هذه الواقعة وإنما نظراً لوقائع أخرى خاصة بتورط الاتحاد في إعطاء منشطات للاعبين·· وقال الأمير إن المسؤولين السعوديين لا يقبلون الأخطاء أو التجاوزات وسواء كان بسبب هذه الواقعة أم وقائع أخرى فإن اتجاهنا واضح ونقف ضد أي تجاوز من هذا النوع وهو بالتأكيد حادث شخصي لا يعبر عن اتجاه عام·
السعد والجنسية
وتحدث عثمان السعد قائلاً إنني لا أسمح لأحد أن يشكك في وطنيتي أو جنسيتي وأوضح أن اسم سمير هو مجرد ''اسم دلع'' أطلقه عليه الأمير عبدالرحمن بن سعود ''رحمه الله'' نظراً للونه الأسمر وكان يطلق عليه في البداية سمارة ثم تحول الى سمير لكن اسمه في شهادة الميلاد عثمان وهو نفس الاسم في شهادات الدراسة على اختلاف مراحلها·
أما الجنسية فأنا سعودي ووالدي سعودي من ''العجيلات''، ولدت في مدينة بريدة ورحل والدي الى سوريا للعمل كملحق بالسفارة السعودية وكان ينوي البقاء الى أن أنهي دراستي الإعدادية نظراً لعدم وجود مدارس في منطقة بريدة ثم طمع وعشنا بسوريا الى أن أخذت الثانوية العامة فعدنا الى أرض الوطن·
وأضاف ان والدتي سورية لكنني سعودي ولو كنت سورياً فإنني أعتز بذلك لأن سوريا بلد عربي شقيق وكبير لكنني سعودي ووالدي توفى عن 67 عاماً لم يخلع خلالها الشماغ أو الغترة والعقال يوماً واحداً·
عدد اليوم
