من حق أي إنسان أن يحلم، ويحلق بخياله في عوالم مختلفة، ولكن القليلين هم الذين ينجحون في تحقيق أحلامهم، وتحويلها إلى واقع ملموس، ليحصدوا ثمار ما بذلوه من جهد للوصول إلى أهدافهم، ويعد الطالب الإماراتي معاوية الشنار من الذين نجحوا في تحقيق أحلامهم، من خلال إنجاز مهم، أهداه إلى وطنه الغالي الإمارات العربية المتحدة.
وقد نجح في اعتلاء قمة جبل كليمنجارو، أعلى قمة جبلية في أفريقيا، وأعلى جبل قائم بذاته في العالم، وإحدى القمم السبع الشاهقة على مستوى القارات، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 5895 متراً.
وقد تمكن الشنار من تسلق قمة كليمنجارو في أغسطس الماضي 2012، مستغرقاً مدة 7 أيام، برفقة فريق كامل، ضم 15 متسلقاً، وعلى الرغم من أن خمسة منهم لم يتمكنوا من وصول القمة، إلا أن الشنار تمكن من النجاح في إنجاز المهمة، والصعود إلى أعلى قمة الجبـل، وهو لا يزال طالباً يدرس في كُلِّية دبي الإنجليزية في دبي.
وعن شعور معاوية الشنار بعد تسلقه قمة كليمنجارو يقول: “كانت مشاعر النشوة عند الوصول إلى القمة لا تنسى، مشاعر مفعمة بالذكريات والتحديات والصعوبات والعقبات التي واجهناها خلال الطريق، فهذه الرحلة مختلفة تماماً، وستبقى تفاصيلها عالقة في ذاكرتنا في المستقبل أكثر من مشهد القمة نفسه”.
أما عن التحدي الأكبر الذي واجهه، فيؤكد الشنار قائلاً: إن التحدي تمثل في الاستعداد البدني للصعود، من دون معرفة ما هي الأمور التي يمكن التعرض لها خلال الرحلة هناك، بما في ذلك الطقس البارد، حيث بلغت درجة الحرارة في الأعلى نحو 15-20 درجة مئوية تحت الصفر، بالإضافة إلى هبوط مستوى الأوكسجين إلى النصف من مستوى سطح البحر، ما أدى إلى تعرضنا لإرهاق كبير خلال رحلة تسلق هذا الجبل الذي أتممنا تسلقه في وقت جيد على الرغم من المخاطر التي تكتنف هذه الرحلة المثيرة.
ومن التحديات أيضاً، أننا أجرينا تمرينات على التسلق ونحن صائمون خلال شهر رمضان الذي سبق التسلق”.
ويعزو الشــنار فكرة تسـلق جبل كليمنجارو إلى والده الذي شجعه على المضي قدماً في هذه المغامــرة، وذلك في أعقاب حصوله على مرحلة الميدالية البرونزية في تحدي دوق أدنبرج، حيث تسلق جبال عُمان مع فريق المدرسة، وعدها تحدياً كبيراً، ومغامرة شائقة.
كما تميز الشنار على الدوام بحب الرياضات المختلفة لا سيما لعبة التنس، وحصل كذلك على الحزام الأسود في رياضة القتال “تانج سو دو”، بالإضافة إلى ممارسته لكرة القدم، وكرة السلة، وركوب الخيل، وله هوايات أخرى أيضاً مثل العزف على البيانو، والجيتار، ولعب الشطرنج، بالإضافة إلى الإلكترونيات والكمبيوتر التي باتت تشكل جزءاً أساسياً من وسائل الترفيه بين اليافعين اليوم.
وحرص الشنار على تقديم شكره للشركة الراعية وطاقمها الإداري لما قاموا به من دور كبير في إنجاح المهمة، والعودة بسلام، ونوه إلى أهمية اكتساب المرونة الكافية، واللياقة العالية للقيام بمثل هذا الإنجاز، واختيار طاقم يحرص على وضع عوامل السلامة في المرتبة الأولى.
لا سيما أن فرقاً أخرى خالفت هذا المبدأ، وخسرت أعضاء منها، لأنها اهتمت بتحقيق الإنجاز أكثر من حرصها على سلامة الفريق المرافق لها.
عدد اليوم
