الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسرة جورباتشوف

15 أكتوبر 2011 02:03
بعد مرور عشرين عاماً على انهيار الاتحاد السوفييتي، ما زال الزعيم الأسبق ميخائيل جورباتشوف، يشعر "بحسرة عميقة" على سقوطه، وينحي باللائمة في ذلك على الولايات المتحدة التي لم تدعم جهوده الرامية إلى إصلاح النظام الشيوعي المتداعي، وهو يعتقد أن قوة أميركا العالمية آخذة في التراجع، معبراً عن قلقه أيضاً من أن فلادمير بوتين يخطط ليصبح الرئيس القادم لروسيا، محذراً من جر روسيا إلى الوراء. ففي لقاء صحفي مصور عقدته معه "ليليا شيفتوسوفا" من مركز كارنيجي بموسكو بمناسبة الذكرى العشرين لتفكك الاتحاد السوفييتي، يعترف جورباتشوف باختلالات النظام الشيوعي السابق وتجاوزاته في مجالي الاستبداد السياسي وانتهاك حقوق الإنسان، لكنه في الوقت نفسه يصر على بعض الجوانب الإيجابية التي كانت تستحق الإنقاذ في الاتحاد السوفييتي السابق، قائلاً: "لقد اعتقدت دائماً أنه بالإمكان الحفاظ على الاتحاد السوفييتي، وما زلت على قناعتي تلك حتى يومنا هذا"، مضيفاً: "لقد بدأنا متأخرين جداً في عملية الإصلاح... ومع ذلك كان النظام يوفر للعديد من الناس آفاقاً للعيش، وكان بإمكانه الاستمرار وضمان مستقبل له في العالم لو انخرط في التحديث وتأقلم مع التحديات الجديدة، لذا أتحسر على انهياره بالفعل". وعلى مدى ست سنوات من الإصلاحات المكثفة التي باشرها جورباتشوف لدى وصوله إلى السلطة في عام 1985، وهي الإصلاحات المتمثلة في فتح الإعلام السوفييتي أمام النقاش العام والسماح بحرية التعبير، وتخفيف القيود على التنظيمات السياسية، واستبدال الكوادر الشيوعية المنغلقة على نفسها بمجالس منتخبة على جميع المستويات... لم تفلح كل تلك الجهود في إنقاذ الاتحاد السوفييتي وإخراجه من مأزقه. فقد انهارت الإصلاحات وسط الفوضى الاقتصادية التي نتجت عن محاولات جورباتشوف الحد من التخطيط المركزي للنظام الاقتصادي الشيوعي، كما واجه معارضة متصاعدة من النخب الوطنية في الجمهوريات خارج روسيا التي استغلت أجواء الحريات المستجدة للضغط من أجل الاستقلال، فضلا عن الانشقاقات في صفوف مؤيديه من الليبراليين الذين اتهموه بعدم الإسراع في الإصلاح وألقوا بثقلهم وراء خصمه، بوريس يلتسين. ومن هؤلاء الليبراليين الذين عارضوه في تلك الفترة الباحثة "شيفتوسوفا" التي أجرت معه اللقاء، وهي تعترف اليوم بأنها نضجت وأصبحت أكثر إدراكاً لنزوعاته الإصلاحية، قائلة: "في السابق كان قادة روسيا لا يتركون المنصب إلا على ظهر نعش، لكن جورباتشوف سجل سابقة تحسب له حيث خرج من السلطة بهدوء، وهو نموذج السياسي الذي لم يعد موجوداً اليوم في روسيا، ولا مثيل له بين القادة المعاصرين". وفي اللقاء يقول الزعيم السوفييتي السابق إن إدارة جورج بوش الأب لم تدعمه عندما كانت سلطته تتراجع، مشيراً إلى أن الراديكاليين في البيت الأبيض، مثل وزير الدفاع وقتها ديك تشيني، حثوا الرئيس الأميركي على التعاون مع يلتسين، مضيفاً أن التقهقر الواضح في قوة أميركا على الساحة العالمية مرده إلى القرارات الخاطئة التي اتخذت في الأيام الأخيرة من عمر الاتحاد السوفييتي، قائلاً: "أعتقد بأن اللحظة التي أخطأت فيها أميركا الحساب تعود إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، في تلك اللحظة بدأ الوهم لدى أميركا بقرارها بناء إمبراطورية جديدة". وعلاوة على تحميله أميركا المسؤولية فيما آل إليه الاتحاد السوفييتي، فقد انتقد جورباتشوف أكثر من مرة بوتين الذي شهدت روسيا خلال مدتي رئاسته نكوصاً واضحاً في حرية التعبير والممارسة الديمقراطية. كما حذر جورباتشوف من أن شعارات بوتين اليوم قد "تعود بروسيا إلى الوراء"، معتبراً أن الهدف الوحيد لبوتين هو "التمسك بالسلطة والحفاظ على الوضع الراهن" الذي يصب في صالحه. فريد وير موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©