متحف الشارقة العلمي يأخذ الصغار في رحلة استكشافية

(الشارقة) - يعتبر المتحف العلمي الواقع في منطقة حلوان بالشارقة، متحفاً فريداً من نوعه بين جميع متاحف الشارقة الأخرى، كونه يقدم المعارف العلمية بطريقة سهلة ومبسطة من خلال معروضاته المشوقة، وعروضه العلمية التي يقدمها الرواد العلميون بالمتحف، إلى جانب ورش العمل التي تغطي فروعاً كثيرة من العلوم والمخصصة لطلبة المدارس على وجه الخصوص. إنجازات علمية احتفل المتحف مؤخراً باليوم العالمي للمعلم، فاستضاف فوجا كبيرا من المعلمين من منطقة الشارقة التعليمية، ونظم لهم يوماً ترفيهياً تضمن فعاليات عدة، وقام بتكريم خمسين معلماً تقديراً وإجلالاً لهم ولأدوارهم السامية. عن الدور العلمي الرائد للمتحف، تقول عزة الهرمودي، مساعد أمين متحف الشارقة العلمي “شهد المتحف إقبالا كبيرا منذ افتتاحه عام 1996، وكان من بين أهم أهداف إنشائه ربط الإنجازات العلمية كافة بواقع الحياة اليومية، عبر إثارة فضول أطفال دولة الإمارات عامة وأطفال الشارقة خاصة لمتابعة أحدث المبتكرات العلمية والتكنولوجية التي تجري من حولنا، حيث لا تكتمل زيارة متحف الشارقة العلمي إلا بالمشاركة في عروض الفضاء والكهرباء الساكنة وفيزياء الحرارة المنخفضة والعرض السحري، والتي يقوم بتقديمها موظفو المتحف باللغتين العربية والإنجليزية”. وتضيف الهرمودي “في مجال العروض الشائقة الفضاء، يتمتع الطفل أو الزائر برؤية النجوم ويطلق لخياله العنان، بعدما تقوده الرائدة العلمية المسؤولة في رحلة إلى الفضاء الخارجي، تبدأ بزيارة الكواكب التي يمكنه رؤيتها بالعين المجردة في سماء الشارقة، ثم يبحر به بعيداً في الفضاء الفسيح ابتداء من المجموعة الشمسية حتى تصل به إلى نهاية معرفة الإنسان بأسرار هذا الكون العجيب، وخلال رحلته يتعرف إلى مواقع النجوم ومختلف التجمعات النجمية، ويستمع لأشهر قصص هذه النجوم ليكتشف أن معظم أسمائها ذات أصول عربية، وفي نهاية رحلته سيجد الإجابة عن الكثير من التساؤلات حول مواقع ولادة النجوم، وكيفية ولادتها وموتها، وماهية الشهب والنيازك، ولماذا يعتبر النجم القطبي من أهم نجوم السماء؟” كهرباء وفيزياء عن عروض الكهرباء الساكنة، تقول الهرمودي “من خلال هذا العرض يرى الزائر كيف تتصرف الشحنات الكهربائية الساكنة، حيث تقوم الرائدة العلمية المسؤولة باستخدام جهاز يعرف باسم “فان دي جراف”، وهو يقوم بتوليد عدد هائل من الشحنات الكهربائية الساكنة التي يرى الزائر تأثيرها عليه عندما يرى شعره يقف عند نهاية أطرافه، أما في عرض فيزياء الحرارة المنخفضة، فتستخدم الرائدة العلمية سائلاً شديد البرودة، يتم الحصول عليه من الهواء الذي تنفسه من المحيط، ويتم التعامل مع هذا السائل بحرص شديد بسبب خطورته ليرى الزائر تأثيره على كثير من المواد الحية وغير الحية، فيشاهد مثلا الزهرة، وهي تنكسر مثل قطعة زجاج بمجرد لمسها أو قطعة مطاط تفقد خاصيتها المطاطية، وتصبح جامدة كالصخر والعديد من التجارب المختلفة”. وتضيف “في هذا العرض يتمكن الأطفال من رؤية كوب يحتفظ بالماء بداخله حتى عندما يتم قلبه رأسا على عقب أو بالوناً ينتفخ من دون أن ينفخه أحد بالهواء، إضافة إلى سائل يتغير لونه ليتخذ لونا جديدا مختلفا، وتبدو هذه التجارب والكثير غيرها كالسحر، حيث يتم تقديمها للأطفال الصغار بصورة شائقة وجذابة، حتى يتمكن الصغار من تعلم وإدراك التفسير العلمي لهذه التجارب مع ربطها بالعديد من الظواهر الطبيعية في الحياة العملية العامة”. مختبرات وعروض حية حين يصل الأطفال إلى المركز التعليمي المتقدم، يجدون مختبراً للعلوم، ومختبراً للحاسب الآلي، ومنطقة للورش التعليمية المختلفة للمدرسين والمدرسات، بالإضافة إلى منطقة الاستكشاف، وهي مجهزة للمراحل الدراسية الدنيا، ويوفر هذا المركز بشكل عام أكثر من عشرين ورشة عمل مختلفة مدتها تتراوح من ساعة إلى ساعتين، يكتسب من خلالها الطلاب خبرات علمية عميقة في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، خاصة أن زوار المركز الأساسيين هم أطفال مراكز ثقافة الطفل بالشارقة، وطلاب المراحل التعليمية كافة للمدارس الحكومية والخاصة في دولة الإمارات، وكذلك مجموعات المدرسين والمدرسات من المناطق التعليمية المختلفة في الدولة، وفي أيام عطلة نهاية الأسبوع، يفتح معمل الحاسب الآلي أبوابه لاستقبال الزوار الذين يودون التبحر في عالم الإنترنت والاستفادة منه. ويضم متحف الشارقة العلمي في قاعة المعروضات أكثر من خمسين معرضاً جذاباً، صممت لإثارة تفكير الصغار والكبار على حد السواء، فمن خلال هذه المعارض يمكن للزوار اختبار قدراتهم الجسمية المختلفة كمستوى قوة عضلات الجسم ومرونته، وقياس القدرة على التوازن، ومقارنة نتائجهم بمعدل القياسات المجهز لكل مجموعة من الأعمار، كما يمكنهم عمل بعض الرسوم ثم مشاهدتها كفيلم كرتوني متحرك، وعزف أجمل الإيقاعات الموسيقية باستخدام جهاز دمج الأصوات الموسيقي، وتركيب أجزاء الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، كما يمكن للزوار زيارة منطقة الأطفال مع صغارهم ومتابعة الطرق التي يتعلمون بها، حيث تقوم الرائدات المؤهلات بمساعدة الزوار في طريقة استخدام كل المعارض، وشرح المحتوى العلمي الخاص بكل معرض، والإجابة عن أي استفسار علمي يجول بخاطرهم، كما يمكن للزوار أيضاً اختيار أحد أو كل العروض اليومية التي تتم في قاعة المحاضرات التوضيحية وفي القبة السماوية.