الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشرطة تراقب الإنترنت في الصين

الشرطة تراقب الإنترنت في الصين
28 يناير 2007 22:56
إعداد - عدنان عضيمة: في الصين ·· ترفض الدولة الطرح الشائع عالمياً من أن شبكة الإنترنت هي بيئة التعبير الحرّ عن الآراء، ولا تقبل بمبدأ السماح لأي إنسان بالدخول إلى مواقعها من دون حسيب أو رقيب· وتنقل تقارير عن خبراء غربيين أن مجموع عدد رجال الشرطة السرّية الذين يراقبون الإنترنت في الصين يتراوح بين 30 ألف و40 ألف شرطي يعملون ليلاً ونهاراً على مراقبة المواقع من خلال برنامج خاص ابتدعوه لهذا الغرض يدعى (الجدار الناري العظيم) Great Firewall · ودعا الرئيس الصيني هو جينتاو أعضاء حكومته إلى البحث عن أعقد وأنجع التكنولوجيات لمراقبة الإنترنت· وكل يوم، تزداد الحملة الصينية للرقابة على الإنترنت شراسة· وبلغ الأمر بالمرجعيات الشيوعية العليا إلى وصف الإنترنت بأنها العدو الأكبر للحزب· وكان هذا الموقف سبباً في اتخاذ إجراءات صارمة تلزم كل من يريد الإبحار في الشبكة أن يسجل اسمه لدى الدوائر الحكومية المتخصصة خاصة في مقاهي الإنترنت والفنادق والشركات العامة والخاصة· ويأتي هذا التصعيد الجديد عقب نشر سلسلة من الحملات الإعلامية ذات الطابع المعارض لسياسة الدولة كنشر رسائل لتحريض الصينيين على التظاهر ضد اليابانيين والتلوث والفساد· وما لبثت السلطات الحكومية أن اكتشفت أن هذه الرسائل كانت تُعمم عن طريق خدمات التراسل النصّي عبر البريد الإلكتروني أو بطريقة (الدردشة الإلكترونية)· وتسجل الصين زيادة مضطردة في عدد مستخدمي الإنترنت والذي يُقارب أن يبلغ 100 مليون خلال العام الجاري بعد أن أصبحت مشاعاً للطبقة الوسطى وعمال المصانع وحتى الفلاحين من خلال انتشار مقاهي الإنترنت· وعلى خط موازٍ، وجهت الحكومة مؤخراً تعليمات صارمة تدعو لتشكيل (حرس خاص) تنحصر مهمته في إرشاد المبحرين إلى عدم الخوض في المسائل الحسّاسة من خلال رسائلهم أو الاستماع إلى الآراء العدائية التي تستهدف النيل من الحكومة من خلال ما ينشر من آراء على مواقع محددة· ونقل أحد مواقع الإنترنت عن مدير الدائرة الإعلامية للحزب الشيوعي في أحد الأقاليم الصينية قوله: (في عصر المعلومات والإنترنت الذي نعيشه، نرى أن المهمة الأساسية التي ينبغي علينا الاضطلاع بها تكمن في التساؤل: كيف يمكننا التصدّي للسيل المتدفق من الآراء السياسية المعارضة التي يتم بثّها كل يوم عبر الإنترنت؟)· ولا يكاد موظفو الدائرة الإعلامية المتخصصة في الحزب الشيوعي الصيني تتوقف عن بثّ رسائل التحذير للمبحرين عبر الشبكة من أن عليهم أولاً أن يتفهّموا سياسات الحكومة في هذا الشأن، وأن يكونوا على اطلاع واسع على المعتقدات والثوابت التي لا يجوز الإساءة إليها بأي حال· ومن أجل تعزيز ونشر هذه المشاعر لدى الصينيين، تنظم الدولة دورات تثقيفية وإعلامية حول الفكر الماركسي للبارعين في استخدام الإنترنت، وتتولى تثقيفهم بتقنيات نشر الدعايات المضادة للحكومة تمهيداً للتصدي لها· وتلجأ الحكومة أيضاً إلى تنبيه المبحرين لضرورة قيادة أي دردشة إلكترونية لصالح الدولة وليس لصالح الطابور المعادي لها· وبالرغم من صرامة هذه الإجراءات، إلا أن خبراء الإنترنت يؤكدون أن مراقبة الإنترنت بشكل كامل هو أمر مستحيل، ولا شك أن الحكومة الصينية باتت تشعر الآن أنها بهذه الإجراءات تحاول أن تخنق بيديها عدواً لا يمكن القبض عليه، خاصة بعد أن تطورت أساليب (الدخول المختلس) إلى الشبكة· وتواجه هذه الإجراءات الصينية احتجاجاً كبيراً من الوكالات والجمعيات الغربية التي تزعم أنها حامية لحرية الرأي في العالم إلا أن الحكومة الصينية دأبت على عدم الاكتراث بهذه المواقف على الإطلاق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©