الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمبر البلوشي تطلق حملة إلكترونية تفعّل القيم الإسلامية

عمبر البلوشي تطلق حملة إلكترونية تفعّل القيم الإسلامية
15 أكتوبر 2011 09:48
جمعت شخصية الشابة عمبر البلوشي بين أكثر من مهارة وموهبة، صقلتها بجهود فردية على مر الأيام، فهي فنانة تشكيلية جمعت بين موهبة الرسم والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي وتصميم الملابس والإكسسوارات وفن التشكيل بالسيراميك والمشغولات اليدوية المختلفة، وتغليف علب الهدايا، وجمع العملات والطوابع وفن الكتابة الأدبية وقيادة مشاريع إلكترونية، وإعداد حوارات فكرية إلكترونية وقيادتها. (عجمان) - عمبر البلوشي ابنة السادسة والعشرين عاماً تعتبر نموذجاً لكل فتاة طموحة تقدر قيمة الوقت، ولا تريد أن تفلت منه ساعة دون أن تكون قد حققت فيه نجاحاً أو قامت بعمل نافع لنفسها أو غيرها، منطلقة في ذلك من إيمانها العميق وصلتها القوية بخالقها سبحانه وتعالى. على مقاعد الدراسة حول مواهبها ومشاريعها الإلكترونية، تقول البلوشي القاطنة في قرية المنامة في إمارة عجمان “منذ الطفولة كنت أحب الألوان، وأي شيء جميل كان يجذب نظري أفكر فيه وأغوص متأملة، وأحاول معرفة الكيفية التي صنع بها، موهبتي في الرسم بدأت بعد أن انتظمت في المدرسة، وصرت من خلال رسوماتي أحظى بتشجيع مدرساتي، وأشارك في عدد من المسابقات المدرسية وأفوز في بعضها، أما الألوان التي أستخدمها في الرسم، فهي الألوان المائية والباستيل والرصاص والحبر والفحم أيضاً، وكنت أرسم على الورق ومن ثم بدأت مؤخراً أرسم على القماش بألوان خاصة ذات سمة تجمع بين الألوان العادية وأخرى لها لمعة وأخرى خاصة بقماش الحرير”. وتضيف “كنت أستغل الإجازات الصفية في الرسم والأعمال اليدوية، مستفيدة من الخامات المتوافرة حولي بجهود فردية، وذلك لعدم وجود أي مركز أو ناد لتعليم ذلك في قرية المنامة التي أعيش فيها، لكن افتتحت مؤخراً بعض المراكز الخاصة التي تقدم دورات في هذا المجال، فالتحقت بإحدى الدورات المتعلقة بالرسم من خلال الألوان المائية”. وتوضح “كانت مدرساتي تثق بذوقي ومهاراتي، حيث كنت منسقة للحفلات المدرسية، وأتولى عمل الديكورات المناسبة لها، ونتيجة لانشغالي بالدراسة فترة الثانوية تركت الرسم فترة، ومنذ أربع سنوات عدت إليه بقوة وصممت أشغالاً يدوية مختلفة، منها ما هو متعلق بتغليف علب الهدايا وتزيين الملابس، مثل الشيلات بالرسم عليها، وصناعة الإكسسوارات، مستعينة بموهبتي الشخصية والحس الفني الذي أملكه والدروس والفيديوهات التي تعرض على شاشة الإنترنت، وبعد أن تمكنت من هذه الهوايات، أصبحت أقدم دورات تطوعية في تعليم هذه المواهب في الجمعيات الخيرية والفعاليات الاجتماعية المختلفة”. التعامل بإيجابية لم تشارك البلوشي بأعمالها في معارض لانشغالها منذ ما يزيد على عام في الدراسة الإلكترونية في أكاديمية إعداد وتطوير الذات، حيث إنها فتاة تحب التطور والإيجابية والعمل ومد يد المساعدة للآخرين والتفاعل مع همومهم ومشاكلهم والإسهام في حلها، حيث لبت هذه الدراسة جزءاً من طموحاتها، وأحدثت نقلة نوعية في حياتها تمثلت في اكتسابها مهارات عدة في مجال التنمية البشرية، حيث فكرت في أن تنقلها إلى مجتمعها المحيط وأكبر فئة ممكنة من الناس فأطلقت حملة إلكترونية. في هذا الإطار، تقول “بعد تأملاتي الطويلة في النفس البشرية ودراستي وقراءتي لكثير من الكتب والمراجع التي تتعلق بها، وبعد ما رأيت من حولي من أحداث وأحوال الناس والتخبط الحاصل وسوء فهم الذات والخطاب معها ومع الآخر، وإهمال أهمية هذا الجانب في حياتنا، خلصت إلى أنه لا بد من خطوة يتخذها أحدنا لتغيير هذا الوضع السائد لدى شريحة كبيرة من المجتمع، وفكرت وقررت أن أبدأ بنفسي بتوعية كل من أستطيع التواصل معه، ولا أبقى مكتوفة اليدين لطالما أنني أمتلك الثقافة والمعرفة بكيفية التوعية بمفهوم الذات وكيفية التعامل معها ومع الآخرين من حولها”. وتوضح “اتخذت للحملة شعاراً هو قوله تعالى “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”، فالحملة تهدف إلى إحياء النفس بإعادة الأمل إليها واكتشاف قدراتها ومواهبها بمساعدتها على فهم الذات والآخر وكيفية التعامل معها في مختلف الجوانب والمواقف”. وعن التجهيز للحملة، تقول “بدأ المشروع منذ عام تقريباً، حيث استغرقت فترة الإعداد له أكثر من ستة أشهر، حاولت من خلالها إعداد نفسي أولاً من خلال القراءة المتأنية وجمع المعلومات وإجراء استطلاعات للرأي وتوزيع استبيانات، ثم تكوين فريق العمل الذي يضم الآن مجموعات عدة، منها مجموعة المونتاج والتصميم، ومجموعة الدعاية الخارجية والداخلية والمسؤولين عن نشر الدعاية للحملة وأهدافها ونشاطاتها عبر المنتديات والمواقع النشطة والتجمعات الشبابية، إضافة إلى مجموعة المنشدين ممن يملكون موهبة الإلقاء ويعملون على إنتاج مقاطع صوتية وأناشيد خاصة بالمشروع”. وتضيف “هناك أيضاً مجموعة الترجمة والمختصين بترجمة أهداف الحملة لغير الناطقين باللغة العربية، واستطعت جمع هذه الفرق عبر الإنترنت من كل دول العالم بإشرافي ومتابعتي، ووصل عدد الأعضاء إلى 80 عضواً وعدد أعضاء المجموعة على “فيسبوك” 1280 عضواً، معظمهم شباب وشابات من مختلف أقطار العالم، وعلى الرغم من أن المشروع موجه لمختلف الفئات العمرية، لكن فئة الشباب هي أكبر الفئات المشاركة”. حياة متوازنة تؤكد البلوشي أن الحملة هي إعادة تفعيل لقيم ديننا الحنيف بصورة حديثة تطبيقية وعملية، لافتة إلى أن البعض يعتقد أن الدين هو علاقة العبد بربه فقط، فيما أن الإسلام منهج متكامل ويشمل كل جوانب الحياة المتوازنة، ويُعنى بعلاقة العبد بربه وبعلاقته بنفسه، وكذلك بعلاقته مع من حوله، حيث تقدم الحملة حلولاً ونصائح وإرشادات للمشاكل التي يعاني منها الشباب والأزواج والأطفال، مدعمة بدراسات وبحوث علمية وتنموية وأحاديث وآيات شرعية. وأطلقت البلوشي حملتها على شبكة الإنترنت وذلك بطرح موضوع “الكلمة الطيبة”، حيث بينت أهمية الكلمة وأثرها الإيجابي والسلبي على الذات وعلى الآخر، سواء كانت طيبة أم خبيثة، وكيف يمكن تنمية الأولى وتجنب الثانية، موثقة هذا العرض بالحقائق والدراسات والآيات والأحاديث، ليس هذا فحسب، بل تناولت الموضوع من جوانب عدة، منها الشرعي والنفسي والعلمي والتنموي على حد سواء، بعدها خصصت حلقات النقاش حول مشكلات الشباب وتحدياتهم التي كانوا يبثونها عبر إيميل المشروع والمنتدى، لتتولى البلوشي قضية مساعدتهم بكيفية التفكير بإيجاد الحلول المناسبة لها قبل أن تقدم لهم حلولاً جاهزة، فكان تفاعلهم كبيراً جداً، وأصبحوا أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وإيجاد الحلول المناسبة لها. وعن الصعوبات والعقبات التي وقفت في طريق نجاح الحملة، تقول البلوشي “أكبر تحد واجهني هو فرق التوقيت بين مختلف الدول المشاركة في المشروع. وصعوبة الاجتماع في وقت يناسبهم جميعاً، وهو من أكبر تحديات أي عمل جماعي على شبكة الإنترنت، كما أن الامتحانات الدراسية كانت تمثل فترات ركود للمشروع كون المساهمون فيه جميعهم من الطلبة، إضافة إلى أن الأحداث الأخيرة في الدول العربية وانقطاع النت عن بعض البلدان عرقلا سير العمل في المشروع”. مواضيع الرسومات تشير البلوشي إلى طبيعة المواضيع التي تتمركز حولها رسوماتها بأنها تعبر غالباً عن الطبيعة، وذلك بسبب حبها للطبيعة والأماكن المفتوحة كالمساحات الخضراء والجبال والصحراء والبحر، أما الرسالة التي تود إيصالها من تلك اللوحات هي بيان عظمة الخالق فيما خلق من طبيعة ساحرة وكون بديع، لافتة إلى أنها تمر بحالة من التأمل في جميل صنع الله وخلقه الطبيعة ومكوناتها، ومن ثم تجسدها في رسوماتها وكأنها تنقل صورة الواقع فيما يسمى بمدرسة الفن الواقعية”. وترى أن الرسم وسيلة رائعة للتفريغ والتخفيف من التوتر وضغوط الحياة اليومية، كما أنه علمها الصبر والدقة وقوة التركيز، والرسم فرصة للتأمل والتفكر في وسط زحمة الحياة، علاوة عن كونه وسيلة للتعبير وإيصال رسالة للناس والمجتمع، حيث تطمح عمبر إلى أن يكون لها منبرها الخاص في الرسم الذي تدمج فيه فن الرسم مع الخط العربي بشكل واقعي وإبداعي. وبالنسبة للإكسسوارات والمشغولات اليدوية والسيراميك وتغليف علب الهدايا، توضح البلوشي أنها جميعاً فنون ذات صلة ببعضها، وكان لا بد أن تتقنها لأنها تجمع بين موهبة الرسم وطول النفس ودقة الملاحظة والمرونة والذوق الرفيع والقدرة على التخيل والإبداع والابتكار. وتفسر أنها لا تستخدم في إكسسواراتها قطعاً جاهزة من السوق، وتعيد ترتيبها كما يفعل البعض بشراء عقد وفكه وإعادة ترتيبه، وإضافة المزيد له، بل حتى السلاسل لا تشتريها لتركب عليها تصميماتها، بل تعمد لصناعتها بنفسها مستخدمة الخرز المنوع والحبال والشرائط والأصداف والخشب، وتستخدم في مشغولاتها خامات عدة ومواد يراد التخلص منها، مثل علب الشيبس والحليب الحديدية، وتعيد استخدامها وتصنع منها تحفة أو منظر بعد تغطيتها بالخيش وأقمشة مختلفة، وتزينها بالأصداف والشرائط الملونة والخرز والحبال والفصوص اللامعة، حسب نوع القطعة والهدف من صناعتها، أما بالنسبة للسيراميك الذي تنسق منه الورود والمناظر، فتشتري عجينته جاهزة من السوق أو تعدها منزلياً، ولطالما أنها قادرة على ذلك كله، فلن يصعب عليها تغليف قطع الهدايا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©