جوهانسبرج-د ب أ: حذرت مسؤولة بوزارة التنمية الألمانية الدول الافريقية من استغلال الصين لها خاصة بعد توقيع بكين في نوفمبر الماضي على اتفاقات تجارية معها بقيمة 9ر1 مليار دولار دون أي شروط ذات صلة بالاصلاح أو حقوق الانسان·
وقالت كارين كورتمن وكيلة وزارة التنمية الالمانية للشؤون البرلمانية ''إن شركاءنا الأفارقة عليهم التأكد من أنهم لن يواجهوا عملية جديدة للاستعمار''·
وتطفو العلاقات الصينية الافريقية على السطح بمناسبة الجولة المرتقبة للرئيس الصيني هو جينتاو في ثماني دول أفريقية هي الكاميرون وليبيريا والسودان وزامبيا وناميبيا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وسيشيل والمقرر أن تبدأ في 30 من الشهر الحالي·
وليست أوروبا هي الطرف الوحيد الذي يشعر بعدم التكافؤ في العلاقة الصينية الافريقية·
فقد حذر رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي الذي يستضيف الرئيس الصيني من إمكانية ''استعمار'' أفريقيا·
وقال مبيكي في تصريحات له الشهر الماضي إن ''الخطر الكامن'' يتمثل في ظهور ''علاقات غير متكافئة'' مثل تلك التي كانت في الماضي بين الدول الأفريقية والقوى التي استعمرتها·
وأضاف في تصريحاته التي دعا فيها المستثمرين الصينيين لبناء القدرات الصناعية لبلاده أن ''الصين ليس بإمكانها أن تأتي هناك لتنقب عن مواد خام ثم تذهب لتبيع لنا سلعا مصنعة''·
وبين عامي 1995 و2005 تضاعف حجم التجارة بين الصين وأفريقيا عشر مرات من قيمة 4 مليارات دولار إلى 40 مليار دولار· وتعهد الرئيس الصيني بمضاعفة هذه القيمة بحلول عام ·2010
وقال الرئيس السابق للبنك الدولي جيمس ولفنسون في تصريحات له في نوفمبر الماضي: ''على العالم أن يلحظ أن أفريقيا لم تعد السلة التي كان ينظر لها المرء تاريخيا''·
وبينما كان الغرب مشغولا بمواجهة مشكلات الفساد وانتهاكات حقوق الانسان والحرب الاهلية في أفريقيا كان المسؤولون الصينيون يسيرون بخطى متسارعة لتأمين الحصول على الموارد الطبيعية الوفيرة في القارة·
وعندما تتعرض الصين لانتقادات بشأن عدم اهتمامها بحقوق الانسان يكون ردها السريع هو أن الادارة الاميركية تدعم حكومات لها سجلات سيئة في هذا المجال في مناطق أخرى من العالم·
وكان رئيس زيمبابوي روبرت موجابي أول الداعين لجذب الاستثمارات من ''الشرق''·
ولانعزالها عن الغرب بسبب سجل حقوق الانسان لديها وزيادة التضخم بصورة كبيرة لم تجد زيمبابوي سوى الصين كمصدر للاستثمار الاجنبي لها في البلاد·
ويوجد في زيمبابوي ثاني أكبر مخزون للبلاتين في العالم بعد جنوب أفريقيا وهو معدن مطلوب بشدة في الصين·
وفي زامبيا التي سيزورها أيضا الرئيس الصيني استثمرت الصين مبالغ كبيرة في مجال التنقيب عن النحاس·
غير أن جائزة الصين الكبرى في أفريقيا تتمثل في النفط الذي تحصل عليه من أنجولا ونيجيريا والسودان·
ويحذر محللون أيضا من إمكانية إغراق الاسواق الافريقية بواردات صينية زهيدة الثمن تكون سببا في القضاء على القطاعات الصناعية في دول أفريقيا·
ومن جانبها تفرض الصين تعريفات جمركية باهظة على الواردات الافريقية·
وقالت مجلة ''إيكونوميست'' في تقرير عن مجال الاعمال الصيني في أفريقيا في عدد صدر في أكتوبر الماضي إنه ''على الافارقة أن يضمنوا صفقة عادلة· فإذا تحقق ذلك سيفوز الطرفان، الصين والشركاء الأفارقة''·
عدد اليوم
