الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الذهب يزداد بريقاً في 2007

28 يناير 2007 23:23
نيويورك - أحمد كامل: يتفق محللو سوق المال في نيويورك على أن الذهب مقبل على عام جيد رغم تذبذب أسعاره في الآونة الأخيرة، ويقول هؤلاء المحللون إن سعر الأوقية في عقود فبراير الموقعة في مطلع الشهر الحالي بلغ 638 دولاراً، فيما كانت العقود المشابهة التي أبرمت في مطلع يناير 2006 قد توقفت عند مستوى 519 دولاراً للأوقية· ويعني ذلك-ورغم المسار المتعرج للأسعار- ان منحناها يمضي إلى أعلى، ويقول المحللون إنه سيواصل حركته في هذا الاتجاه رغم التراجعات اللحظية· ويدللون على هذا أن من استثمروا في المعدن النفيس خلال 2006 حققوا ربحاً صافياً بلغ 23%· وكان تذبذب السعر في الأسبوع الأخير راجعا للدولار، إذ صعد الدولار إزاء الين وهبط تجاه اليورو، ورغم أن الحركة على المنحنى المقارن لسعر صرف الدولار كانت محدودة، إلا أنها ظلت غير مطمئنة للسوق على الوجه الإجمالي· ويذكر أن سعر الذهب الذي بدأ عند مستويات تقارب الـ 520 دولاراً للأوقية في بدء تعاملات 2006 أخذ يصعد في استعراض للقوة، وبلغ الارتفاع في سعر الأوقية بين مارس ومايو نحو 200 دولار، ولم يتوقف حتي بلغ 725 دولاراً للأوقية· أعقب ذلك قيام مستثمرين أساسيين ببيع ما في حوزتهم لجني الأرباح ولم تقدم السوق سبباً لتعديل اتجاه الأسعار نحو الانخفاض، وهكذا أدى تصحيح السوق لأسعاره إلى فقدان سعر الأوقية لكل ما جنته تقريباً· وعاود السعر صعوده بعد ذلك إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى الذروة التي وصلها في مايو، إذ بلغ في منتصف الصيف مستوى يقل بنحو 50 دولاراً للأوقية عن تلك الذروة· بعد ذلك أخذ السعر يتقلب في نطاق محدود نسبياً، وبدا واضحاً منذ أغسطس الماضي أن هذا تقريباً هو المستوي الذي تفرضه معطيات السوق في اللحظة، إذ كان يصعد قليلاً، ويتوقف عن الصعود، ثم يهبط دون أن يستكمل مسيرة الهبوط· وأكد ذلك افتراض أن اللاعبين الكبار في السوق يفضلون الانتظار· أما التوقعات السائدة حول الأسعار في 2007 فإنها تربط منحناها المتوقع بمنحنى معدلات نمو الاقتصادين الأميركي والدولي· وفيما توجد الآن علامات على حدوث انخفاض نسبي في معدلات نمو الاقتصاد الأميركي واقتصادات الدول النامية، وتوازن نسبي أيضاً في احتمالات نمو اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي، فإن اقتصادات الدول الآسيوية تنمو بمعدلات قوية· فضلاً عن ذلك فإن هذه التوقعات تربط أسعار الذهب بالدرب الذي سيسلكه الدولار في ،2007 ويبدو هذا الجانب من التوقعات -على الأقل- واضحاً في مساره العام، إذ لا ينتظر أحد أن يتعافى سعر صرف الدولار خلال العام الجديد لاسيما وأن مصارف مركزية متعددة تشرع الآن في تطبيق خطط لتنويع عملات احتياطييها النقدي· وثمة مخاوف في الولايات المتحدة من أن يتسع نطاق الهجرة من دائرة الدولار إلى دائرة اليورو خلال ،2007 إذ يقول بعض المعلقين أن من المحتمل أن تنتشر عدوى الهجرة من المصارف المركزية إلى المستثمرين الافراد أو إلى الحكومات التي تشتري في العادة سندات الخزينة الأميركية وعاء لاحتياطيها النقدي· ويقول هؤلاء المعلقون إن المستثمرين الافراد قد يشعرون أن الأسلوب الأفضل للحفاظ على أرباحهم هو التحول إلى اليورو، وأن ذلك - فيما لو حدث- سيؤدي إلى خفض سعر صرف العملة الأميركية إلى مستويات أدنى مما تراه الأسواق الآن· ويبدو السيناريو الأفضل للمستثمرين الذين اختاروا الذهب في 2007 هو أن تتراجع معدلات نمو الاقتصاد العالمي بصفة عامة، أي ألا تحقق الاقتصادات الآسيوية تقدماً وأن يخفض الاقتصاد الأميركي من سرعة نموه كأن يصل هذا النمو على امتداد العام إلى ما بين 1,5 إلى 1,8% مثلاً· وإذا ما ترافق ذلك مع استمرار الضعف الراهن في سعر صرف الدولار أو زيادته فإن ذلك لابد أن يؤدي إلى الدفع بأسعار الذهب إلى الارتفاع· وبقدر حجم ما سيحدث في هذين المجالين بقدر ما سيكون التبدل الذي يطرأ على أسعار المعدن النفيس·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©