الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أنف إلكتروني لمكافحة الإرهاب الجوي

28 يناير 2007 23:24
إعداد - محمد عبد الرحيم: عندما تصل إلى باب أول طائرة ''تكافح'' الإرهاب ربما لن تلاحظ وجود أنف الكتروني تفوق قدرته ثلاثين ضعف قدرات أنف الكلب في شم المسافرين للكشف عن الأبخرة وسائر المواد الكيميائية الخطرة· وبمجرد إقلاع الطائرة، التي تقوم عدة دول أوروبية بتطويرها حالياً ويتوقع أن تدخل الخدمة بعد عشر سنوات على الأرجح، تعمل أجهزة الكمبيوتر المراقبة للمقصورة على التقاط الكلمات التي ينطق بها المشتبه بهم من الركاب وكاميرات الفيديو التي لا يزيد حجمها على ظفر إصبع والتي تعمل على كشف ومراقبة خلجات أنسجة أوجه المسافرين على مدار الساعة بالإضافة إلى تسجيلات المايكروفون المخبأة التي تتحقق من الأصوات المثيرة للتساؤل والأضواء التي تظهر فجأة على شاشات الكمبيوتر لتحذر طاقم قيادة الطائرة من احتمال وجود نزاع أو مشكلة في أي من مقاعد الطائرة· ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فإذا حدث المحظور وتمكن احد المختطفين المحتملين من تجاوز أنظمة الإغلاق التي تنشط ببصمة الإصبع في باب كابينة الطاقم وبسط سيطرته عليها، فهناك جهاز كمبيوتري داخلي سرعان ما يعمل على تحويل مسار الطائرة بحيث تتجنب الاصطدام أو التحليق بالقرب من المباني المرتفعة أو محطات الطاقة النووية أو أية منطقة مبرمجة مسبقاً لكي لا يتم التحليق فوقها، إذا حدث ما لا يحمد عقباه، أي الاختطاف· وكما ورد في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' مؤخراً فإن المشروع الذي أطلق عليه ''مشروع أمن طائرة مستقبل الأجواء الأوروبية'' ويعرف اختصاراً باسم ''مشروع سءئ'' يعتبر الأول من نوعه الذي يعمل على تنسيق الجهود الدولية لاستحداث نظام طائرة قادر على إحباط عمليات الخطف والهجمات الإرهابية ويجري تطويره في مختبرات سرية في 11 دولة أوروبية بالإضافة إلى إسرائيل· وفي الوقت الحالي، دخلت معظم التكنولوجيا الخاصة بالمشروع في مراحل متقدمة من التطوير على الرغم من أن الأنظمة الخاصة بتحليل مشاعر وخلجات أنسجة الوجه ما زالت تكتنفها العديد من المصاعب الفنية· ويعمل دانييل جولتير، مدير المشروع الذي تبلغ تكلفته 50 مليون دولار حتى الآن في داخل مبنى عصري يشرف على نهر السين تعمل ببصمة الإصبع والتي سيتم تركيبها في كابينة قيادة الطائرة· ويصف جولتير هذا النظام الذي يتم تطويره بسرية مطلقة من قبل المفوضية الأوروبية و31 شركة عاملة في مجال الأجهزة الالكترونية للطائرات وشركات الكمبيوتر والأمن بالإضافة إلى العديد من مراكز البحوث الجامعية قائلاً إنه خط الدفاع الأخير ضد الهجمات في مرحلة عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر· بيد أن المشروع يواجه معارضة شديدة من المسؤولين في جماعات حقوق الإنسان الذين تتملكهم المخاوف بشأن خصوصية المسافرين كما تعتري المخاوف أيضاً مجموعات قباطنة الطائرات من أن تعمل أجهزة الكمبيوتر على تفويض سلطاتهم بينما أعربت الشركات المسوقة للطائرات عن حيرتها بشأن الأسعار التي يمكن فرضها على الركاب في نهاية المطاف· وكما تقول صوفيا فيلد، العضو الألماني في البرلمان الأوروبي ''إن عملية التنصت تعتبر منافية للمصداقية· وفي الوقت الذي يتعين فيه علينا التخلي عن بعض الحريات والخصوصية، فإن الأشخاص يجب ان يتسلحوا بالوسائل اللازمة للدفاع عن أنفسهم ضد عمليات انتهاك هذه الخصوصية أو استغلال البيانات والمعلومات الخاصة بهم من قبل السلطات العامة''· والى ذلك فإن استخدام أجهزة المراقبة المتطفلة أحيانا كتلك التي تسجل حركات وتعابير الركاب وتتنصت على الحوارات الخاصة بينهم بالإضافة إلى مراقبة زياراتهم للحمامات، ظلت تمثل مشكلة بالغة الحساسية في أوروبا على وجه الخصوص· على أن أي من هذه الأنظمة لم يصبح أكثر إثارة للجدل من أجهزة الفيديو والاستشعار الصوتي التي صممت بحيث تكشف السلوك الذي ينطوي على الذعر أو الاشتباه· ويشير بعض منتقدي المشروع إلى أن هذه الأنظمة قد تصبح عرضة للفشل وربما تصدر عنها إنذارات خاطئة قبل أن تبرهن على افتقادها لجدوى الاستخدام التجاري· ولكن الباحثين في شركة ''بي إيه إي'' البريطانية للانظمة يعكفون على إنتاج قاعدة خاصة للبيانات بحيث تمكن أجهزة الكمبيوتر من التفريق ما بين ''التعابير الدقيقة'' لشخص تنتابه حالة من العصبية بسبب الخوف من الطيران وآخر في طريقة لتفجير قنبلة على الطائرة· أما الباحثون في جامعة ريدنج في انجلترا فقد ظلوا يعملون على تطوير النظام الذي يحلل بسرعة مثل هذه البيانات وإرسالها إلى الطاقم والقبطان· وعما إذا كانت هناك إمكانية لتطوير هذه التكنولوجيا لتعمل بالصورة المتوقعة، يجيب جولتير: ''بدأنا لتونا في العمل كما أن الأمر يحتاج إلى المزيد من البحوث''· وأشار إلى أن شركات الطيران سوف تصبح مواجهة بمشكلة تسويق هذه التكنولوجيا للمسافرين لكنه أكد أن أعضاء طاقم الطائرة لن ينشغلوا بمراقبة صور الفيديو وإنما التفاعل مع إشارات الإنذار الصادرة في أجهزة الكمبيوتر من أية مشكلة محتملة في مقعد بعينه أو أي مواقع أخرى وذكر أيضاً بأن أفلام الفيديو يمكن تدميرها بعد نهاية كل رحلة· وبالنسبة لأعمال التطفل الأخرى، قال جولتير: ''لن يتم تركيب أجهزة فيديو في داخل الحمامات إنما سيتم الاكتفاء بالمايكروفونات''· وسوف تبدأ عمليات اختبار التكنولوجيا المستخدمة في العديد من أجهزة المشبهات '' Simulators سوف تبدأ في الخريف المقبل وتستمر إلى أوائل العام المقبل إلا أن حزمة الأنظمة التي تبين مقدرتها على العمل ليس من المرجح أن تستخدم في الطائرات التجارية قبل عقد من الزمان· ويأتي ذلك بسبب أن معظم هذه التكنولوجيات يتعين تركيبها في داخل الهياكل الجوية للطائرات التي يجري تشييدها أما تكلفة تزويد الطائرات العاملة حالياً بهذه التكنولوجيا فسوف تصبح باهظة للغاية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©