الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأبيض أبطل مفعول ترسانة الأسلحة الهجومية وأفسد جماعية الأداء السعودي

الأبيض أبطل مفعول ترسانة الأسلحة الهجومية وأفسد جماعية الأداء السعودي
28 يناير 2007 23:46
نجح الأبيض الإماراتي في تحقيق فوز غال كان البعض يتصوره مستحيلا، الفوز على الأخضر السعودي انتصار مع إحدى القوى الكروية الكبرى على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي· انتصار يوصل إلى النهائي ويجعل المسافة بين الأبيض واللقب قريبة المنال· ونجح المنتخب الإماراتي في إبطال مفعول الأسلحة الخطيرة في ترسانة الأخضر السعودي وأفسد جماعية اللعب للفريق السعودي ولم يسمح له بفرض إيقاعه، بالإضافة الى انه حيّد رأسي الحربة ياسر القحطاني ومالك معاذ· ولكن كيف تعامل مع أحداث تلك المباراة الصعبة؟ انتهج استراتيجية دفاعية جماعية وفردية تعتمد على: أولاً: الضغط على المنافس خاصة في نصف ملعب الإمارات لحرمانه لاعبي الوسط السعودي من المسافة والوقت اللازمين للتحكم في الكرة ومحاولة الاستحواذ لفرض جماعية اللعب السعودية·· ولذلك لجأ بدر الحقباني وسعود كريري إلى السقوط لاستلام الكرات من أقدام مدافعي الوسط حمد المنتشري واسامة هوساوي، وذلك هروبا من الضغط الدفاعي الإماراتي، وعملية الضغط تمت بشكل جماعي بمعنى الضغط على حامل الكرة من أقرب اللاعبين ومراقبة باقي الفريق· التفوق العددي في الدفاع ثانيا: الزيادة العددية في الدفاع في مكان الكرة، ولذلك كنا نشاهد حامل الكرة من المنتخب السعودي يتعرض للحصار بأكثر من لاعب لمنعه من التصرف السليم ومحاولة استخلاص الكرة من قدميه· ثالثا: غلق الأجناب والعمق: دافع الأبيض لمنع اختراق لاعبي السعودية من الأجناب، وذلك بواسطة عبدالرحيم جمعة وحيدر الو علي من اليمين، وسالم خميس وعادل عبدالعزيز من اليسار، وساعدهم من الأمام ضغط محمد عمر وفيصل علي ظهيري السعودية حسن معاذ وصالح الصقري· ومن العمق تصدى عبدالرحيم وهلال سعيد وسالم خميس ومن خلفهم بشير سعيد وراشد عبدالرحمن لغلق الثغرات· رابعا: الرقابة الفردية اللصيقة على رأس الحربة ياسر القحطاني ومالك معاذ، ولذلك لم تظهر لهم خطورة تذكر إلا تسديدة القحطاني في يد ماجد ناصر· خامسا: التفوق في الجانب النفسي حيث سيطر لاعبو الأبيض الإماراتي على لاعبي السعودية باللعب الثنائي الصارم في الرقابة، وفي استخلاص الكرات مما أثر نفسيا على تحكم اللاعبين السعوديين في مجريات اللعب· ولم يكن يستطيع الأبيض فعل ذلك بدون الدافعية العالية والرغبة العارمة في الفوز مما فجر طاقات كامنة لدى اللاعبين واستدعت ''المخزون'' اللياقي واستنفرت الهمم والعزيمة·· وذلك من خلال مساندة فائقة من المسؤولين·· وتشجيع جماهيري منقطع النظير، فكانت لوحة رائعة لتلاحم الشعب الإماراتي مسؤولين وجماهير ولاعبين·· أجبر كل الحضور على احترام هذا ''المشهد الرائع''· الجانب الهجومي واذا كان المنتخب الإماراتي فرض أسلوبه في الدفاع فماذا عن الهجوم؟ استغل الإماراتيون المساحة خلف الظهيرين السعوديين·· فكان تحرك اسماعيل مطر وفيصل خليل في الهجوم نتيجة تقدم صالح الصقري ومنها جاء الهدف الإماراتي·· تمريرة أمامية في المساحة الخالية لاسماعيل في حراسة ظهير الوسط السعودي تحكم فيها وتقدم ثم سدد قذيفة لتكون الهدف الذهبي· واستغل الإماراتيون الكرات الثابتة بشكل جيد ومن ركنية كاد سبيت خاطر يسجل ارتطمت الكرة بالعارضة ومن حرة مباشرة أرسلها سبيت خاطر على رأس بشير سعيد لعبها في الزاوية البعيدة سقطت خلف المرمى·· تماما مثل التي سجل منها بشير في مرمى اليمن الهدف الثاني ومن تمريرة سبيت خاطر ايضا· واعتمد على الكرات العرضية عن طريق عادل عبدالعزيز وحيدر الو علي خاصة في الشوط الأول، لكن الدفاع السعودي كان الأسبق في الكرات العالية· ولعب الأبيض في معظم الأحيان على طريقة 4/3/2/1 (4/5/1)، وذلك بوجود مهاجم واحد فتقدم فيصل خليل وسقوط اسماعيل مطر ومحمد عمر للخلف·· لتكثيف العدد في وسط الملعب للسيطرة والاستحواذ·· ثم الانطلاق في الهجوم يمينا ويسارا خلف صالح الصقري وحسن معاذ· وسمحت الكثافة في وسط الملعب لمدافعي الوسط بعمل عمق دفاعي ظهر ذلك جليا في التغطيات، سواء من حيدر الو علي أوعادل عبدالعزيز أوراشد عبدالرحمن· وبهذا الاسلوب استدرك ميتسو عيوب خط الدفاع في المباريات السابقة وظهر واضحا ان اداء الأبيض الإماراتي في خط بياني متصاعد من مباراة لأخرى، ولعل خسارة مباراة الافتتاح امام عمان كانت الصدمة التي أفاقت الأبيض·· وجعلته ينطلق بدءا بمباراة اليمن، ثم الفوز الصعب والثمين على الكويت، ثم الفوز الاخير على السعودية، ويا له من فوز غال بكل المقاييس· رجل الأهداف الحاسمة بدأ إسماعيل مطر البطولة أقل من مستواه المعروف وتصاعد أداؤه من مباراة لأخرى وحسم اللقاءات بتسجيله الأهداف الحاسمة باحترافية عالية وفي اوقات حاسمة وهي سمة الهداف القدير· وتعتبر اللحظات الاخيرة من عمر أي مباراة اوقات حاسمة·· قد يتخلى المنافس دفاعيا عن التركيز وهذا ما حدث في مباراة الكويت·· هنا تظهر القدرة العالية على استغلال تلك اللحظات والتسجيل من خلالها·· حدث أمام الكويت وحدث أمام السعودية، وسجل اسماعـــيل هدفا غاليا ذهبيا في وقت حاسم تعذر معه على الأخضر التعويض، وهو رجل الحسم·· يمرر التمريرات الحاسمة·· ويسجل الأهداف الحاسمة· تغييرات ميتسو أشرك سبيت خاطر محل سالم خميس من بداية الشوط الثاني وهو تغيير تكرر في مباريات سابقة بإشراك سبيت خاطر في الشوط الثاني·· ودائما سبيت خاطر يحدث الفارق، واشرك خالد درويش بدلا من فيصل خليل، وكان هدفه هو استغلال مهارة خالد درويش في المحافظة على الكرة وتهدئة اللعب والمناورة بالكرة حتى يحتفظ الفريق بالاستحواذ في الاوقات الحرجة من المباراة· وقبل التغيير مباشرة اضاع فيصل خليل هدفاً من تمريرة اسماعيل مطر، ونجح ميتسو في تدارك الاخطاء الدفاعية، كما نجح في وضع الاستراتيجية الدفاعية المحكمة، وذلك بنجاح اللاعبين في تنفيذ الواجبات بروح عالية وارادة حديدية للكسب فاقت إرادة السعوديين· حذر الأخضر كان الأداء السعودي حذرا لدرجة المبالغة فكنت تشاهد بدر الحقباني وسعود كريري يرجعان للخلف لاستلام الكرات من أقدام المدافعين·· لذلك لم يكن للمدافعين دور هجومي اطلاقا مما قلل عدد اللاعبين في الهجمات، فكانت الغلبة والتفوق العددي في نصف ملعب الإمارات للأبيض· ولم يقم ظهيرا الجنب بالواجبات الهجومية على الأجناب وعمل العرضيات، كما استسلم المهاجمون للرقابة اللصيقة ولم نجد تكتيكات بديلة بتغيير المحلات أوالركنات الجانبية·· أواندفاع لاعبي الوسط للأمام· ولعب الفريق بايقاع واحد، وفي بعض الاحيان خاصة في الشوط الثاني ونشعر ان الفريق يرغب في الوصول الى الوقت الاضافي· ولم يكن هناك تناغم بين باكيتا ولاعبيه، وتشعر- وأنت تشاهد المباراة- بغياب تأثير المدرب على لاعبيه ولم يتدخل طوال المباراة لتغيير الأداء، واحتفظ بالبدلاء للوقت الاضافي، فكان الهدف الذهبي في الوقت الأصلي، وعدم استخدام البدلاء يفهم منه أنه يريد الحسم في الوقت الإضافي ولكن لم يتنبه ومعه مساعدوه لوجود التركيز في اللحظات الحرجة من عمر المباراة وهي الدقائق الاخيرة فكانت المساحة التي انطلق فيها اسماعيل واستلم التمريرة الامامية ثم تقدم وسجل، هذه الاوقات تستلزم من المدربين تنبيه اللاعبين اثناء المباراة بالحذر وعدم المجازفة·· خاصة أن نواياه الوصول بالمباراة للوقت الإضافي· اللاعبون السعوديون كانوا أقل من الإماراتيين اصرارا على الفوز ربما ثقة منهم ان الحسم يمكن ان يأتي في أي وقت· إن المقومات النفسية والإرادية لدى الأبيض الإماراتي كانت اقوى واوضح، والرغبة في الفوز تشاهدها في كل كرة مشتركة وفي وجه كل مشجع إماراتي· حاول السعوديون تغيير التشكيل في وسط الملعب، وذلك بتحرك عبده عطيف في الجناح الايسر، ودخول محمد الشلهوب في الوسط خلف رأسي الحربة لعل وعسى·· لكن ذلك لم يغير من الوضع شيء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©