الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفريق التاسع - محمد بن سيف الرحبي

28 يناير 2007 23:52
بطل جديد.. هي دورة اللاتوقعات·· وهي دورة المفاجآت والتصريحات الساخنة· خليجي 18 لا تكتفي بأنها الأقوى فنيا، والأكثر جماهيريا، بل تنحاز الى بطل جديد، كأنها ملت من الأسماء التي اعتادت الجلوس على عرشها الكروي في ختام كل بطولة، هذه المرة وصل اربعة فرسان الى الدور الثاني ثلاثة منهم لم يجربوا فرحة الاحساس بأنهم أبطال الكرة الخليجية، اقتربوا منها أكثر من مرة، وفي اللحظة التي يشعرون أنها بين أيديهم تهب العاصفة لتذهب بها الى الكويت أو السعودية أو قطر· كان يوما مثيرا في خليجي ،18 وكانت قمة الاثارة في آخر دقيقة من المباراتين، اسماعيل مطر يفرح عشرات الآلاف من الجماهير الاماراتية المحتشدة وراء منتخبها، ويذهل الأخضر السعودي بهدف أبكى عشاق هذا الفريق الذي جاء بثقة أنه بطل، ربما حتى قبل أن تبدأ البطولة، استحق الأبيض الفوز، ليس لأنه الأفضل انما لأنه قاتل من أجل اسعاد جماهيره الكبيرة، خاصة وأنه بدأ البطولة بخيبة أمل سرعان ما انتفض بعدها ليواصل انتصاراته· كان يوم السبت علامة بارزة في قصص الدورات الخليجية، أثبتت الكرة أنه لا أمان لها، رأسية بدر الميمني أفرحت شعبا وأبكت آخر، تماما مثلما فعلت قدم اسماعيل مطر· أمامي المشهد العماني الذي عايشته، كأن الناس كانت في سياراتها التي اندفعت في شوارع مسقط وكل ولاية عمانية فور اطلاق الحكم صافرة النهاية، اهتاجت الشوارع والتحفت السيارات بالأعلام· إن المشهد الكروي يحفز على الحيوية في أي مجتمع، هذا ما عشته في السلطنة، حتى أطفال القرى كانوا يزينون دراجاتهم الهوائية بالعلم العماني، وكل مدينة وقرية زينت منازل فيها باللون الأحمر· ربما تفجر الفرح في بعض الأحيان أكثر من اللازم، تحول الى شغب حطم واعتدى، وقتل أحيانا مع فورة حماسة سائقي السيارات للاستعراض، وكان من البديهي أن توجد الكرة مادة دسمة لخطباء الجمعة الذين انتقدوا بشدة ذلك الفرح الذي تصنعه الكرة، لكن هكذا هو التيار الكروي يمضي، مفاجئا وصادما! قلت سابقا أن الختام قد يكون من حيث كانت البداية، مواجهة بين الجارين الشقيقين عمان والامارات، فان فعلها الأبيض فهذا من باب الثأر (الكروي) مما حدث في المواجهة الأولى وان كانت الكلمة حمراء فانه تأكيد على أن المنتخب العماني استطاع أن يحرز الفوز في كل مبارياته، وأيا كانت وجهة الكأس الخليجية فان الجميع فائز في العرس الخليجي الكبير، لا أقول هذا من باب الكلام المنمق، لكنه الاحساس بأن البيت الخليجي الكبير قد يتحمس بقوة لهذه الكرة، انما هناك ثوابت هي التي ستبقى، فيما ستتدحرج الكرة آخذة معها نشوة الانتصار ومرارة الهزيمة، لأنها وقتية وستذهب في معركة الحياة الأهم الى أدراج التاريخ، لتكون ماضيا جميلا، لكنه يحتاج دوما الى مواصلة زرع الفرحة·· في كل زمان·· وكل مكان· اقتربت لحظة اسدال الستار، وبقي الفارسان اللذان نظر اليهما على أنهما من المجموعة ''المرتاحة''، خرج فارسا مجموعة ''الموت'' بهدف في مرمى كل واحد منهما، وكان الأجمل في أن الحلم بالفوز بقي حتى آخر لحظة قائما· هنيئا لعشاق الأبيض هذا الانجاز الجميل، لتبقى حماسة الجماهير قائمة حتى اللحظة الأخيرة في خليجي ،18 وهنيئا للأحمر العماني هذا التأكيد على أن ما حصل في الدوحة ليس مجرد نزوة كروية، بل سير نحو الامام· ولتبق الأحلام بالحصول على أول كأس خليجي مؤجل حتى الختام، ومبروك مقدما للبطل الجديد· عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©