السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفية·· تحمل أحلام القرى البدوية إلى شعوب الغرب

صفية·· تحمل أحلام القرى البدوية إلى شعوب الغرب
13 مارس 2009 00:34
عندما كان عمر ''صفية سلطان الساحب'' 9 سنوات حصلت على درجة كاملة في حصص التربية الفنية والأشغال اليدوية، فهي التي أحبت الرسم منذ كانت في الصف الثاني الابتدائي، وكانت أمها قبل أن تتوفى تدخلها إلى المطبخ كي تتخرج طاهية ماهرة، وحين كانت الأم تفصل وتحيك أو تخيط ملابس الأسرة، كانت تصر على أن تجلس صفية الى جوارها· تقول صفية كأن أمها تستشرف المستقبل وتخشى على ابنتها من غدر الزمن، أو أن تتركها دون حرفة أو دون أن تكون ربة منزل ماهرة، وفي ذات الوقت كان والدها الغواص الذي ترجل عن ظهر السفينة ليعمل ضمن الفرق التي شاركت في سباقات التجديف في نهاية السبعينات وفترة الثمانينات، يجلسها إلى جانبه لتشاهد قطع ليف النخل الطبيعي وهو يحولها إلى حبال· ضمن تلك البيئة العاملة والكادحة من أجل العيش دون الحاجة للغير نشأت صفية، وعندما بلغت 13 عاماً أصبحت ربة منزل ماهرة وحرفية تعشق الخياطة والتطريز، وتعطف على كفي والدها اللتين أصبحتا أخشن من حبال ليف النخل، ولكنها تعلمت منه ومن أمها ما جعلها فيما بعد تصبح مشهورة، وفي تلك السن زفت صفية إلى زوج العمر الذي قضت معه 25 عاماً، وأنجبت منه خمسة أبناء، ولكن الوالدين توفيا بعد أن زودا صفية بما ينفعها وينفع أسرتها· خلال السنوات الأولى للزواج توقفت عن إكمال دراستها، ولكنها لم تتوقف عن الإلحاح على زوجها من أجل أن تكمل، وعندما وافق سجلت في مراكز تعليم الكبار، وكانت تقوم بكل أعمال المنزل وتربي أبناءها وتخدم زوجها وتبتكر العرائس والبيوت الخاصة باللعب، وفي ذات الوقت كانت تكمل دراستها حتى استطاعت أن تنهي المرحلة الثانوية وهي التي تركت الدراسة بعد نهاية المرحلة الابتدائية· خلال انتظامها في فصول تعليم الكبار كانت صفية تصنع المستلزمات المنزلية المجملة بالألوان، مثل علب المحارم والمفارش وغيرها مما يحتاج المنزل من إكسسوارات، وكانت تقول إن المعلمات والسيدات يشترين منها، وفي ذات الوقت ذاع صيتها· انضمت صفية التي تعرف بــ ''أم إبراهيم '' إلى مركز التنمية الاجتماعية في أم القيوين، وبدأت في استغلال موهبتها التي بدأتها منذ كانت طفلة تصنع الألعاب لنفسها مثل العرائس والمسكن والأدوات الخاصة بها، وأصبح المركز يعرض منتجات صفية خلال المعرض· بدأت بعد ذلك مرحلة جديدة من حياة صفية وتلك النماذج المصغرة للأدوات التراثية التي تعكس ماضي الإمارات، حين أصبحت المعلمات في المدارس يلجأن إليها لتصنع لهن نماذج تعرض كوسائل تعليمية، ومنها ما يصنع للمناسبات مثل أسبوع المرور ويوم التشجير ويوم المعلم وغير ذلك من المناسبات· من أهم الفرص التي حصلت عليها اتفاقيات مع بعض التجار الذين يبيعون المنتجات التذكارية للسياح، وقد أصبحت تصنع وتسوق الخيمة والعريش ونموذجا مجسما للبئر و''الكاجوجة'' تلك الأداة البدائية التي كانت تستخدم لحبك الخيوط لتصبح قطعاً من ضروريات التطريز قديماً· عندما كانت تستقبل فرحة تخرج أول أبنائها من الجامعة وحصوله على عمل، كانت تستقبل فرحة اقتناء السياح لمنتجاتها وسفر تلك المنتجات إلى دول أوروبا وأميركا، لتكون إحدى السيدات القلائل في الإمارات ممن استطعن أن يتركن أثراً جميلاً للتراث الإماراتي من خلال تلك المجسمات لدى شعوب العالم· أصبحت صفية اليوم تنتج مجسمات لقرى كاملة تعكس البيئة البدوية أو الجبلية، كما أصبحت تنمنم البيئة البحرية من خلال مجسمات مصغرة تحمل كل ما له علاقة بالبحر، ويستطيع أن تقوم صفية بإنتاج تلك المجسمات لتعرضها كمشروع سواء للعاملين في مجال التربية أو في مجال التراث والتسويق التجاري ولقطاع السياحة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©