الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خريطة طريق إعلامية

خريطة طريق إعلامية
17 فبراير 2010 20:19
بداية، لا بد من القول إنني توقعت أن أجد في تقرير “نظرة على الإعلام العربي 2009 – 2013: تحفيز المحتوى المحلي” الذي أعده نادي دبي للصحافة، قراءة لواقع الإعلام العربي بشكل عام: مشكلاته، تحدياته، منسوب الحرية في المعالجات السياسية والاجتماعية، مدى الحرفية أو المهنية في هذه الصناعة، الدور المطلوب من الإعلام في المستقبل، وغيرها من القضايا التي غالباً ما تفتح شهية الصحفي عندما تنفتح سيرة الإعلام العربي، لكن التقرير فضل أن يخيب أملي ويترك هذه القضايا والمسائل الخلافية، ويمَّم وجهه شطر الإعلام الرقمي ومحتواه ومستويات نموه وآفاقه المستقبلية.. مع ذلك سرعان ما تبخر الشعور بالخيبة حين بدأت الأرقام تتوالى والإحصائيات تبوح بأسرار كثيرة ستحظى، في ظني، باهتمام من يحبون الاحتكام الى العلم ولغته في معالجة الشأن الإعلامي. سوف تشهد جميع قطاعات صناعة الإعلام نمواً واضحاً على مدى السنوات الخمس المقبلة، ومن شأن التطورات الحاصلة في عملية إنتاج المحتوى المحلي عبر مختلف المنصات الإعلامية أن تساعد على دفع عجلة النمو في قيمة المحتوى المحلي العربي مستقبلاً. وخلافاً لمعظم الأسواق العالمية، يحتفظ قطاع الإعلام المطبوع في المنطقة العربية بموقع راسخ، حيث واصل تحقيق معدلات نمو على صعيد عدد العناوين وحجم التوزيع خلال السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من التباطؤ المتوقع في معدل نمو قطاع الإعلام المطبوع، فإنه لا يزال أكثر مرونة مما هو عليه في الأسواق الأخرى. أما شبكة الإنترنت التي بدأت تأخذ مكانها كمنصة صالحة لمتابعة الأخبار فقد بدأت التأثير على الصحف التقليدية في المنطقة، مما دفع معظم المؤسسات لاستخدام هذه الشبكة لعرض نسخة من منشوراتها المطبوعة... هكذا بدت صورة الإعلام الرقمي العربي في التقرير، وهو الإصدار الثالث والأخير من التقرير الإعلامي الشامل حول الأوضاع الراهنة والمستقبلية لصناعة الإعلام. ورب سائل يسأل: من أين لمعدّي التقرير كل هذا التفاؤل حول مستقبل الإعلام الرقمي العربي في ظل ما نقرأه من إحصائيات ومؤشرات تؤكد ضآلة مساهمة هذا الإعلام في الخريطة الإعلامية العامة؟ الإجابة معلنة في ثنايا التقرير الذي اعتمد على مصادر عالمية وعربية لدراسة واقع الإعلام في 15 دولة عربية (البحرين، مصر، الأردن، الكويت، لبنان، المغرب، سلطنة عمان، فلسطين، قطر، المملكة العربية السعودية، سوريا، السودان، تونس، الإمارات العربية المتحدة، واليمن) مع إجراء دراسة حالة متخصصة على أربع دول هي (مصر ولبنان والسعودية والإمارات)، علاوة على إجراء نحو 125 مقابلة مع ممثلي المؤسسات الإعلامية في البلدان التي غطاها التقرير. ويسمح لنا حجم العينة والشمولية التي تتسم بها، والتعددية في المصادر، أن نتوقع نتائج شبه دقيقة وخلاصات أكثر موثوقية. صورة عامة يقدم التقرير تحليلاً شاملاً للمشهد الإعلامي عبر مختلف المنصات الإعلامية، ويخبرنا أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت سلباً على صناعة الإعلام الإقليمي مع ذلك، يتحدث التقرير في أجزائه الثلاثة بلهجة تفاؤلية، ويتوقع أن تتعافى المنطقة العربية بشكل أسرع من الكثير من الأسواق الأخرى، ومع نسبة نمو تصل إلى 10? في عام 1010، ومع استمرار معدل النمو هذا حتى عام 2013 يتوقع أن يسترجع الاقتصاد العربي موقعه، وبالتالي أن يتجاوز قطاع الإعلام الإقليمي مستوياته ما قبل الأزمة في عام 2008 بحلول عام 2011 أي قبل سنتين من التعافي العالمي. أما كلمة السر في هذه النظرة المتفائلة فتكمن في تفاؤل اللاعبين الأساسيين في الحقل الإعلامي (?85 من الخبراء الإعلاميين عبروا عن شعور إيجابي إزاء آفاق صناعة الإعلام في عام 2010)، ناهيك عن توقعات نمو قطاع الإنترنت بمعدل سنوي مركب عال يبلغ ?50 تقريباً خلال الفترة نفسها ليشكل ما يزيد على 4? من إجمالي سوق الإعلان بحلول عام 2013. ويبدو أن معدي التقرير يراهنون على جملة عوامل تبرر هذا التفاؤل منها أن المجتمعات العربية مجتمعات شابة (%55 من السكان تحت سن 25 عاماً)، ويتوقعون أن تساهم هذه الفئة في دفع نمو الإعلام الرقمي، أما العامل الثاني فهو الرهان على إمكانية التعلم من الإخفاقات والنجاحات التي تحققت في السوق الإعلامي في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا. “السيد”.. الإعلان يطمح نادي دبي للصحافة، حسب منى المري رئيس النادي، “لأن تشكل الرؤى والتحليلات والبيانات والتوقعات التي يتضمنها هذا التقرير أحد المصادر الموثوقة لأصحاب وإدارات المؤسسات الإعلامية، والخبراء، وصانعي السياسات، والصحفيين، والطلبة، وأفرادِ الجمهور بصورةٍ عامة”. والحق أن هذا الطموح في محله، فالتقرير مهم جداً لكل من يشاركون في صناعة الإعلام والإعلان ولرجال المال والأعمال والخبراء الاستراتيجيين والمسؤولين في قطاعات الاتصالات، وهو يرسم “خريطة طريق” لمستقبل صناعة الإعلام في المنطقة. لكن التقرير يمكن أن يترجم عملياً أفضل ترجمة على صعيد الاقتصاد، لأنه يفيد الاقتصاديين ورجال المال بالدرجة الأولى، ويقدم لهم خدمة ممتازة ومسنودة بالأرقام والإحصاءات والجداول البيانية. ويهبهم مجاناً دراسة جدوى معمقة غالباً ما تكلف بيوتات الخبرة مبالغ باهظة. ولسبب ما حظي الإعلان باهتمام واسع جداً في التقرير حتى ليكاد التقرير أن يكون دراسة في اقتصاديات الإعلام في المنطقة العربية (المقصود بهذا المصطلح كما ورد في التقرير هو مجموعة الدول المستهدفة أو المبحوثة) خاصة أنه حرص على إجراء مقارنات مع الأسواق العالمية. علاوة على التركيز وإجراء دراسات حالة على دول مؤثرة على هذا الصعيد (مصر، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة)، وتقييم الفرص المتاحة لتحفيز صناعة المحتوى المحلي والاستفادة منها. وما دمنا بصدد الإعلان، وهو السيد الذي حظي بالحصة الكبرى من الاهتمام، فلا بأس من إيراد بعض الحقائق والإحصاءات والأرقام الدالة، حيث يؤكد التقرير تراجع إيرادات الإعلانات في المنطقة العربية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، بعد أن كانت هذه المنطقة الأكثر نموا في العالم من حيث إيرادات الإعلان قبل الأزمة. ويتوقع التقرير عودة الإيرادات الى ما كانت عليه قبل عام 2011. ولأن عائدات الإعلان في المنطقة العربية إجمالاً منخفضة جدا ونصيب الفرد من الإنفاق الإعلاني لا يزال واحدا من أدنى المعدلات في العالم (22 دولارا أميركيا للفرد الواحد مقابل 462 في أميركا الشمالية و273 في أوروبا الغربية و68 في وسط وشرق أوروبا و63 في آسيا الباسفيك) فإن التراجع الذي حصل مؤخراً فاقم من وضع القطاع. رغم ذلك يتوقع التقرير أن تنمو صناعة الإعلام في جميع الدول العربية مع حدوث اختلافات طفيفة، بمرور الوقت. الإعلام المطبوع تشير الحقائق إلى أن الإعلام المطبوع في المنطقة العربية لا يعاني فقط من الآثار العميقة للأزمة العالمية بل من النظم المتشددة أيضاً. وكما في أسواق اخرى تم اغلاق العديد من الصحف العربية (صحيفة “أصوات” الكويتية و”البديل” المصرية، و”الصباحية” و”الصدى” المغربيتان، و”ديلي ستار” اللبنانية وهي الصحيفة الوحيدة التي تصدر بالانجليزية في لبنان التي أغلقت ثم أعيد فتحها وما تزال تواجه مستقبلا غامضا). الى ذلك حدث ترشيد للإنتاج في بعض الصحف العربية مثل “سفن ديز” الإماراتية التي قررت اغلاق مطبوعتها ليوم الجمعة في محاولة منها لتعزيز الكفاءة، فيما انتقلت بعض الصحف الى النشر عبر الانترنت فقط والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية (“المجلة” السعودية و”سوبر” الإماراتية). كما شهدت المنطقة حالات دمج بين وسائل إعلام مختلفة، وحالات محدودة لتسريح الموظفين مقارنة بالأسواق الأخرى. المدهش في الأمر، أن التقرير يؤكد أن قطاع الإعلام المطبوع في المنطقة العربية تعامل مع الأزمة بشكل افضل منه في الأسواق الأخرى، ويشير إلى أن ?65 ممن شملتهم الدراسة أبدوا شعوراً إيجابيا لما ستؤول إليه أوضاع القطاع عام 2010، في حين قال 23 ? منهم إن الأمور ستبقى على ما هي عليه. ومع أملنا بأن يتحقق أملهم هذا، إلا أن الأرقام تقول إن الصحف في كافة انحاء العالم واجهت صعوبات كبيرة بسبب انخفاض معدل الإنفاق الإعلاني نتيجة للازمة الاقتصادية، الأكثر من ذلك أن هذا ترافق مع انخفاض في معدلات التوزيع المدفوع وارتفاع التكاليف. وفيما يبدو المشهد قاتما على الصعيد العالمي حيث يشهد عدد الصحف في الولايات المتحدة انخفاضا مستمرا منذ عام 2004، وكذلك في غير دولة أوروبية، يتوقع التقرير نمو توزيع الصحف اليومية في المنطقة العربية خلال السنوات الخمس المقبلة، ولو بوتيرة أبطأ من ذي قبل. أما النشر المجاني في معظم دول العالم فقد تعرض لضرر أشد من باقي القطاعات الصحفية التقليدية، لكن سوق الإمارات تعد حالة مثيرة للاهتمام، اذ تشكل الصحف اليومية المجانية نسبة معتبرة من إجمالي التوزيع (?25) رغم حصول نمو محدود للتوزيع. وأما على صعيد شبكة الإنترنت فيذكر التقرير أنها لا تشكل منافساً للإعلام المطبوع رغم أن نسبة قراء الأخبار عبر الشبكة بلغت ?40 من إجمالي قراء الأخبار عام 2009. كذلك الأمر بالنسبة للمدونات التي تكتسب شعبية متزايدة في المنطقة العربية لأنها توفر حرية التعبير، حيث ذكر ?80 من خبراء الإعلام أنهم لا يشعرون بخطر من المدونين. ويشير التقرير الى أن المزيد من الفوائد ستحقق لهذا القطاع الاعلامي عن طريق تعزيز عمليات المراجعة والتدقيق لمعدلات التوزيع وهو الأمر الذي بدأت به بعض الدول بالفعل. الفضاء.. وأطباقه يبدو قطاع البث التلفزيوني العربي فريداً من نوعه لدى مقارنته مع قطاعات البث التلفزيوني في العالم، ويعزو التقرير ذلك الى انتشار جماهيره في منطقة تمتد على مساحة 7.5 مليون كيلو متر مربع، يعيش فيها ما يزيد على 250 مليون نسمة. وتطغى على قطاع البث في الراهن صيغ البث المجاني مع وجود ما يزيد على 600 قناة فضائية مجانية تبث عبر الأقمار الصناعية. وترتفع معدلات مشاهدة قنوات البث الفضائية في المنطقة خاصة في المشرق العربي في حين تعتبر القنوات الأرضية النمط الأكثر شيوعا في دول شمال افريقيا. بينما تشاهد القنوات الفضائية المشفرة والمدفوعة الأجر في بعض دول الخليج العربي على نطاق واسع خاصة في الإمارات، وتصل عائداتها الى ?30 من إجمالي عائدات البث التلفزيوني. ويلاحظ التقرير تدني معدلات انتشار القنوات المشفرة في المنطقة العربية، والتي تتمتع بنسبة بث فضائي مجاني أعلى بكثير من باقي دول العالم حيث تستطيع ?95 من المنازل التقاط البث المجاني، كما أن ?70 من عوائد التلفزيون تأتي من الإعلانات. وتراوحت هذه العائدات في حدود 1.5 مليون دولار اميركي في عام 2009 وهي عوائد قليلة بالقياس الى حجم السكان الذي يضاهي السوق الأميركية التي بلغت عائداتها 53 مليار دولار في العام نفسه. أما على صعيد المحتوى فيتميز بالتنوع حيث معظم القنوات ذات محتوى عام مع تزايد للقنوات المتخصصة. ويشتمل التقرير في جزئه هذا على عدد من الجداول المهمة والأرقام الأكثر أهمية للمعلنين والمعنيين بالإعلان التلفزيوني، ويؤشر على الشركات والمؤسسات الكبرى التي تتقاسم سوق الإعلان، وعلى ارتفاع الاستثمارات، في مجال الإنتاج التلفزيوني، في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، علاوة على أن القنوات التلفزيونية بدأت تستهدف وبشكل متزايد المحتوى المنتج في دول خليجية مجاورة لتوسيع نطاق الوصول إلى أعداد أكبر من الجمهور. الانترنت والهاتف النقال يعد الإعلام عبر الانترنت وتأثيره على أشكال الإعلام التقليدية واحدا من اكثر التغيرات الدراماتيكية التي تركت اثرها في صناعة الإعلام حول العالم. ورغم أن قطاع الانترنت في المنطقة العربية يعد متأخراً عن بعض الأسواق الأخرى بعدة سنوات، الا انه آخذ في الانتشار مدفوعا بالنسبة العالية من الشباب في المنطقة. وفي حين تبدو شركات عدة أنها تختبر البث عبر الانترنت، فإن العروض المقدمة من قبل المواقع العربية لها فرصة كبيرة للتطور. ويضرب التقرير مثلا على ذلك في أن ?85 من الصحف العربية موضع الدراسة تنشر نسخة الكترونية، لكن 2 ? فقط من عائد إعلاناتها يأتي عبر الانترنت. ويعد انتشار الانترنت عريض النطاق في المنطقة العربية ضعيفا (?21) غير أن مجال الانتشار متفاوت جداً، حيث يبلغ من صفر الى واحد في المائة في (سوريا والسودان) ويصل الى ?84 في قطر. وهنا أيضاً، يتوقع التقرير المزيد من الانتشار لخدمة الانترنت عريض النطاق في كل الدول العربية بشكل مواز لنمو صناعة الإعلام في المنطقة، وسيكون النمو مدفوعاً بشكل أساسي من قبل مصر والمملكة العربية السعودية اللتين ستشكلان معاً ?70 من اشتراكات الانترنت عريض النطاق بحلول عام 2013. الأمر الذي سيؤدي الى تطورات هامة في صناعة، وبالأخص في مجالات الاعلان عبر الانترنت، وشبكات الإعلام الاجتماعي، وتطبيقات الهاتف النقال. وثمة منافسة محمومة تجري على الشبكة بين اللاعبين العالميين، وتسيطر البوابات الالكترونية العملاقة على فضاء الانترنت (ياهو، جوجل، ام. س. ان)، والتي تأتي ضمن المواقع العشرة الأولى في العالم وفي المنطقة العربية، مع أن بعض المواقع المحلية العربية مثل مكتوب تصعد تدريجياً ضمن اللائحة، خاصة منذ عملية الاندماج مع ياهو. ويلاحظ التقرير أن شبكات الإعلام الاجتماعية انتشرت انتشارا واسعا في المنطقة العربية. ويشير الى أن موقع “الفيسبوك” اكثر المواقع شعبية، وأن “تويتر” شكل ظاهرة كبرى في قطاع الإعلام الاجتماعي ليصبح اكثر المواقع شعبية في المنطقة العربية وفي العالم، وقد بدأت بعض المؤسسات العربية الإعلامية بتبني هذا الموقع من خلال التفاعل مع المستخدمين. الاستهلاك الإعلامي من أبرز وأهم ما في التقرير، تلك البحوث المعمقة التي تناولت أنماط الاستهلاك الإعلامي في أربع أسواق عربية رئيسية هي: مصر، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. ومما يذكره التقرير أن تكلفة ساعة من المحتوى الأصلي على القنوات الأولى في المملكة المتحدة تساوي مرتين إلى أربع مرات متوسط تكلفة مسلسل عربي يبث على القنوات الخمس عشرة الأولى في المنطقة العربية. ويقترح التقرير أدوات لتحرير قيمة المحتوى المحلي في المنطقة من خلال مواجهة التحديات المتعلقة بتحقيق عائد مادي من المحتوى، والتمويل، والمواهب، والقوانين الحكومية، وتعزيز التكنولوجيا. وسيكون حل القضايا الرئيسية التي تمثلها هذه المجالات عاملاً حاسماً في تطوير محتوى محلي متميز ومستدام في المنطقة. كما يقدم التقرير معلومات قيّمة حول تصورات واستهلاك المحتوى الإعلامي في المنطقة، فعلى سبيل المثال، 59 ? من الجهات المعنية أبدت تفاؤلها حيال مستقبل قطاع الإعلام في المنطقة خلال عام 2010 ، وذلك على الرغم من تأثيرات الأزمة. وجاءت نتائج أبحاث السوق لتظهر أن أكثر من ?60 من الذين استطلعت أراؤهم يفضلون تصفح المواقع الإلكترونية العربية، و80 ? يفضلون مشاهدة القنوات التلفزيونية العربية، الأمر الذي يكذّب المخاوف من حدوث غزو لوسائل الإعلام الأجنبية في الدول العربية. يتوقع أن تحقق النمو الأعلى خليجياً في 2012 الإمارات.. الأقوى في سوق الإعلان تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بمعدل دخل فردي عال، هو الثاني بعد قطر في المنطقة العربية، وتضم أكبر عدد من المناطق الإعلامية الحرة في المنطقة العربية. وكان نمو السوق الإعلاني في الإمارات هو الأقوى في عام 2008، بمعدل فاق %45، في حين كان انكماشه عام 2009 هو الأكبر أيضا بنسبة تفوق %35. وفي الوقت الذي سيبدأ فيه الاقتصاد الإماراتي بالتعافي من آثار الأزمة الاقتصادية، فإننا نتوقع، كما يقول التقرير، تعافي سوق الإعلان أيضاً، وأن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 11% خلال فترة الدراسة، وهو أحد أعلى المعدلات في منطقة الخليج من 784 مليون دولار عام 2009 إلى 1.2 مليار دولار تقريبا بنهاية 2012. ويقدر معدو التقرير أن سوق الإعلان في التلفزيون المحلي البالغة نحو 32 مليون دولار عام 2009، تشكل فقط حوالي %4 من إجمالي الإنفاق الإعلاني. وينوه التقرير إلى أنه “في عام 2009 كانت هناك 13 محطة تلفزيونية أرضية في دولة الإمارات معظمها تبث بالعربية، وهو ثاني أكبر عدد من القنوات الأرضية في المنطقة العربية. ومن المبادرات المهمة في الدولة، قيام المجلس الوطني للإعلام وهيئة تنظيم الاتصالات في الدولة عام 2009 بإطلاق مبادرة لتشكيل نظام أوتوماتيكي لقياس جمهور التلفزيون، في محاولة لتزويد المعلنين بعائدات أكثر قابلية للقياس. ويتركز الإعلان في قطاع الصحافة المطبوعة (الصحف والمجلات) التي تحظى بنصيب الأسد، وتستحوذ على %90 تقريبا من إجمالي الإنفاق الإعلاني، وينقسم باقي السوق بين الأشكال الإعلامية. وقد تأثر الإعلام المطبوع بالأزمة العالمية مثل باقي القطاعات، حيث أغلقت “العالم” و mk nasha gazetta وتوقفت النشرة اليومية المجانية الصادرة بالإنجليزية “سفن ديز” عن نشر نسختها ليوم الجمعة عام 2009. وفي مجال استهلاك التلفزيون، تعكس تفضيلات سكان الإمارات التنوع السكاني للبلاد. إذ تعد الأخبار والرياضة من الأنواع المفضلة بشكل عام، وفيما تعد الرياضة أكثر شعبية بين المواطنين، يشكل المغتربون نسبة أكبر من مشاهدي الأخبار، أما البرامج الترفيهية العامة فتفضلها النساء وخاصة المغتربات الآسيويات. وحسب التقرير، تتصدر قنوات MBC لائحة أكثر القنوات شعبية في الإمارات، كما صنفت قناة أبوظبي الأولى ضمن قائمة القنوات المفضلة. ويشير التقرير إلى أن قناة mbc2 هي القناة الوحيدة التي تجمع بين جميع الجنسيات. ورغم أن قرابة 50 % من المشاركين قالوا إنهم غير مشتركين في البث المشفر، فإن الانتشار الفعلي للبث المشفر في الإمارات يصل إلى %72 وهو الأعلى في المنطقة، وتشير الأبحاث إلى أن شبكة أوربت - شوتايم لها نسبة أكبر من إجمالي الاشتراكات مقارنة مع ART. ويتوقع التقرير خلال فترة الدراسة أن يحافظ الإعلان في قطاع التلفزيون على حصته البالغة 4 % من إجمالي الإنفاق الإعلاني، وأن ينمو بمعدل 7 % بين عامي 2009 و2013، ومع منح هيئة تنظيم الاتصالات في دولة الإمارات لأول خدمة بث تلفزيوني عبر الهاتف النقال في المنطقة ونشر “اتصالات”، وهي شركة الاتصالات الرئيسية لخدمة البث التلفزيوني عبر الإنترنت عن طريق شبكة الألياف البصرية، يتوقع لأشكال إعلامية جديدة بالظهور، لكن نموها “لن يكون بالقدر الكافي لجذب أموال الإعلان بعيداً عن القنوات التلفزيونية التي تبث عبر العالم العربي”. وعليه، يقدر معدو التقرير أن “الإعلان عبر الإنترنت قد نما بما يقارب 70 ? عام 2009، ليشكل حوالي 2.5 % من إجمالي الإنفاق الإعلاني، ومع بلوغ انتشار خدمات النطاق العريض نسبة 70 % عام 2009، وهي أحد أعلى المعدلات في المنطقة، فإننا نعتقد أن الإنترنت ستشكل الوسيلة المفضلة للمعلنين”. كما يتوقع التقرير نمو قطاع الإنترنت بقوة في الدولة، بمعدل نمو سنوي مركب يقرب من 40 %، وأن تزيد حصته من إجمالي الإنفاق الإعلاني لتبلغ حوالي 6 % عام 2013. ويقضي %35 من مستخدمي الإنترنت في الإمارات أكثر من ساعتين باستخدامها، وكمعدل يقضي المستهلكون في الإمارات 2.7 ساعات على الإنترنت، أي أكثر من الوقت الذي يقضونه لمشاهدة التلفاز (ساعتين يومياً خلال أيام الأسبوع).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©