دراما الشهد والدموع أضاءت مسرح الأحداث ولونت المشهد الرياضي على استاد محمد بن زايد أمس الأول·· اختلط الرقص بالبكاء، واللوم بالثناء، والنصر بالرثاء، وتبلل النجيل الأخضر بعرق شقيقين في صراع شريف أنهاه الشقيق الأبيض بهطول ''المطر'' فارتفع نخيل النصر يدوي في الثواني القاتلة من لقاء الإمارات والسعودية في قبل نهائي النسخة الثامنة عشرة من كأس الخليج لكرة القدم وانطلقت دراما ''الشهد والدموع'' فور أن تحركت قدما المهاجم اسماعيل مطر صوب الساحرة المستديرة في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع لترسم لوحة النصر والصعود، وتنقلب الدنيا إلى فرح كبير ودمع غزير·
وبين دموع الأخضر التي بللت نجيل الملعب ودموع الفرح التي رقصت في غرفة خلع ملابس المنتخب الإماراتي، ارتسمت المفارقة، واصطادت كاميرات الفضائيات الكثير من المشاهد التي لا تنسى·· ووسط الرقص والغناء والبكاء كان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة أول المهنئين، فشق طريقه نحو ''العرس الأبيض'' وتوجه إلى الأبطال في غرفة تبديل الملابس، فصافحهم فرداً فرداً، وهنأهم جميعاً، وخص اسماعيل مطر ''صانع الفرح'' بعناق خاص وأخذ يربت على كتفه مهنئاً ومشجعاً، ولاحقته كاميرات قناة دبي الرياضية ليسجل شهادته في لحظة نادرة بكلام من القلب·
قال سمو الشيخ منصور: لقد ''بيضوا الوجه''·· هذه الجماهير التي حضرت والشباب الذين كافحوا استحقوا التحية·· كان الأداء مميزاً ورجولياً وأثبت الأبيض الإماراتي أنه على قدر المسؤولية وبحجم نهائي العرس الخليجي الذي يشهد مواجهة مكررة أمام المنتخب العماني والذي لم يحالفنا الحظ معه في المواجهة الأولى، لكننا ندخل هذه المرة في ظل معطيات جديدة ومناخ مختلف وظروف ليست مكررة·· أشكر الجماهير الوفية التي عبرت عن ولائها لبلادها وشجعت من القلب وقادت الفريق للنصر، وأشكر اللاعبين الذين كانوا خير سفير لشعب الإمارات، و''هاردلك'' للفريق السعودي العريق وأقول له: لقد أديت مباراة طيبة وكافحت وقدمت كرة جميلة ولم يحالفك الحظ·
وقال يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة: لقد قام الفريق وجهازه الفني بعمل رائع·· كان للفريق شخصية واضحة على أرض الملعب وكلي ثقة في أنه قادر على تقديم الأفضل في اللقاء النهائي ليكون ختامها مسكاً بإذن الله·· نحن قدمنا للفريق كل الدعم الإداري الممكن وتبقى المهمة معلقة بأقدام اللاعبين وفكر جهازهم الفني·· وفي تصريحات سريعة من القلب تحدث النجوم: قال اسماعيل مطر هداف الدورة وصانع انتصارات الأبيض أحمد الله أن وفقني في الهدف وهو ليس جهدي بمفردي وإنما هو ترجمة لجهد الفريق كله·· الحمد لله وأعد وزملائي بتقديم عرض أقوى في المباراة النهائية وقد صرنا على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم الكرة الإماراتية ولن نضيع الفرصة·
ولم يستطع المهاجم فيصل خليل أن يتحدث عندما واجهته الكاميرات أخفى وجهه بين يديه مبللاً بالدموع واكتفى بالقول: لا أستطيع الحديث المشاعر أكبر من الكلام·· لا أدري ماذا أقول!
وقال هلال سعيد: الحمد لله أهم شيء إننا أسعدنا ذلك الجمهور ولم نخيب آماله ونعده بفرحة أكبر بإذن الله·· وقال ماجد ناصر حارس الأبيض المتألق: نحمد الله على النتيجة الطيبة ونعد الجمهور بالمزيد في المباراة النهائية·· لقد كنت جاهزاً لضربات الجزاء الترجيحية وكنت أظنها آتية لا محالة حيث ظل التعادل مسيطراً وكان فريقي كله جاهزاً للوقت الإضافي و هومستعد لأن يلعب 190 دقيقة وليس 90 دقيقة فقط·
وقال عبدالرحيم جمعة إن التهنئة الأكبر يستحقها جمهور الإمارات الذي ساندنا وكان وقودنا للفوز ولم يهدأ عن التشجيع لحظة حتى صادفنا التوفيق بهدف اسماعيل مطر·· ونعد الجمهور بفرحة أكبر في النهائي بإذن الله·· وقال راشد عبدالرحمن لم نرد هذه الجماهير العظيمة ولم نخيب آمالها وأقول لكم: مسّاكم الله بألف خير والهدية الكبيرة في النهائي وقال عادل عبدالعزيز: الحمد لله نهدي الفوز إلى صاحب السمو رئيس الدولة وصاحب السمو نائب رئيس الدولة وجميع المسؤولين وإلى شعب الإمارات·· لقد كافحنا واجتهدنا ولكل مجتهد نصيب·
عدد اليوم
