الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مي كتبي: أنا صوت النساء

مي كتبي: أنا صوت النساء
17 فبراير 2010 20:20
لا يمكن للحداثة أن تكون ناضجة دون وعي خاص بالتراث، لا يمكن أن نحقق حداثتنا الأدبية والخاصة دون أن تكون هنالك أنقاض عميقة نستند على تجذرها داخلنا، ومن موروث أدبي ظل يقدم إبداعاته زمناً طويلاً.. من هنا تنطلق الشاعرة السعودية مي كتبي في رحلتها مع الكتابة ومع كائن الشعر بالأخص. تبتكر في رحلتها مع الشعر تشكلاً تجديدياً وصياغة حديثة دوماً، وتكتب من هناك، من عزلتها، قصائد تحاكي بها الإنسان في غربته والمرأة في قضاياها وعالمها.. لا تكتفي بالورقي (الكتاب) بل تخوض تجربة الشعر/ الفيديو أو ما يعرف (بالفيديو آرت) لإيمانها أن الشعر لابد وأن يقدم الآن في شكل جديد لقارئ بات يدرك أهمية هذا التشكيل البصري في حياته وثقافته. قبل أيام أطلقت مي كتبي ديوانها الشعري الجديد تحت عنوان “عاشقات” وهي ليست المجموعة الشعرية الأولى لها بل سبقها “ثريا” و”همسات حائرة”. عملت مي كتبي كرئيسة تحرير لمجلة “عربيات” وكتبت في عدد من الصحف والمجلات العربية، وحاليا انشأت بالشراكة مؤسسة “إم كي إن تالنتس”. تقول مي عن ديوان “عاشقات” الذي صدر مقروءاً ومسموعاً من خلال (سي دي) مرافق للكتاب: إن هذا الديوان يضم القصائد بصوتي وبخلفية موسيقية حسب رؤية جديدة، لأنني شغوفة بالموسيقى أولا فأنا أكتب الشعر على أنغام الموسيقى دوما، وأيضا أحببت أن أقدم شيئا جديدا في طريقة تلقي قصائدي مع القارئ برؤية جديدة وأسلوب مغاير. ديوانيات النساء - ماذا عن عوالم “عاشقات” الشعرية وقضاياه التي يتحدث عنها؟ - هذا الديوان يعنى بالمرأة، بمشاعر المرأة المختبئة في قلبها وروحها ووجدانها، والتي لا تستطيع أن تعبر عنها عادة بشكل واضح أو جريء.. وقد كان حلمي أن أصدر هذا الديوان منذ عشرة أعوام. - وماذا عن تسمية (ديوان العاشقات) هذا العنوان المتفرع من العنوان الرئيسي “عاشقات”؟ - لم أكن أقصد أن يكون ذلك المسمى لمجرد أنه ديوان شعر أو مسمى الديوان الذي يطلق على عدة قصائد، بل لأنه يوجد لدينا في الخليج كما تعرف ديوانيات للرجال يجلسون فيها وهي عبارة عن مجالس يلتقون فيها ويبوحون لبعضهم أو يسهرون بها، وهذا ما لم يحدث للمرأة من جهة مقابلة، فكان سؤالي لماذا لا يكون للمرأة مثل هذه المجالس يجلسن بها ويتحدثن ويناقشن شأنهن.. وهنا في “ديوان العاشقات” أعبر عن صوت المرأة تلك، أيضا سنجد أن كل قصيدة كانت تحتوي في عنوانها على كلمة عاشقة مضافة إلى كلمة أخرى تصفها مثل عاشقة كونية، وعاشقة مستحيلة، وعاشقة وهم، وعاشقة سراب.. كل قصيدة أو عاشقة كانت تحمل لقباً وكل واحدة منهن كانت تعبر عن حالة عاطفية معينة.. ليس بالضرورة أن تكون حالة حب بل قد تكون تعبر عن وجدانها هي كامرأة على الإطلاق. - كيف ولدت لدى مي كتبي فكرة امتزاج الفنون مع بعضها: الشعر، الصورة، الموسيقى؟ - أعتقد أن الشعر دوماً مرتبط بالموسيقى وهذا ما نجده دائما عندما يلقي شاعر قصيدته ويصاحبها موسيقى. اختلاف فكرتي هو أن كل موسيقى لقصائدي تم تلحينها بشكل خاص. أيضا طريقتي في الإلقاء لم تكن الطريقة الكلاسيكية المعتادة بل طريقة المعايشة الكاملة لكل عواطفها ومشاعرها. كل قصيدة أمنحها حياتها.. الفكرة حديثة جداً متمثلة في المزج بين الموسيقى العالمية الكونية وبين الإلقاء والغناء في هذا الديوان. - ومن هنالك استمديت فكرة (الفيديو آرت) الشعري؟ - نعم ولأننا في عصر الكلمة المسموعة أكثر من المقروءة، أنا أحب الموسيقى والكتابة من جوها وطقسها. أحببت أن أجمع بينهما في الفيديو. سنجد أن الناس الذين لا يحبون الشعر قد يستمعون له ويشاهدوه بهذه الطريقة وقد يكون طريقهم لحبه، خصوصا وأن الأداء فيها مختلف عن ما تعودته الأذن في الاستماع إلى كلمات الشعر. - كيف ترى مي كتبي أثر تنقلها بين عدة بلدان، حيث قضيت زمناً في بيروت وآخر في جدة وفي باريس وجنيف وأمكنة أخرى؟ - حقيقة كان لكل من هذه المدن أهميتها لدي وأثرها. عشت ونشأت في سويسرا (حيث درست فن العلاقات العامة وإدارة الأعمال)، أعطتني الكثير ومنحتها الكثير لكن لم تؤثر على حنيني لعروبتي وللسعودية وبقيت تحرضني أكثر لأنطلق نحوها، وباريس بثقافتها المختلفة وفنونها وعوالمها الحديثة، وجدة المدينة التي قضيت فيها أياماً جميلة أثرت في تكويني ببساطتها وفي ثقافتي وبقيت وطناً. كنت أشعر بنوع من الشتات في أزمنة من عمري لكن الآن وجدت أن هذا الشتات قد التأم وأصبحت الغربة والشعور بها عابرة. تنقلي بين هذه المدن والعيش فيها أدى إلى امتزاج الثقافات لدي وأفدتُ منه كثيراً.. ولعل هذا يتضح في الكثير من كتاباتي حيث تزداد رؤية الشاعرة عندما ترى أكثر.. ولا أنسى أن غربتي عززت في داخلي حبي للغة العربية. الأسم المستعار - كتبت قصائدك في وقت مبكر من عمرك.. كيف ترين تلك الشاعرة فيك الآن وتلك المرحلة؟ - حكايتي مع الشعر بدأت بالغربة وباطلاعي على الشعر مبكراً. كتبت أولى قصائدي وأنا في الرابعة عشرة من عمري تقريبا، وهذا ربما يعود إلى أن قراءاتي لجبران خليل جبران مثلا كانت في وقت مبكر جداً من عمري. ابتدأت أكتب كلماتي الخاصة بي من ذلك الحين. وأعتقد أن للقراءة أثرها في ذلك، حيث العلاقة دائما قائمة لدي بين القراءة والكتابة. كلما تعمقت فيما اقرأ وجدتني أكتب شعراً جميلاً. كتبت أول قصيدة وكان عنوانها “دمعة حجارة” وكانت تحكي عن أطفال الحجارة وعن الأمة العربية، ثم في فترة لاحقة كنت أراسل مجلة “الحوادث” وكنت أراسل المجلة باسم مستعار خشية ألا يكون نصي جيداً، فوجئت بقبول مدير التحرير (حافظ محفوظ وقتها) بهذه القصائد. وبقيت أكتب في “الحوادث” لثلاثة أعوام، وأعتبرها أول من احتضن مي كتبي.. لكن بدايتي الحقيقية كانت مع مجلة “زهرة الخليج” من هناك حيث كنت أكتب عمودي في المجلة.. - لم برأيك قد تكتب الشاعرات باسماء مستعارة؟ - لا أعرف سبباً رئيسياً لاستعمال بعض الشاعرات لاسماء مستعارة، قد يكون هذا عائدا إلى ثقافتهن وإلى كونهن يردن أن يعبرن عما في داخلهن من ابداع، ولكن يتخوفن من أن يكن معروفات. عني أنا كان لدي سبب آخر وهو أنني كنت وقتها في عمر الخامسة عشرة وكنت أخاف أن كتاباتي ترفض أو لا تنشر، ولما وجدت أن اسمي المستعار “مياس العربي” له قبول كثير لدى القراء قررت وقتها أنه لا داعي للتخفي تحت غطائه وظهرت باسمي الصريح بتشجيع من والديّ. - في فترة مضت رأست تحرير مجلة “عربيات” الإلكترونية، كيف ترين تلك المرحلة؟ والإنترنت كوسيلة إعلامية أدبية تديرها مجموعة من المثقفات؟ - أسست أنا وصديقتي رانيا سلامة هذه المجلة “عربيات” التي حققت أصداء واسعة وقتها، كان ذلك عام 2000 وكانت مساحة وحيدة آنذاك للجميع للتعبير عن آرائهم بعيداً عن مقص الرقيب، إلا أننا حافظنا على عدم المساس بالخطوط الحمراء ووصلنا الكثير من المشاركات والتفاعلات الجادة والرائعة. دموع العاشقة تسيل الأقمار فوق جسد حلمي الحزين ينتفض الليل من غفوته يتحول إلى كيان يغازل تأوهات الأقمار تستيقظ العاشقة بداخلي ترقص حول نار جنوني الدفين... *** يرفع الستار أنا في يمين المسرح في وسطه في يساره... العاشقة تتمايل ممسكة كمنجتها تعزف لحن ولادة آلامي... *** يبدأ الهذيان بمطاردة طيفي يتبعني إلى كهف أسراري المحرّمة... تنسدل دموع العاشقة المنكسرة لتنجرف في موزاييك العشق الموؤود... وأنت يا من كتب القصة وأدمن عليها حاك فصولها بحروف قلبي المحموم، وحيدة على المسرح أتابع غيابك الطاغي أنتظر حضورك لتُكمل حكاية لا تكتمل.. لا تعرف معنى النهاية... تظل مقروءة وغير مقروءة... *** غرام في القلب ينوح... شوق من العمر يتمكن... انتظار بالصمت يبوح... هل أنتظر؟ *** ولما الانتظار وأنت ساكن في القلب والروح فمن ذا الذي ينتظر ما يسكنه!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©