السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"اليولة" الإماراتية أم "الليوة" العُمانية.. أيهما تفوز بالكأس الخليجية؟

29 يناير 2007 00:02
بين إيقاع رقصة ''اليولة'' الإماراتية التي يستعرض فيها شباب الإمارات مهاراتهم الاستعراضية وهم يحملون ''بنادق'' القتال، وأنغام طبول ''الليوة'' العُمانية التي تدق بإيقاعاتها الصاخبة فتنقلك إلى أجواء وسحر أفريقيا الشرقية التي كانت في يوم من الأيام عُمانية ''الهوى'' والهوية عندما كانت ''زنجبار'' قبلة العُمانيين أيام مغامرات البحر والأسفار· بين هذه ''الليوة'' وتلك ''اليولة'' تتراقص التساؤلات في أذهان الجماهير الخليجية حول هوية الفريق الجدير بالفوز بكأس ''خليجي ''18 فتكثر علامات الاستفهام المتصاعدة مع تصاعد رائحة ''اللبان'' العُماني وبخور ''فزاع'' الإماراتي! وما من شك أن وصول المنتخبين الإماراتي والعُماني إلى المباراة النهائية لدورة الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم قد جاء بجدارة واستحقاق للفريقين بعد العطاء السخي والفن الكروي اللذين قدماه خلال مبارياتهما في الدورة· فالإمارات الدولة المضيفة أثبتت أن خسارتها مباراة الافتتاح تأتي في إطار ''كرم الضيافة'' التي يشتهر بها ''أبناء زايد'' وعلى هذا الأساس تداركت الكبوة العابرة وانطلقت في مشوارها المظفر نحو المباراة النهائية، بطريقة متصاعدة حيث بدأ مؤشر مستواها الفني يتصاعد بشكل تدريجي من مباراة إلى أخرى حتى وصل الذروة في مباراة السعودية· ولأن مستوى الفريق السعودي ''عالمي'' على اعتبار أنه شارك في ''''4 دورات متتالية لكأس العالم، ممثلاً لقارة آسيا أراد الإماراتيون أن يؤكدوا أن كرتهم ''عالمية'' أيضاً، فقارعوا السعوديين ثم ''لدغوهم'' عندما كانت المباراة ''تحتضر''، وأطلقوا عليهم ''رصاصة الرحمة'' بهدف إسماعيل مطر الذي استقر في المرمى السعودي بلا رحمة! أما الفرق العُماني فهو الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن، وجمع النقاط الكاملة في مبارياته الأربع، محققاً رقما قياسياً خلال البطولة وهذا يؤكد جدارته للوصول إلى المباراة النهائية· ولعل ما يميز الفريق العُماني أنه ينتهج أسلوب ''الكرة الشاملة'' حيث تجد المدافعين يهاجمون والمهاجمين يدافعون وهذه الطريقة ''الديناميكية الميكانيكية'' ابتكرها المنتخب الهولندي ''البرتقالي'' أيام طيب الذكر ''يوهان كرويف'' وصارت مسجلة في السجل الكروي باسم ''هولندا'' التي مثلما تشتهر بــ ''الطواحين الهوائية'' فإنها تشتهر أيضاً بطاحونتها'' الكروية! وقد ابتكر العُمانيون أسلوباً جديداً لهم على غرار هذه الطريقة يشبه طريقة بناء ''القلاع'' والأبراج'' والأسوار الأثرية و''الحصون'' العُمانية التي تنتشر في ولايات ومحافظات سلطنة عُمان· وفي مقدمتها قلعة ''بهلاء'' ومثيلتها الأخرى في ''نزوى'' وحصن ''الحفيت'' بولاية ''البريمي'' و''المعمور'' بولاية عبري''· فالفريق العُماني من الصعب اختراق دفاعاته الحصينة مثلما من الأصعب مواجهة هجومه الهادر الذي يشبه ''أمواج'' الساحل العُماني المليء بالثروة السمكية! وإذا كان منتخب عُمان يتميز بتوظيف القدرات الجماعية للفريق فإن أداء الإمارات يتميز باستغلال المهارات الفردية الموجودة بشكل لافت في لاعب واحد هو ''إسماعيل مطر'' ولا أحد غيره! وعلى هذا الأساس فإن أداء الإمارات في ''خليجي ''18 يشبه إلى حد ما أسلوب ''الأرجنتين'' في كأس العالم عام 1986 في المكسيك، التي تشرفت بحضور مبارياتها كصحفي رياضي عندما قاد مارادونا فريقه للفوز بالبطولة بسبب مهاراته الخارقة الموجودة في كل أجزاء جسمه، بدءاً من أقدامه مروراً برأسه وعيونه ورموشه و''خشمه'' وصولاً إلى ''يده'' التي أحرز بها هدفاً تاريخياً حاسماً لا ينسى على ''انجلترا''، تسبب في إبعادها عن البطولة وعودة فريقها الخاسر على أول رحلة مباشرة من ''مكسيكوسيتي'' إلى ''لندن''· وسواء فازت الإمارات بكأس الخليج لأول مرة في تاريخها الكروي أو لم تفز فإن نجمها الأوحد وهدافها الأول ''إسماعيل مطر'' يستحق بجدارة أن يفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة· هذا اللاعب الموهوب قاد فريقه للوصول إلى المباراة النهائية، ليقال غداً المنتخب المنطلق بسرعة حصان عربي جامح، خرج من ''الاسطبلات'' السلطانية ولم يستطع أي فارس ترويضه حتى الآن وهذا الحصان العربي الأصيل هو المنتخب العُماني· وما من شك أن ''إسماعيل مطر'' الذي ''أمطر'' شباك منافسي الإمارات بأهدافه الأربعة الحاسمة، أثبت أنه لاعب كبير من طينة اللاعبين الكبار أمثال ''عدنان الطلياني'' و''فهد خميس'' و''زهير بخيت'' بل ربما يتفوق عليهم لأنه ترك بصمته على ''خليجي ''18 باعتباره النجم الأوحد لها· فقد ولد نجم جديد في سماء الكرة الخليجية اسمه ''إسماعيل مطر''، وإذا كانت موهبة هذا اللاعب الكروية قد ظهرت قبل عدة أعوام خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للشباب بالإمارات، فإنه في ''خليجي ''18 وصل إلى مرحلة ''النضج الكروي'' والعطاء السخي الذي أهله لتوظيف مهاراته الخاصة لصالح مصلحة فريقه العامة· ولعل أجمل ما فعله ''مطر'' أنه أطلق الضوء الأخضر لجمهور الإمارات لتجهيز ''البنادق'' التي تعتبر الأداة الرئيسية للاحتفال برقصة ''اليولة'' الشعبية· ولو لاحظنا طريقة أداء ''إسماعيل مطر'' خلال مباريات فريقه الأربع نجد أنه يشبه ''سحابة المطر'' التي تتحرك في سماء الإمارات ثم ''تمطر'' بخيرها على الأرض العطشى، الممتدة من منطقة ''حتا'' حتى جزيرة ''دلما'' فترويها بالخير العميم! وهذا ما يفعله اللاعب ''الماطر'' إسماعيل ''مطر'' في كل مباراة لفريقه، فولا أهدافه الحاسمة في الدقائق القاتلة لما استطاعت الإمارات الوصول إلى المباراة النهائية· وقد فعلها أكثر من مرة عندما أحرز هدفاً مارادونياً'' على الكويت قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة، وأعاد الكرة مع السعودية عند ''صعقها'' بهدفه الساحق الماحق الذي جعل وجوه جمهور ''الأخضر'' تتحول إلى اللون ''الأحمر'' من هول المفاجأة الصاعقة! ولو كنت خبيراً يفهم في شؤون ''الكهرباء'' فإنني أعتقد أن هذا الهدف الصاعق سبب ''صدمة كهربائية'' هائلة للفريق السعودي وجمهوره لا تقل قوتها عن عشرة آلاف ''فولت''! وبصراحة إذا كانت بطولة كأس العالم عام 1986 هي بطولة ''مارادونا'' لأنه قاد فريقه للفوز بكأسها، فإن مباريات ''خليجي ''18 تستحق أن تكون بطولة ''إسماعيل مطر'' وإذا أردتم أن تعرفوا الأسباب، فاسألوا الفريق السعودي!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©