السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جليلة الجشي: لا أحد يمتطي فرس درويش

جليلة الجشي: لا أحد يمتطي فرس درويش
17 فبراير 2010 20:21
الكتابة صراخها الوحيد ولملمة لأحلامها المبعثرة وطموحاتها المتعاظمة، وفي عباراتها بوح امرأة ترفض الحب المعجون بالأسماء وتتمرد على الحروف حتى لا تكون شيئا من الأشياء. جليلة الجشي شاعرة فلسطينية تبحث عن غصن أخضر لتفقأ عين المتحضرين المتحذلقين بحقوق الإنسان التي أجبرت ملكة السويد بقصيدة ترجمت لكل اللغات على تقديم اعتذار لقولها: “نساء فلسطين أقل أمومة من الأمهات الأخريات”. هنا حوار موسع تناول كتاباتها ومواقفها ومحطات من حياتها. - ما الذي أردت قوله في باكورة إنتاجك “ثرثرة الأيام”؟ - إن “ثرثرة الأيام” احتوى مجموعة من الكتابات الوجدانية والخواطر والقصص القصيرة الواقعية واجتمعت فيه تناقضات الحياة، الحزن والفرح، الأمل واليأس، الخير والشر، الحب والغدر، وكتبت عن هموم الوطن وأحزان الإنسان الفلسطيني وبخاصة الطفل الفلسطيني الذي عاش بلا طفولة منذ أن سرق الاحتلال عذوبة طفولته وجعله شريدا ويتيما وأسيرا... ربما كانت صرخة إلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الطفل لإنصافه وقد أصبح مستقبل الطفل الفلسطيني مهدد بالضياع بعد حرمانه من حقه في التعليم وأهله وذويه وألعابه. ولم أنس هموم الحب والعاشقين فنقلت تجارب أولئك الذين سكنوا فوق سطور كتاباتي، فلملمت آلامهم وآمالهم وجمعت رحيق أحاسيسهم حتى بت أكتب أحساسا لا شعرا ولا نثرا، وقلت لهم: عندما تسقط أحلامنا في بحر الحقيقة وتنتصر علينا أحزاننا ويقف الكلام في حلق ذكرياتنا فيقتلها... لا تتألموا ولا تحزنوا بل تذكروا أن الحياة قصيرة وأدفنوا الماضي في ذاكرة العمر ولا تغرقوا في بحر هموم حدثت وهموم سوف تحدث، استقبلوا صباحكم بالتفاؤل وودعوا مساءكم بالأمل فما الحياة إلا أحلام تنتهي بالعدم. مفتاح السعادة - تركزين على المرأة وتقدمينها كالحمل الوديع.. فهل أنت منحازة للمرأة ضد الرجل؟ - لا جديد في هذا القول، ربما انحزت إلى المرأة التي ظلمت وأهينت وطالبت الرجل أن يمنحها السكينة ويدعم طموحها ويظللها بالمحبة والرحمة ويصغي إليها ويتعامى عن هفواتها الصغيرة ويعطيها الأمان ويحاورها ويمد لها جسور الثقة.. عندئذ سيجدها تمنحه مفتاحين مفتاح قلبها ليتربع على عرشه ملكا ليس بعده وريث ومفتاح السعادة الذي لا يملكه سواها. وهنا أحب أن أذكر بأن الكثير من الأدباء والمثقفين أنصفوا المرأة منهم نزار قباني الذي يشعرك وأنت تطالع أشعاره بأنه يمتلك نصف نساء الكون إلا أنه توحد في امرأة واحدة، لكن للأسف هناك بعض الرجال يحتاجون أربع نساء.. لهذا النموذج من الرجال أنا كتبت وقلت بلسان جميع النساء في منطقتنا “نريد رجالا وليس ذكورا”. - هناك من يحاولون استثمار رحيل محمود درويش لتحقيق مكاسب فما هو تعليقك؟ - لا شك بأن القصيدة الفلسطينية تأثرت كثيرا بوفاة شاعر سكن الوطن شرايينه واستطاع أن يعبر بجمالية مطلقة عن تطلعات وآمال وآلام شعبه ونقل أوجاعه وعذاباته إلى العالم، كان شاعر الثورة والأرض والإنسان. إن لدرويش موقعه الفريد والمميز الذي جعل من أشعاره شموعا تضيء درب الأجيال الواعدة فغـُرست كلماته في ذاكرة كل من قرأ شعره... رحل تاركا وراءه إرثا عظيما ومدرسة أدبية وشعرية تتعاقب عليها الأجيال ومن الصعب جدا استثمار وفاته لتحقيق أي مكاسب أدبية، لأنه الغائب الحاضر فلن يجرؤ أحد على امتطاء فرس لفارس امتطت أشعاره جواد اللغة والعالمية فإذا كان الفارس قد رحل فما زال الحصان يصهل في كل قصيدة وكل كلمة كتبها شاعرنا الراحل. الفلسطينية والتحدي - ماذا عن دور المرأة الفلسطينية في النشاط الثقافي؟ - إن مشاركة المرأة لا تقل في أي حال من الأحوال عن شريكها الرجل في المجال الأدبي والثقافي بل ربما يزداد نشاطها نظرا لانها بطبيعتها تحب التحدي فهي تسعى دائما للسكن في ذاكرة الآخر وتطمح دائما للإبداع. فالمرأة في فلسطين مهمومة بالأنشطة الثقافية خصوصا تلك التي تساهم في إثراء وتفعيل الفكر لتحريرها من قيود الانغلاق المجتمعي حتى لا تعاني من العزوف عن النشاط الثقافي والتفوق في العمل الإبداعي، ومقارنة مثلا بالمرأة في دول أخرى تواجه معوقات وصعوبات جمّة فالمرأة الفلسطينية كونها تعيش تحت الاحتلال تضاعف جهودها لتتألق أيضا بنشاطها السياسي بالإضافة إلى نشاطها الثقافي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©