السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ناصر الظاهري: الثقافة هي الخندق الأخير في تأصيل دور القيم الابداعية في التشييد والبناء

ناصر الظاهري: الثقافة هي الخندق الأخير في تأصيل دور القيم الابداعية في التشييد والبناء
15 أكتوبر 2011 10:00
(أبوظبي) - أكد الكاتب والروائي ناصر الظاهري الذي تم تكريمه مؤخرا خلال الاجتماع السابع عشر لوزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في أبوظبي على أن تكريمه، ما هو إلا نافذة فكرية وثقافية نحو إبداع متجدد ضمن بيئة ثقافية نموذجية ترعاها الدولة. وقال ناصر الظاهري في لقاء مع «الاتحاد» عن أهمية الثقافة ودورها الفاعل في التوجه الحضاري للبنية الاجتماعية بعد تكريمه من قبل عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون «إنني أدرك تماماً ما يشعر به المواطن الواعي بأهمية الثقافة وضرورتها، وأنا على يقين أن الثقافة هي الخندق الأخير والمهم والفاعل في تأصيل دور القيم الابداعية في التشييد والبناء، بالرغم من أن هناك مؤسسات تعدها في آخر أولوياتها، وأن العالم يشعر أيضاً ويدرك أنه ليس هناك من عنصر أخير موجود في عالمنا سوى الثقافة». وعن أبرز طموحات المثقف الخليجي قال الظاهري «أرى أن المهم والضروري فعلاً هو أن نعرف الآخرين بما تمتلك دول الخليج من إمكانات ثقافية ناهيك عن طاقتها الاقتصادية والنفطية، وإننا نفخر بهذه الثقافة التي لا تقل أهمية عن مثيلاتها وأخواتها في البلدان العربية، وأن المبدعين الخليجيين هم خير سفراء في كافة المحافل، لأنهم يمثلون تاريخاً ابداعياً مهماً، كما يعدون رمزاً لقيم اجتماعية أصيلة هذا، بالإضافة إلى ما يمتلكون من روح حداثية في إبداعاتهم التي تواكب العصر بكل تحولاته». وحول خطوة التكريم التي نالها أدباء ومثقفون وكتاب من مختلف الدول الخليجية، قال ناصر الظاهري «إنها خطوة جميلة تلك التي حظي بها مبدعان من كل دولة خليجية حتى شملت مجتمعة اثنى عشر مثقفاً ومبدعاً ومفكراً في مجالات النقد الأدبي والدراسات والفنون الأدبية والأدائية والبصرية والإعلامية، ولهذا لا بد من أن أوضح أمراً مهماً وهو ضرورة أن يلتفت إلى أن يكون التكريم الخليجي عبر نشر إبداع المبدع وترجمته، وأن يكون حاضراً في الفعل الثقافي الخلاق، بحيث لا نكون كمن يسلمه جائزته ويودعه». وأضاف ناصر الظاهري «إن مشاركة المبدع الذي تم اختياره من كل بلد خليجي ضرورة في الاحتفالات الثقافية الكبرى التي تقام في دول الخليج كي يكون حاضراً في المشهد الثقافي باستمرار وعدم الاكتفاء بتعليق الأوسمة ونيل الجائزة فقط، إذ الأمر يظل ناقصاً بدون فعل ثقافي مشارك وعملي». وتحدث الظاهري عن الخطاب الثقافي الشبابي العربي الجديد وقال «أعتقد أن الربيع العربي قد عزز دور الشباب، وأن النظرة التقليدية التي كانت تصفهم والتي تنتقص من دورهم قد ولّت بلا رجعة وأن البلدان الحقيقية تبنى بجهود هؤلاء الشباب الفاعل والمتفهم لروح الحضارة والتقدم». وقال «كنت من زمن بعيد أراهن على دور الثقافة والفن في المجتمع من خلال المقالات التي أكتبها، وقد رأينا جميعاً كيف تجلت روح الثقافة والحضارة والفن في أبوظبي العاصمة الجميلة من خلال صروح ثقافية وعلمية مهمة منها جامعة السوربون ومتحف اللوفر ومتحف جوجنهايم، وأعتقد بل أنا على ثقة بأنه سيكون لأبوظبي مكان رائد بين المدن السبّاقة للحضارة في أوجها، وأجد أن هذا جزء من رهاناتنا المقبلة، وأعتقد أننا قد كسبنا من هذا الرهان ولحد الآن الكثير من المردودات الإيجابية على صعيد المعرفة والثقافة». وتحدث ناصر الظاهري عن جديده الإبداعي بعد تكريمه من قبل وزراء الثقافة في دول الخليج، كونه أديباً وروائياً وإعلامياً تشكل اسمه بقوة على خارطة الإبداع الخليجي فتبوأ مكانة مرموقة في الإعلام وفي المناصب الثقافية، فقال «أشتغل هذه الأيام على أكثر من عمل إبداعي وأهم شيء يشغلني الآن كي أجيء به إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب، محتفياً به هو كتاب للصور الفوتغرافية التي التقطتها على مدى ثلاثين عاماً، حيث عشت فيها مع العدسة والضوء والظل وهو بعنوان «eye 2 eye» وقد كتب هذا العنوان بثلاث لغات هي: «العربية، والإسبانية، والفرنسية، ناهيك عن الإنجليزية». وأضاف الظاهري «يضم الكتاب ما يقرب من 200 صورة وهي نتاج رحلاتي وسفري الدائم إلى عواصم عدة، وهو كذلك نتاج معارض شخصية ومشتركة في الوطن العربي والعالم سبق وأن اشتركت بها». وعن سبب اختيار ناصر الظاهري لمجموعة محددة من اللغات لتكون عنواناً لكتابه، بل هي في الآن نفسه عنوان لصحيفة «الهدهد» الدولية التي تصدر بأربع لغات عالمية في لندن، وهي: «العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية»، كونه ناشرها ورئيس تحريرها، قال «أنا أتكلم بأربع لغات: العربية، والإنجليزية، والإسبانية، والفرنسية، لأنني أحبها وأجيدها، وأستطيع رؤية العالم من خلالها، ولو سألتني عن أكثر اللغات استعمالاً في العالم لقلت لك إنها اللغة الصينية، ولكنني أجد أنها لغة بنافذة واحدة، بينما نجد الإنجليزية تفتح كل النوافذ على العالم، ولهذا تبقى تلك اللغات الأربع لها حس إنساني كونها مهمة كي ترى العالم من خلالها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©