الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقاطعة قطر «ضربة قاضية» لسيناريوهات الفوضى

مقاطعة قطر «ضربة قاضية» لسيناريوهات الفوضى
8 فبراير 2018 04:47
أحمد مراد (القاهرة) كشف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية بالقاهرة عن نجاح المقاطعة المفروضة على قطر منذ 8 أشهر في تقليص حجم الدعم والتمويل القطري للجماعات الإرهابية في دول المنطقة العربية والقارة الأفريقية، مؤكدين أن مقاطعة قطر شكلت «ضربة قاضية» لسيناريوهات نشر الفوضى والخراب في دول المنطقة العربية. وأوضح الخبراء أن الحد من عمليات التمويل القطري للتنظيمات الإرهابية، ظهر أثره جلياً في تراجع معدل عمليات وأنشطة هذه التنظيمات الإرهابية طوال الأشهر الثمانية الماضية، مقارنة بالفترة التي سبقت صدور قرار الرباعي العربي بقطع العلاقات مع قطر. وثمن الخبراء حرص الرباعي العربي على إصدار 3 قوائم تضم أسماء الأفراد والكيانات الإرهابية التي تتلقى من قطر دعماً سياسياً وإعلامياً وتمويلاً مالياً، مؤكدين أن هذه الخطوة ساهمت في «تعرية» حقيقة الكثير من الأشخاص والمؤسسات التي كانت تخدع الآلاف والملايين من أبناء الشعوب العربية والأفريقية بشعارات براقة وجذابة، وقد تبين في النهاية أنها تقوم «بدس السم في العسل». بداية، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء عبدالمنعم كاطو، أن المقاطعة المفروضة على قطر منذ 8 أشهر ساهمت بشكل فعال في تقليص حجم الدعم والتمويل القطري للجماعات والتنظيمات الإرهابية سواء في مصر أو سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن، وذلك من خلال عدة إجراءات رقابية صارمة اتخذتها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، وهي الإجراءات التي أدت في النهاية إلى محاصرة عمليات نقل الإمدادات والأموال والأسلحة للجماعات والكيانات الإرهابية المنتشرة في المنطقة العربية، الأمر الذي نجح في الحد من تحركات وأنشطة هذه الجماعات وتلك الكيانات المدعومة والممولة من النظام القطري، والتي تعمل على تنفيذ «مخططات تخريبية» في العديد من الدول العربية. وقال: نجاح وتأثير إجراءات المقاطعة المفروضة على قطر لم ينحصر في تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية فقط، وإنما امتد ليشمل دول القارة الإفريقية لاسيما بعد أن أصبحت أيادي المؤسسات القطرية التي ترفع شعارات العمل الخيري والإغاثي في أفريقيا «مغلولة»، وباتت هذه المؤسسات لا تجد الحرية الكافية من أجل التحرك داخل القارة الأفريقية لدعم وتمويل حركات التمرد المسلحة والتنظيمات الإرهابية، حيث أصبحت الدول الأفريقية تنظر إلى التحركات القطرية داخل القارة السمراء بشيء من الريبة والشك، بعدما أظهرت المقاطعة الوجه القبيح للنظام القطري باعتباره الممول الرئيس للعشرات والمئات من التنظيمات الإرهابية في دول المنطقة العربية والقارة الأفريقية، الأمر الذي جعل هذه الدول تشدد إجراءات الرقابة على تحركات وأنشطة قطر وأذرعها من الجماعات والتنظيمات الموالية لها، وبالتالي انعكس هذا الأمر على تراجع معدل الأنشطة والعمليات الإرهابية على مدى الأشهر الثمانية الماضية. وأشاد اللواء كاطو بحرص الرباعي العربي على إصدار 3 قوائم تضم أسماء الأفراد والكيانات الإرهابية التي تتلقى من قطر دعماً سياسياً وإعلامياً وتمويلاً مالياً، مؤكداً أن هذه الخطوة ساهمت في «تعرية» حقيقة الكثير من الأشخاص والمؤسسات التي كانت تتخفى وراء ستار العمل الأهلي والخيري والإغاثي والإعلامي والدعوي والثقافي، والتي كانت تخدع الآلاف والملايين من أبناء الشعوب العربية والأفريقية بشعارات براقة وجذابة، وقد تبين في النهاية أنها تقوم «بدس السم في العسل». وفي السياق ذاته، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، حسام سويلم، الرئيس الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية، أن مقاطعة قطر حققت العديد من المكاسب المهمة طوال الأشهر الثمانية الماضية، يأتي في مقدمتها التراجع الملموس في حجم وصور وأشكال التمويل القطري للتنظيمات والجماعات الإرهابية، الأمر الذي شكل «ضربة قاضية» لسيناريوهات نشر الفوضى والخراب في دول المنطقة العربية. وأشار اللواء سويلم إلى أن مقاطعة قطر كان لها مردود إيجابي على بعض الدول العربية التي عانت من أزمات حادة بسبب التنظيمات الإرهابية الممولة من قطر، حيث حققت الجيوش الوطنية في هذه الدول العديد من الانتصارات على الميليشيات المسلحة، ففي ليبيا استطاع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من توجيه «ضربات موجعة» للتنظيمات الإرهابية التي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة من شرق ليبيا بما فيها مدينة بنغازي، وقد أدت عمليات الجيش الوطني الليبي في بنغازي إلى تطهيرها بالكامل من الإرهابيين، فضلاً عن أنه تمكن من فرض سيطرته على منطقة الهلال النفطي التي كانت تسيطر عليها ميليشيات إرهابية موالية لقطر. وقال: وفي سوريا، ساهمت مقاطعة قطر في إضعاف حركة وقوة جبهة النصرة الإرهابية، فضلاً عن تطهير مدينة الرقة من تنظيم داعش والذي تجمعه علاقات مشبوهة بالنظام القطري. أما في اليمن، فتمثلت أهم مكاسب المقاطعة في طرد قطر من «التحالف العربي لدعم الشرعية»، حيث تبين أن قطر كانت تنفذ أهدافاً مزدوجة لصالح الحوثيين وإيران، وعندما تم طردها حققت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات نجاحات كبيرة على أرض الواقع في العديد من المدن اليمنية مثل صرواح ومأرب وتعز ونهم والجوف. وفي سيناء، ساهمت مقاطعة قطر في قطع العديد من الإمدادات التي كانت ترد لتنظيم بيت المقدس الإرهابي، الأمر الذي ساعد الجيش المصري على توجيه العديد من الضربات الناجحة ضد أفراد هذا التنظيم الإرهابي، وتطهير أجزاء كبيرة من شمال سيناء من الإرهابيين. وفي العراق تأثر تنظيم داعش من الضربات التي تلقاها من الجيش العراقي، والتي أسفرت في النهاية عن تحرير مدينة الموصل من قبضة هذا التنظيم الإرهابي الذي سيطر عليها على مدى عام كامل. أما اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، فقال: الأمر المؤكد أن التنظيمات الإرهابية التي تمكنت في السابق من بسط سيطرتها على بعض المدن العربية ليبيا والعراق وسوريا واليمن استطاعت أن تحقق ذلك من خلال مساعدات خارجية، سواء معدات عسكرية أو معلومات مخابراتية أو تمويلات مالية ولوجستية، فضلاً عن التغطية الإعلامية التي كانت تروج لتحركاتها، وهي المساعدات التي وفرتها قطر للعديد من التنظيمات الإرهابية، ولولا هذه المساعدات القطرية لما كانت التنظيمات الإرهابية تنجح في تحقيق ما حققته من انتصارات في الفترة السابقة، ومن هنا جاء السبب الأساسي والرئيس الذي دفع الرباعي العربي إلى اتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر، وكان أول أهداف هذا القرار هو قطع المساعدات والإمدادات القطرية الموجهة إلى التنظيمات الإرهابية، وهو الهدف الذي نجحت المقاطعة في تحقيقه على أرض الواقع، حيث أصبحت التنظيمات الإرهابية الآن تجد صعوبة كبيرة في تلقي المساعدات والإمدادات القطرية، بعد أن كانت في السابق تتلقاها بكل أريحية وسهولة. وأضاف: والآن وبعد مرور 8 أشهر على بدء إجراءات المقاطعة المفروضة على قطر - بدأت في الخامس من يونيو الماضي- نستطيع أن نؤكد أن المقاطعة حققت العديد من أهدافها، وبالتأكيد يأتي على رأس هذه الأهداف الحد من عمليات التمويل القطري للتنظيمات الإرهابية، الأمر الذي ظهر أثره جلياً في تراجع معدل العمليات الإرهابية طوال الأشهر الثمانية الماضية، مقارنة بالفترة التي سبقت صدور قرار الرباعي العربي بقطع العلاقات مع قطر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©