السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عام ثان مع أمير محاط بقلوب شعبه

29 يناير 2007 01:33
ناصر صباح الأحمد: في تاريخ الشعوب والأمم، أيام هي معالم كبرى تعتبر محطات أساسية للانطلاق إلى صناعة المستقبل· ويصادف اليوم الاثنين مطلع العام الثاني لتولي سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بعد عام على توليه زمام الأمر· وتبوؤ سموه كرسي الحكم، خلفا لأسلافه الميامين من أمراء الكويت وحكامها، الذين بذلوا حياتهم من أجل هذه الأرض الطيبة، حتى أصبحت دولة لها مكانتها بين الدول ولها تقديرها واحترامها بين الشعوب· لقد تولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مسؤوليات الإمارة منذ عام، في يوم الأحد التاسع عشر من ذي الحجة 1426 للهجرة، الموافق 29 يناير 2006 م، محاطا بقلوب شعبه ومحبتهم ودعائهم، فافتتح عهده الميمون بالمحبة وصفاء القلوب والتطلع إلى مستقبل أفضل، تتحقق فيه آماله وأمانيه بأن يجعل من الكويت بلدا رائدا في مختلف المجالات، ويواصل مسيرة أخيه المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي بذل حياته مع سنده وعونه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح، كل طاقة وجهد من أجل تقدم الكويت ورفاهية أبنائها· مسؤوليات في عمر مبكر خدم صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -الأمير الخامس عشر في عمر دولة الكويت- الكويت منذ مطلع شبابه، وتقلد مسؤوليات عديدة أبلى فيها البلاء الحسن، فلقد بدأ حياته العملية الرسمية في منتصف عام 1954 حين أصدر المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، أمرا أميريا بتعيين سموه عضوا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها آنذاك بتنظيم شؤون الكويت ووضع الخطط لإنشاء الدولة الحديثة· وتولى سموه بعد ذلك رئاسة دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل بالإضافة إلى دائرة المطبوعات والنشر عام ،1957 وعندما نالت الكويت استقلالها في 19 يونيو 1961 بقي رئيسا لدائرة المطبوعات والنشر ودائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكان عضوا في المجلس التأسيسي الذي كلف بمهمة وضع الدستور لدولة الكويت المستقبل، وبعد إصدار الدستور في نوفمبر 1962 تولى حقيبة وزارة الإعلام، وفي التشكيل الوزاري الثاني في فبراير 1963 تولى منصب وزير الخارجية ورئاسة اللجنة لمساعدات الخليج العربي، ولقد كانت هناك علامات بارزة في إنجازاته ومسيرته طوال توليه مسؤولياته في الإدارة الحكومية، فعندما كان رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، حرص على تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين ورعاية الأمومة والطفولة والعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، ووضع البرامج وإنشاء المؤسسات التي تولت هذه المهمة بجدارة وكفاءة، وبذل جهودا بارزة في رعاية الشباب وتوجيههم وتأسيس النوادي التي يمارسون فيها نشاطاتهم وهواياتهم، كما اهتم برعاية وحفظ الفنون الشعبية، وانشأ مركزا لحفظ التراث الشعبي الكويتي عام ·1956 خلال مسؤولياته كرئيس لدائرة المطبوعات والنشر عمل جاهدا على تطوير جهاز الإذاعة من إذاعة محدودة، إلى جهاز إذاعي على مستوى رفيع وأصبح صوت الكويت مسموعا في العديد من بلدان العالم، كما بدأ بتأسيس تلفزيون الكويت منذ عام 1961 حيث بدأ بداية متواضعة إلى أن أصبح بعد ذلك من المحطات الرئيسية في بلدان الخليج العربي، وكانت له مساهمته المباشرة بتأسيس ورعاية الخطوات الأولى لمجلة العربي واختيار رئيس تحريرها الأول الراحل الكبير العلامة الدكتور أحمد زكي· لقد تولى سموه حقيبة وزارة الخارجية عام 1963 إلى أن تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء في يوليو 2003 فكان من أكثر وزراء الخارجية خبرة وحنكة ودراية، فقد عمل طوال هذه الفترة على تأسيس وتقوية علاقات الكويت بغيرها من دول العالم· وبفضل جهوده اكتسبت الكويت التقدير والاحترام بين الدول وتوثقت علاقاتها بالدول الشقيقة والصديقة التي سادها عنصر الثقة والمصداقية، وعمل جاهدا على وحدة الصف العربي والالتزام بقرارات جامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة العربية، وأشاع روح الإخاء والتفاهم والتعاون بين الدول العربية الشقيقة· وكان موقفه صلبا من الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، حيث ساند القضية الفلسطينية مساندة مطلقة، وتبنى مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما أيد حق تقرير المصير للشعوب المكافحة من اجل استقلالها وسيادتها، وأيد هيئة الأمم المتحدة وتمسك بقراراتها، وكان مدافعا قويا عن قضايا بلدان الخليج العربي الشقيقة· وعن مجلس التعاون الخليجي فهو على قناعة تامة بأنه الوسيلة الوحيدة لتماسك شعوب المنطقة الخليجية، وتعزيز أواصر الأخوة بينها، وضمان مستقبل أكثر أمنا واستقرارا لبلدانها، ومن الجدير أن نذكر دوره البارز في التفاهم والتعاون بين شعوب الأمة الإسلامية من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك دوره في تقارب وتفاهم الشعوب الصديقة من خلال حركة عدم الانحياز، ولقد تولى سموه رئاسة مجلس الوزراء في يوليو 2003 وبذلك أصبح رئيس السلطة التنفيذية في الكويت· هذه بعض المعالم البارزة في مسيرة الشيخ صباح الأحمد، وهي معالم مسجلة في تاريخ حافل بالمنجزات التي أثرت مسيرته الخيرة في النهوض بالكويت، ورفعتها إلى المكانة المرموقة التي هي عليها الآن، وعندما نكبت الكويت أثناء الغزو العراقي الغادر، كان دوره بارزا في الدفاع عنها في المحافل الدولية بما أثبت مقدرته وحنكته السياسية، وأظهر انه ابن تربة الكويت الطيبة التي تفدى بالأنفس وبكل غال وثمين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©