طلاب في رأس الخيمة يشكون من «غياب» الكتب

(رأس الخيمة) - بعد مرور أكثر من شهر على بداية العام الدراسي، لم يتسلم طلاب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في عدد من المدارس الخاصة في رأس الخيمة بعض الكتب الدراسية، فيما رفضت إدارات المدارس تأجيل الامتحانات في المواد التي لم تصل كتبها، كما رفضت المكتبات الخاصة تصوير الكتب، وبات على الطلاب تجهيز أنفسهم للامتحان بناء على ما تم تحصيله داخل الفصول الدراسية دون الاستعانة بالكتب أو حتى المذكرات الخارجية التي تنشط طباعتها من جانب المكتبات الخاصة قبيل الامتحانات. وتقول مديرة مدرسة طلبت عدم نشر اسمها: لا أحد يعلم متى تصل الكتب الناقصة مع أن امتحانات الفصل الدراسي الأول تحددت فى الخامس من شهر ديسمبر المقبل، لافتة إلى أن الكتب التي لم تصل لطلاب الصفين الثاني الابتدائي والثاني الإعدادي، والمشكلة أن المدرسات بالمدرسة ملتزمات بالمنهج وعليه سوف تعقد امتحانات في المواد الأسبوع المقبل. ويقول محمد علي، ولي أمر طالب في الصف الثامن بإحدى المدارس الخاصة، إن مشكلة تأخر تسليم الكتب لم تحدث بهذا الشكل من قبل، لافتاً إلى أن المكتبات الخاصة ترفض تصوير الكتب للطلاب، وأن ابنه استعار كتاب مادة العلوم من زميله في مدرسة حكومية، وعندما ذهب إلى المكتبة لتصويره رفضت المكتبة دون إبداء الأسباب، وبالتالي بات مطالباً بأداء الامتحان في المادة دون أن يذاكر دروسه. ويرى علي السيد، ولي أمر أن المدارس الخاصة تحرص على تحصيل ثمن الكتب في بداية العام الدراسي جملة واحدة، وأسعار الكتب أعلى من سعرها في المكتبات، لكن المشكلة أن المكتبات لا تبيع الكتب فنضطر للالتزام بدفع ثمنها للمدارس الخاصة. ويشير إلى أن حجة أصحاب ومديري المدارس الخاصة، أن الكتب تتم طباعتها خارج البلاد، وأنها تأخرت هذا العام في الوصول إلى المدارس. وأكد محمد جمال، ولي أمر أن المدارس الخاصة تحصل على مبالغ أكثر من تلك التى تحددها الوزارة للكتب، إلى جانب رفع قيمة المصروفات بلا مبرر، لافتاً إلى أن مشكلة الكتب المدرسية هذا العام تشكل لغزاً محيراً، حيث بدأ الشهر الثاني من العام الدراسي والطلاب لا يستطيعون استذكار دروسهم. ويضيف: على المدارس التي حصلت على ثمن الكتب قبل بداية العام الدراسي أن تتولى على الأقل تصويرها وتوزيعها على الطلاب لحين وصولها من الخارج، لكن ذلك لم يحدث وتم إسناد المهمة لأولياء الأمور الذين لم يجدوا حلاً حتى الآن، مشيراً إلى أن النظام الجديد للامتحانات والذي بدأ العام الماضي يقسم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول، وبالتالي يصبح بين الامتحان والذي يليه أقل من ثلاثة أشهر، ما يجعل من مشكلة نقص الكتب أزمة حقيقية يواجهها الطلاب. وقال محمد صلاح ولي أمر طالب في الصف الثاني الابتدائي، إن تأخير الكتب يؤدي إلى انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، حيث لا يجد أولياء الأمور حلاً سوى اللجوء لمعلم المادة طالما أن المدارس الخاصة لا تهتم بأمور طلابها مع أنها تفرض زيادة في المصروفات كل عام بلا أسباب. رفع تقرير إلى «التربية» رداً على شكاوى أولياء الأمور من نقص الكتب في عدد من المدارس الخاصة في إمارة رأس الخيمة، قال مسؤول في إدارة التعليم الخاص في رأس الخيمة: رفعنا تقريراً إلى وزارة التربية والتعليم قبل أكثر من ثلاثة أسابيع حول تأخر بعض المدارس في تسليم الكتب، متضمناً الحجج التي ذكرتها المدارس التي أرجعت عدم تسليم الكتب للطلاب إلى تأخر تسلمها من المطابع. وأضاف أن المدارس التي تتبع منهاج الوزارة يبلغ عددها 13 مدرسة بينها روضتان، وكلها تقريبا تعاني من هذه المشكلة، مشيراً إلى أن الوزارة أعلنت قبل بدء العام الدراسي، أسعار الكتب المدرسية للمدارس الخاصة التي تطبق منهاجها على مستوى الدولة، حيث تراوحت الأسعار بين 3 دراهم كحد أدنى و9 دراهم و50 فلساً كحد أقصى، لجميع المراحل الدراسية، كما حددت كذلك أسعار دليل المعلم لكافة المواد والفصول.