زيت الزيتون ·· أصفى نور يعرفه المخاطبون

التداوي بزيت الزيتون أسرار وإعجاز كان محل اهتمام الباحث السعودي أحمد بن سالم بادوبلان، الذي أصدر تحت هذا العنوان كتابا حقق مبيعات عالية وصدرت منه 3 طبعات حتى الآن· المؤلف تطرق إلى أهمية التداوي بزيت الزيتون وقدم معلومات كاملة عن شجرة الزيتون وزيت الزيتون، وربط الطب النبوي بالطب الحديث، مع الإشارة إلى أبحاث كبار العلماء في أوروبا عن أهمية زيت الزيتون وشجرة الزيتون، التي ذكرت في القرآن·· كانت أول دولة يزرع فيها الزيتون هي سوريا، وأيضا مصر التي عرفته منذ عصر الهكسوس·· وذكر المؤلف أن شجرة الزيتون دعا لها 70 نبيا· الزيتون شجرة مباركة أقسم المولى عز وجل بها في قوله تعالى: ''والتين والزيتون وطور سينين''· ومدحها المولى سبحانه وتعالى في سورة النور: ''يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار''· وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى من جملة النعم التي أنعم بها علينا فقال تعالى: ''والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان''· في تفسير القرطبي: قال ابن عباس: ''في الزيتونة منافع يسرج الزيت، وهو إدام ودهان، ودباغ ووقود يوقد بحطبه وتفله، وليس فيه شئ إلا وفيه منفعة، حتى الرماد يغسل به الأبريسم· وهو أول شجرة نبتت في الدنيا وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، تنبت في منازل الأنبياء والأراضي المقدسة، دعا لها سبعون نبيا بالبركة، ومنهم ابراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم إذ قال: اللهم بارك في الزيت والزيتون قالها مرتين''· وقال الثعلبي: ''وقد أفصح القرآن عن هذه الشجرة بأنها من شجرة الدنيا، لأنها بدل من الشجرة فقال زيتونة''· أي أنها شجرة في صحراء ومنكشفة من الأرض لا يواريها عن الشمس شئ وهو أجود لزيتها· قال بن زيد: إنها من شجر الشام، فإن شجر الشام لا شرقي ولا غربي، وشجر الشام هو أفضل الشجر، وهي الأرض المباركة· شجرة مباركة وجاء في تفسير الجلالين: ''ومن شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية'' بل بينهما، فلا يتمكن منها حر ولا برد مضر به· وفي ظلال القرآن يقول سيد قطب: ''يوقد من شجرة مباركة'' نور زيت الزيتون أصفى نور يعرفه المخاطبون، ولكن ليس لهذا وحده كان اختيار هذا المثل، إنما هو كذلك الظلال المقدسة التي تلقيها الشجرة المباركة· ظلال الوادي المقدس في الطور وهو أقرب منابت الزيتون لجزيرة العرب· وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة'' (أخرجه الترمذي)· وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه مبارك''· وعن أنس بن مالك - رضي الله عنهما - قال: ''كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات''· قال ابن عباس: هو تينكم وزيتونكم هذا، ثم ذكروا من خواص التين والزيتون أشياء· أما التين: فقالوا: إنه غذاء وفاكهة ودواء، أما كونه غذاء، فقد قال الأطباء: إنه طعام لطيف سريع الهضم لا يمكث في المعدة، يلين الطبع، ويقلل البلغم ويطهر الكليتين ويزيل ما في المثانة من الرمل، وهو خير الفاكهة وأحمدها· وتطرق المؤلف في فصل كامل وقال إنه جاء في تذكرة داود الأنطاكي أن زيت الزيتون هو الدهن المعتصر من الزيتون، فإن أخذ أول ما خضب بالسواد، ودق ناعما وركب عليه الماء الحار ومرتين حتى يخرج فوق الماء فهو المغسول ويسمى زيت إنفاق وهو بارد وأول الثانية، يابس في وسطها، وإن عصر بعد نضج الذرة وطبخ بالنار بعد نضجه وعصره بمعاصر الزيت· هو الزيت العذب حار في الثانية معتدل أو يابس في الأولى، وكل منهما يسميه العراقيون الركابي، لأنه يجلب إليهم على الجمال، وقد يلمح الزيتون ويعطن زمنا، ثم يعصر وهذا ردئ جدا وقال في تذكرته الشهيرة· أجود زيت، زيت أنفاق لا لذع فيه ولا حدة، يسمن البدن ويحسن الألوان ويضفي الأخلاط، وينعم البشرة ويعدد داود الأنطاكي أهمية زيت الزيتون فوائده الطبية: إذا شرب بالماء الحار سكن المغص· يعالج القولون· يطرد الدود والديدان· يفتت الحصى ويصلح الكلى· الاحتقان به يسكن المفاصل· يعالج أوجاع الظهر· يمنع الشيب ويصلح الشعر ويمنع سقوطه· يقطع العفن ويشد الأعضاء· الاكتحال به يقلع البياض ويحد البصر· ينقع من الجرب والسلاق· ويشير الأنطاكي في تذكرته القيمة بأن قيمة زيت الزيتون تزداد وتقوى فيه كلما عتق حتى قيل: إنه لو وصل إلى سبع سنين تكون الفائدة منه أفضل من دهن البلسان· وقال الأنطاكي في تذكرته القيمة· والزيتون من الأشجار الجليلة القدر والعظيمة النفع، يغرس من تشرين إلى كانون، فيبقى أربع سنين ثم يثمر فيدوم ألف عام، وأن مضغ ورقه أذهب فساد اللثة والقلاع وأورام الحلق· قال موفق الدين البغدادي في كتابه ''الطب من الكتاب والسنة'' عن الزيت المعتصر من الزيتون مبينا أهمية ''الإدهان به يقوي الشعر والأعضاء، يبطئ الشيب، شربه ينقع السموم، ويطلق البطن ويسكن وجعه، ويخرج الدود، منافعه جمة، جميع الأدهان تضعف المعدة والأمعاء إلا زيت الزيتون· ووصف أبوبكر الرازي فوائد الزيتون في كتابه ''الرائع'' منافع الأغذية ودفع مضارها أهميته الغذائية فيقول: ''زيتون الماء يطلق البطن والطبيعة، ويذهب وخامة الطعام الدسم، ويقوي المعدة، وزيت الزيتون دون ذلك في هذه الأفعال''· وقال الشيخ ابن سينا في كتابه ''القانون في الطب'' إن الزيتون شجرة عظيمة توجد في بعض البلاد، قد يعتصر من الزيتون الفج الزيت، وقد يعتصر من الزيتون المدرك، وزيت الأنفاق هو الزيت المعتصر من الفج· وعن الأبحاث والدراسات العربية حول أهمية زيت الزيتون قال أحمد بن سالم بادوبلان في كتابه التداوي بزيت الزيتون إن معظم العلماء اهتموا بزيت الزيتون وأجروا العديد من الأبحاث العلمية مثل: الدكتور أندريه شارونيه مدير أمراض الكبد في مستشفى كوشين في باريس الذي يرى أن أمراض القلب تقل في مقاطعة فارجنوي في فرنسا عن مقاطعة اللورين شمال شرق فرنسا، وأرجع ذلك الى تناول زيت الزيتون مشيرا لأهميته العلاجية لمرض القلب· وقال: إنه الزيت النباتي الوحيد الذي يطلق عليه اسم إنتاج طبيعي خصوصا، وأنه يمكن الحصول عليه بمجرد الضغط على ثمرة الزيتون لأنه عنصر محايد على الصعيد البيولوجي، خاصة أنه لا يتسبب في رفع نسبة الكوليسترول في الدم· وقام أنس كينر العالم في التغذية برحلة الى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط بحثا عن الأسباب التي تجعل الناس هناك يتمتعون بقلوب سليمة بعد أن أظهرت تجاربه التي أجراها على مجموعات صغيرة من الرجال في موطنه بولاية مينيسوتا الأميركية وجود صلة بين الغذاء ومستوى الكوليسترول·· وقد أراد أن يعرف كيف تنسب حالات أمراض القلب ضمن أعداد كبيرة من السكان الى تناولهم للدهون· وفي عام 1957 قام د· أنسل بدراسة موسعة في كريت يستهلكون القليل من اللحم ومن منتجات الألبان وكثير من زيت الزيتون الذي يعتبر الدهن الوحيد المستعمل للطبخ عندهم بالإضافة الى استخدامه في كل طعام على المائدة، خصوصا الخبز حتى إن صغار المزارعين يبدأون يومهم بشرب كأس صغيرة من الزيت· وفي دراسة أخرى طرحها الدكتور ولتر ويليت رئيس دائرة التغذية في كلية هارفلرد للطب عن ''وجبة حوض البحر المتوسط التقليدية الكاملة بما تحتويه من 35- 40% من سعراتها الحرارية من الدهون خصوصا زيت الزيتون''· إن أهم ما شد انتباه ويليت في وجبة البحر المتوسط هي تأثيرها على الكوليسترول· وفي دراسة أجريت في اليونان أكدت أن النساء اللاتي يتناولن زيت الزيتون أكثر من مرة في اليوم يقلل من خطر إصابتهن بمرض سرطان الثدي بنسبة 50% بالمقارنة مع النساء اللاتي لا يتناولنه بانتظام· وقال الدكتور ويليام كاستلي صاحب دراسة فارمنجهام الشهيرة إن هناك زيتا يتمتع بأطول سجل من سلامة الاستعمال في التاريخ هو زيت الزيتون··فلقد تناول زيت الزيتون أجيالا وأجيالا، وامتاز هؤلاء بصحة الأبدان وندرة جلطة القلب عندهم· وهذا السجل الحافل بمآثر زيت الزيتون يجعلنا نطمئن لاستعماله ونقبل عليه بشغف كبير· أما الدكتور تريفيسيان من جامعة نيويورك فقد نشر بحثا في مجلة ''جاما'' لخص فيه فوائد قيمة زيت الزيتون قائلا: أكدت الدراسات الحديثة التأثيرات المفيدة لزيت الزيتون في علاج أمراض شرايين القلب· أمراض الشرايين أجرى الدكتور ويليامز من جامعة ستانفورد دراسة على 76 شخصا غير مصاب بأية أمراض قلبية لمعرفة تأثير زيت الزيتون على ضغط الدم فوجد الباحثون أن ضغط الدم قد انخفض وبشكل واضح عند الذين تناولوا زيت الزيتون في غذائهم اليومي· وتوصل فريق علمي في أسبانيا إلى أن استخدام زيت الزيتون في طهي الطعام يمنع السرطان، وقد نشرته مجلة ''جث المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي''· ويقول الفريق الطبي الذي أجرى هذه التجربة إن النتائج أظهرت أن لزيت الزيتون فوائد وقائية، وهذا ما يفسر كونه الغذاء المتوسطي غذاء صحيا· وتطرق المؤلف إلى فوائد استخدام زيت الزيتون في شفاء بعض الأمراض مثل شفائه للكوليسترول الضار وقال إن استخدام زيت الزيتون يقلل من نسب الكوليسترول الأمر الذي يمنع حدوث تصلب الشرايين· وذكر أن هناك مجلة علمية نشرت بحثا في عام 1995 أكدت في البحث أهمية تناول زيت الزيتون التي تمنع التأكسد الذاتي وهناك دراسة علمية أخرى أكدت أن الأشخاص الذين يتناولون زيت الزيتون تقل إصابتهم بأمراض الشرايين· وتطرقت دراسة قيمة نالت شهرة عريضة بعد أن نشرتها مجلة Anchives hntrnat Medicine في 27 مارس 2000 ، أجريت على 27 مريضا مصابين بارتفاع ضغط الدم بمعدل يقل عن 104/165 ملم زئبقي، ويتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم، وتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين إحداهما خضعت لغذاء غني بزيت الزيتون البكر، والأخرى خضعت لغذاء غني بزيت دوار الشمس، وبعد 6 أشهر أظهرت التحاليل ونتائج الدراسة انخفاض ضغط الدم بمقدار 7 نقاط عند الذين تناولوا زيت الزيتون·· في حين لم يحدث أي انخفاض في المجموعة الأخرى· زيت الزيتون والسرطان وأظهرت العديد من الدراسات الوبائية أن هناك تناسبا عكسيا بين زيت الزيتون، وبين حدوث عدد من السرطانات·· بل وأكثر تلك الدراسات تؤكد العلاقة الوثيقة بين تناول زيت الزيتون وانخفاض معدل حدوث السرطان· وعن علاقة زيت الزيتون والطب البديل قال المؤلف إن الباحثين في جامعة كاردين البريطانية نصحوا المرضي المصابين بالتهاب المفاصل بتناول كبسولات زيت السمك لتخفيف الآلام التي يعانون منها· ونشر د· ضياء عمران وهو محاضر وباحث أردني، دراسة عن أهمية زيت الزيتون في الوقاية من عدة أمراض قاتلة للإنسان في مقدمتها أمراض السرطان· وقال الباحث إن تناول زيت الزيتون يوميا يقلل من خطر الإصابـــة بالأمراض السرطانية· وأجرى الباحث الأردني دراسة أخرى تطرق إلى الأثر الإيجابي في استخدام زيت الزيتون في تقوية العظام لدى الأطفال والشباب· وكان عدد من علماء التغذية قد توصلوا إلى نقاط إيجابية في استخدام زيت الزيتون في الغذاء فهو يساعد على خفض ضغط الدم وعلاج نافع لحالات الإجهاد والإعياء الفكري ودواء شاف لحالات عسر الهضم·· مفيد للسكري إذا خلط مع العرعر إضافة إلى استخدام زيت الزيتون في بياض البشرة والعناية بها· وعن القيمة الغذائية لشجر الزيتون، قال ابن سينا في كتابه القانون في الطب إن زيت الزيتون يحفظ الشعر ويمنع ظهور الشيب إذا استعمل كل يوم في نفس الوقت هو شفاء لداء النقرس إذا دهن المريض ساقه به، وورق الزيتون إذا مضغ يشفى اللثة· وذكرت دراسة للدكتورة عزيزة عبدالعزيز أستاذ قسم النباتات بالمركز القومي للبحوث أن التغذية بزيت الزيتون مفيدة لأن المواد الموجودة به بعد غليان زيت الزيتون تحتفظ بكامل الفيتامينات والفوائد الغذائية لسرعة غليان زيت الزيتون