الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الطاقة الصغرى تقود طفرة الغاز الصخري في المملكة المتحدة

شركات الطاقة الصغرى تقود طفرة الغاز الصخري في المملكة المتحدة
31 يناير 2014 22:07
يعتبر التصريح الذي أعلنته مؤخراً شركة توتال عملاقة النفط الفرنسية بشأن الغاز الصخري نقطة تحول فارقة للصناعة البريطانية. إذ أنه أضفى ثقلاً على قطاع تهيمن عليه شركات صغرى لم يعرف عنها سوى القليل. استحوذت توتال على حصة 40% في منطقتي استكشاف في ايست ميدلندز في حوض جيولوجي يعرف باسم (جينز بورو تراو) يعتقد أنه غني بالغاز. وتعتبر هذه خطوة جسورة تضع شركة توتال الفرنسية في طليعة جهود استنساخ طفرة الغاز الصخري الأميركية في الأراضي البريطانية بدعم كبير من الحكومة البريطانية. ولكنها خطوة تلقي أيضاً الضوء على عدد صغير من الشركات المغمورة التي ستشارك توتال في المشروع، فشركات مثل دارت إينرجي و اجدون ريسورسز و آي جاس و إي كورب لا يعرف عنها سوى القليل خارج صناعة نفط المملكة المتحدة، وإن كانت لسنوات تقود البحث والتنقيب عن موارد الغاز الصخري الكبيرة البريطانية. عمليات التفتيت هذه الشركات الصغيرة مرشحة لأن تكون المستفيدة الكبرى من طفرة عمليات التفتيت الهيدروليكي. وعمل دخول توتال على إضفاء الشهرة على هذه الشركات ورفع من قيمة تراخيص مشاريع استكشافها للغاز الصخري وزاد من احتمال حصول مساهميها على مكاسب كبرى. وقال مارك أبوت رئيس تنفيذي إجدون ريسورسز: «هذه شهادة قيمة من شركة كبرى». غير أن إسهام شركات نفط كبرى يمكن أن يزيد من تدخل الرأي العام في صناعة لم تنتشر حتى الآن، ذلك أن هناك معارضة كبيرة من قبل مناصري حماية البيئة ضد عمليات التفتيت الهيدروليكي مثل المعارضة التي واجهتها شركة التنقيب كوادريلا حين حاولت في الصيف الماضي الحفر بحثاً عن النفط في قرية ساسكس في بالكوم بالمملكة المتحدة. نقص الحفارات كما تواجه الشركات الأجنبية مشكلة نقص الحفارات ومعدات التفتيت الهيدروليكي وكذلك تعقيدات نظام استخراج التصاريح البريطاني وصرامة قوانين البيئة بالمملكة المتحدة، وحذر محللون من أنه لهذه الأسباب وغيرها يمكن أن يستغرق الأمر سنوات قبل إنتاج الغاز الصخري في بريطانيا. وهذا يعد السبب الرئيسي وراء احتياج توتال إلى شركاء محليين يعرفون المجتمعات المحلية ويدركون الطريقة التي تدار بها المنظومة. وقال أبوت: «لا تستهينوا بما لدينا من قاعدة معرفية. إذ إن توتال على عكسنا غير معتادة على العمل في أراضي المملكة المتحدة». ليست بريطانيا الدولة الوحيدة التي يقود فيها صغار المستكشفين عمليات البحث عن النفط والغاز الصخري، فهناك تشابه واضح بين بدايات طفرة الغاز الصخري بالولايات المتحدة التي كانت تهيمن عليها شركات رائدة أعمال بادئة مثل تشيزابيك إينرجي وكونتننتال ريسورسز. وقال جون ماكجولاريك رئيس تنفيذي دارت اينرجي: «الشركات الصغيرة هي التي بدأت الموضوع برمته، وجاء اللاعبون الكبار لاحقاً»، وأضاف ماكجولاريك: «دائماً ما تبدأ الموارد غير التقليدية على أيدي شركات مستقلة صغيرة». غير أن هناك عاملاً مهماً أثر على تطوير الصناعة في المملكة المتحدة هو الفحم. إذ لم يكن العديد من طليعة المستكشفين معنيين على الإطلاق بالغاز الصخري، بل كانوا يستهدفون الغاز الطبيعي الناتج من ميثان احتياطيات بريطانيا الضخمة من الفحم، وكانت شركة دارت إحدى تلك الشركات الصغرى. ترجع أصول دارت إلى أرو اينرجي الشركة الأسترالية الكبرى المتخصصة في استكشاف غاز شقوق الفحم التي اشترتها بتروتشاينا ورويال داتش شل عام 2010. وبعض أصول أرو التي لم تكن ضمن تلك الصفقة - بما يشمل مناطق ميثان فحم في أندونيسيا والصين - انفصلت لتكوين شركة مستقلة هي شركة دارت. ثم توسعت شركة دارت في المملكة المتحدة باستحواذها على كومبوزيت إينرجي الشركة الصغيرة المتخصصة في استكشاف ميثان طبقات الفحم وشرائها تراخيص كانت ملكاً لمجموعة الاستثمار البريطانية جرينبارك إينرجي. غير أنه مع نمو حضور دارت في المملكة المتحدة، تبين لها أن مكسبها الحقيقي يكمن في ثروات الدولة الصخرية وليست في مناجم الفحم. وقال ماكجولدريك: «حل الغاز الصخري محل ميثان طبقات الفحم من حيث إمكانياته الواعدة الكبرى، ذلك أن ثروات الغاز الصخري تفوق كثيراً مكاسب ميثان طبقات الفحم». وهذه الفرضية تؤيدها تقديرات رسمية تشير إلى أن هناك نحو 1300 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري موجودة أسفل إحدى عشر مقاطعة في شمالي انجلترا. وقال ماكجولدريك: «لا يمكن استخراج إلا نسبة قليله من هذا الحجم، ولكن لو أمكن استخراج واحد في المئة فقط من حجم الغاز المقدر فإنه سيكون بمثابة نقلة فارقة للمملكة المتحدة». وانتهجت شركة آي جاس نهجاً شبيهاً بنهج دارت. تأسست هذه الشركة في عام 2004 على يد اندرو اوستن المصرفي السابق الذي كان يدير شركة تصنيع ألواح شمسية في الولايات المتحدة وفرنسيس جوجن رجل النفط المخضرم الذي عمل لسنين في شركة اميرادا هيس. طبقات الفحم ومثلها مثل دارت كان هدف آي جاس ابتداء منصباً على غاز طبقات الفحم. وقال اوستن: «في عام 2004 لم يكن هناك أي غاز صخري في العالم». ونمت الشركة تدريجياً واستحوذت على حقل نفط في ويست ساسكس من شركة بروفيدنس ريسورسز عام 2012 وحقول أخرى في حوض ويلد جنوبي انجلترا من ستار اينرجي التابعة لشركة بتروناس. ونتيجة ذلك التوسع تعتبر آي جاس إحدى أكبر الحائزين على تراخيص غاز صخري في المملكة المتحدة معظمها في حقل بولاند الصخري الذي يمتد من لانكاشاير إلى يوركشاير. وأكبر مساهميها هي الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري كنوك، التي لديها حصة 20% آلت إليها حين اشترت شركة نكسن الكندية عام 2012. كما تعتبر آي جاس إحدى رائدات الثروات الصخرية القلائل اللاتي لا تزال تنتج النفط والغاز من حقول تقليدية، حيث تستخدم عائدات تلك العمليات في تمويل أنشطتها الاستكشافية. وعلى غير عادات شركات بهذا الحجم الصغير، ينتظر أن تقوم آي جاس بتشغيل مرحلة استكشاف مشروع جينزبورو تراو بالاشتراك مع توتال كبديلة عن الشركة الفرنسية إلى أن تبلغ مرحلة التطوير. وتعتبر شركة إجدون ريسورسز أصغر الشركات الثلاث. وكانت قد تأسست على أيدي ابوت الخبير الجيوفيزيقي وأحد أصدقائه الجيولوجيين في عام 1997 بهدف إعادة تقييم الحقول الصغيرة ولكن المجدية تجارياً في أنحاء المملكة المتحدة. وحصلت على تراخيص في جينز يورو وعلى حقول نفط صغيرة في أماكن أخرى بالمملكة المتحدة وحقل غاز بحري. واستحوذت شركة اويل بريمير المسجلة في مؤشر إف تي إس إي 250، حصة 29% في اجدون ريسورسز حين اشترت شركة انكور المتخصصة في استكشاف بحر الشمال عام 2011. لم يكن المردود المالي جيداً لفترة طويلة. ولكن ذلك تغير عام 2009 حين قامت اجدون بمشاركة شركة إي كورب الخاصة مستكشف الغاز والنفط الصخري المتمركزة في هيوستن، والتي وافقت على تخصيص تمويلات لحفر بئر استكشافية واحدة في جينزبورو. ارتكزت الاتفاقية مع توتال على ذلك وبنت عليه. وسيكون هناك الآن بئران واختبارات زلزالية ثلاثية الأبعاد في بداية العملية لرسم خارطة التكوينات الجوفية، وهو أمر لا يستطيع تحمله سوى كبار المشغلين. وقال أبوت: «يعتبر تطوير الغاز الصخري من الأعمال المستلزمة لرؤوس أموال كثيفة، وهذا يكلفنا الكثير، ولكن لا يشكل عبئاً كبيراً على توتال». ويتوقع العديد من الشركات حدوث تغييرات كبيرة في مشهد الشركات الكبرى والصغرى على السواء مع تزايد الاهتمام الدولي بموارد المملكة المتحدة. وقال اوستن: «ينتظر عقد صفقات اندماج واستحواذ بالنظر إلى أن الشركات الأكبر تنتهز مثل هذه الفرص. والفرصة في المملكة المتحدة واعدة جداً في مجال الغاز الصخري». عن «فايننشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©