الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كشف أسرار أقدم كمبيوتر على وجه الأرض

30 يناير 2007 00:09
إعداد - محمد عبدالرحيم: يبدو أن عملية العثور على ماكينة حسابية من البرونز كان قد تم استردادها من حطام إحدى السفن الغارقة قبل قرن من الآن قد تكللت أخيراً بالكشف عن أسرارها لتصبح أرقى أنواع الكمبيوتر الاغريقي التي جرى تصميمها قبل وقت طويل من ميلاد المسيح· وظلت الدهشة تنتاب جموع الدارسين والعلماء حيال قطع وشظايا الآلية التي تزيد على 80 جزءا والتي عثر عليها الغواصون في عام 1901 في حطام سفينة رومانية بالقرب من جزيرة انتيكايثيرا في منتصف الطريق ما بين جزيرتي بيلوبونيز وكريت· وكما ورد في صحيفة الديلي ''تيليغراف اللندنية أن هذه الماكينة تعتبر أقدم جهاز يعرفه الإنسان وهو ينطوي على عجلات الترومس بعد أن تم بناؤه منذ قرون طويلة قبل أن تتربع هذه التكنولوجيا على مكانتها في عالم اليوم· وبعيد نشر الدراسة الخاصة بعمل هذه الماكينة في مجلة الطبيعة تحت عنوان ''آلية انتيكايثيرا'' فإن هذا الجهاز بات من شأنه أن غير من الطريقة التي نفكر بها بشأن المقدرات التكنولوجية التي كانت سائدة في العصور القديمة، وإلى ذلك فقد تمكن فريق دولي من كشف النقاب عن الطريقة التي كانت تعمل بها هذه الآلية قبل ان تكشف عن أحد أنواع الماكينات الحسابية الفلكية القديمة الرائعة والمدهشة التي ربما تم تصميمها من قبل ''هيباركوس'' أحد أعظم علماء الفلك في زمانه في الفترة التي عاشها ما بين العامين 190 و120 قبل الميلاد· ويقول كل من البروفيسور مايك ايدموندز وتوني فريث في جامعة كاديف وزملاؤهما في اليونان وأميركا إن هذا الجهاز قد تم استخدامه من أجل تحري ورسم خرائط حركة القمر والشمس بالإضافة إلى ظاهرتي الكسوف والخسوف وربما أيضاً على مسارات كواكب الزهرة وعطارد· بيد أن هذه الآلية التي تدار باليد لا تعتبر جهاز كمبيوتر حقيقيا طالما أن ''برنامجها'' لا يمكن تغييره أو استبداله، ومع ذلك فهي تظل إحدى عجائب زمانها التي تماثل السوبر كمبيوتر الخاص بالزمن الحالي والذي بامكانه القيام بعمليات الضرب والقسمة والجمع والطرح· وعلى الرغم من أن عملية العثور على الحطام يعود تاريخها إلى العام 65 قبل الميلاد الا أن الجهاز نفسه ربما تم تصميمه وبناؤه في حوالي نهاية القرن الثاني قبل ميلاد المسيح· وأكثر ما يثير الأسئلة بشأن هذا الجهاز كما يشير البروفيسور ايدموندز تلك المتعلقة بما إذا كان قدماء الاغريق قد صمموا أجهزة ميكانيكية متقدمة أخرى· بينما ينصب أحد الأسئلة الأخرى لا تقل أهمية على عما إذا كانت هذه التكنولوجيا قد تم فقدانها عندما اتجهت الامبراطورية الرومانية للهيمنة على البحر الأبيض المتوسط· ومضى يقول ''من الناحية التاريخية وفيما يختص بندرة القيمة فإنني اعتبر هذا الجهاز اكبر قيمة بكثير من لوحة الموناليزا''· وكان ''مشروع البحث في آلية انتيكايثيرا'' قد منح الإذن بالدخول إلى الجهاز في المتحف الوطني للآثار في أثينا في العام الماضي قبل أن يعتمد فريق البحوث الدولي لاستخدام تقنيات التصوير التي ألقت بمزيد من الأضواء على النقوش والكلمات المطبوعة التي كان من المستحيل التوصل إلى الشفرة الخاصة بها· ولكن بعض الأحرف ظلت تشير إلى أن تاريخ بناء الجهاز يعود إلى موعد ما بين العام 150 و100 قبل الميلاد أي في وقت مبكر بقليل من الموعد المفترض كما تصف الطريقة التي صنع واستخدم بها الجهاز بالإضافة إلى معلومات تختص بحركة الاجرام في السماوات· وكشفت إحدى الماسحات التي تعمل بأشعة اكس عن وجود أكثر من 30 جهاز للقياس والمسننات البرونزية المصنوعة بالأيدي البالغة الدقة والتعقيد، وكما يقول البروفيسور ايدموندز ''لن يكون بمقدورك أبداً تجاوز هذه التعقيدات ما لم تحصل وتتطلع على أنواع الساعات الفلكية الخاصة بالعصور الوسطى''· ولكن التوقعات والتنبؤات الخاصة بالكيفية التي تعمل بها هذه الاعجوبة المعجزة ما زالت مستمرة بعد أن عكف الفريق الآن على تصميم نسخة افتراضية لها في داخل جهاز الكمبيوتر· ويقول البروفيسور ايدموندز ''إن هذا الجهاز يثير قدراً هائلاً من الحيرة والتعجب بشأن ما كان من الممكن أن يحققه الاغريق لولا أن دانت السيطرة عليهم لروما واوقفوا عجلة التاريخ، هل كان بامكانهم ارسال أول رجل للقمر بحلول العام 300 قبل الميلاد؟''· ومضى يقول: ''قد يبدو أن الأمر ينطوي على نوع من السخف ولكن إذا كان بمقدورهم بناء جهاز عبقري التقنية مثل هذا فإن المسألة بالتأكيد ليست مجرد خيال أو فانتازيا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©