السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسول يدعو إلى الطهارة في مواجهة التلوث

الرسول يدعو إلى الطهارة في مواجهة التلوث
13 مارس 2009 00:46
لأن محمد - صلي الله عليه وسلم - نبي صاحب رسالة للبشرية تتجه إلى ضمير الإنسان نفسه، فإن منهج الإسلام لعلاج قضايا البيئة، الذي بلغ به المصطفى، يبدأ بالإنسان نفسه ويركز على الوازع الداخلي لديه وإيمانه وعقيدته، ومن هنا نجد أن الحفاظ على البيئة بشكل عام وحمايتها من التلوث بشكل خاص يرتبط بالعقيدة الإسلامية ويعد جزءا من إيمان المسلم، ويعتبر حماية البيئة من التلوث شعبة من شعب الإيمان· يجسد ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان (رواه مسلم)· ولا شك أن إماطة الأذى عن الطريق يعنى مواجهة تلوث البيئة بكل أشكاله وتطهير البيئة التى يعيش فيها المسلم من كل ألوان التلوث والنجاسات· ولا يكتفي المصطفى- صلى الله عليه وسلم- بمنع مختلف اشكال التلوث، وإنما يقدم للبشرية مفهوما إيجابيا مناهضا للتلوث، وهو الطهارة التي تستهدف ان يعيش الإنسان في بيئة نقية، ويقوم هذا المنهج على النظافة الشخصية والعامة، وينجح في حشد الاقتناع الدخلي بهذا المفهوم المناهض للتلوث لدى أصحابه، من خلال ربطه بالعقيدة، فالطهارة شرط للممارسة العبادة التي هي أعلى درجات التواصل بين الإنسان وخالقه، بل إن النظافة في حد ذاتها شعبة من الإيمان وهذا يدعو إلى حماية البيئة من التلوث انسجاماً مع هذا الإيمان· الطهارة نصف الايمان وتحتل الطهارة مرتبة متقدمة ليس فقط في حياة محمد- صلى الله عليه وسلم - وإنما أيضا فى الفكر الاسلامى بشكل عام، تصل إلى أنها تمثل نصف الايمان كما يشير إلى ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ''الطهور شطرالإيمان'' (رواه مسلم) نظراً لاشتراطه لصحة الصلاة التى هى عماد الدين· فالرسول - صلى الله عليه وسلم كان قدوة طيبة لغيره فى مظهره الجميل، حيث كان يحب التطيب، ويحب الرائحة الجميلة، والهيئة الحسنة - يدعونا إلى المعيشة فى بيئة خالية من التلوث ومن القبح ومن سوء المنظر ومن الأذى بكل صوره وألوانه· ويغطي مفهوم الطهارة الاحتياجات الخاصة بالنظافة، بالاضافة إلى جملة اشتراطات أخرى تؤهل البيئة وعناصرها لأداء مهام محددة تتعلق بحياة الأنسان الدينية والدنيوية· وتكتسب الطهارة أهمية خاصة فى الدين الأسلامى لارتباطها بأهم الواجبات الدينية للمسلم وهى الصلاة، فمادة الطهارة واشتقاقاتها المختلفة قد وردت فى 31 موضعاً بالقرآن الكريم، ويذكر حمد عبدالقادر الفقى في دراسته ''البيئة مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث'' أن مفهوم التطهر من النجاسات والأقذار (التلوث) قد ساد ما يقرب من نصف تلك المواضع· ومن الآيات القرآنية التي تحث على الطهارة والتطهر، قوله تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين البقرة : ،222 وقوله و ثبابك فطهر، والرجز فأهجر المدثر : 4-·5 وهذه الطهارة التى هى نصف الإيمان تعد مبدأ من المبادئ الأساسية فى الاسلام تمتد بطول حياة المسلم وعرضها وتحيطه فى نفسه ومكانه وبيئته ومن ثم تكون الطهارة هي المقابل والمواجه للتلوث على مختلف المستويات، فقد خلق الله - عز وجل - العالم وأحاطه بالجمال، وعلى البشر أن يعكسوا ذلك الجمال من خلال الطهارة والنظافة ومن ثم مواجهة التلوث، فيقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إن الله جميل يحب الجمال - أخرجه الترمذى عن ابن مسعود· النظافة سلوك يومي ومن ثم فإن مواجهة تلوث البيئة- في هذا المنهج تبدأ من داخل الإنسان نفسه حيث ترتبط بعقيدته التي تطالبه بأن يكون نظيفا فى ذاته وبدنه، فالرسول - صلى الله عليه وسلم يقول (تنظفوا فإن الأسلام نظيف) رواه أحمد وأبو داود والترمذي· ويربط النظافة بالإيمان فى العديد من الأحاديث النبوية ومنها ''النظافة تدعو إلى الإيمان، الإيمان مع صاحبه فى الجنة'' رواه الطبرانى· ولم تكن دعوته الى النظافة مجرد أقوال عامة، وإنما جسدها في سلوك يومي يتمثل في الاغتسال أو على الأقل غسل الوجه والأطراف خمس مرات يوميا من خلال الوضوء،،وهذا ليس امرا اختياريا، وإنما ألزم نفسه واصحابه بذلك، فالوضوء شرط لممارسة العبادة وتحديدا أداء الصلاة، كما يشترط الاغتسال كليا في حالة الجنابة، فضلا عن الدعوة الى الاغتسال يوم الجمعة· وهناك أمور أخرى فعلها الرسول وطالب أصحابه بفعلها بشكل دائم، وتمثل سلوكيات مستمرة لتحقيق النظافة ومواجهة التلوث ومسبباته، ومنها ما يطلق عليها سنن الفطرة مثل الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر ونتف الإبط، قال - صلى الله عليه وسلم - ''الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقص الشارب'' رواه أبو هريرة· وتشمل هذه النظافة مختلف جوانب البيئة التي عاش فيه الرسول وتمتد الى الثياب، والبيت، والمسجد، والأسواق، والأماكن التي يرتادها، وقد طالب أصحابه بأن يكونوا قدوة في النظافة ولا يتشبهوا بالأقوام غير النظيفة، لأن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة - يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم : إن الله طيب يحب الطيب، جواد يحب الجود، كريم يحب الكرم، نظيف يحب النظافة، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود'' رواه الترمذى كما حث على نظافة الأرض بصفة عامة وحمايتها من التلوث، فالنظافة شرط أساسي للأرض التى تؤدى عليها الصلاة· المسكن الصديق للبيئة ويندرج تحت ذلك الاختيار المناسب للموقع الذى سيقيم فيه الانسان وبخاصة المسكن، وقد كان النبى -صلى الله عليه وسلم - يحب سعة الدار، ويعتبر ذلك من مظاهر سعادة الإنسان، فقد قال: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح، والمركب الهنئ) ولاشك أن اتساع الدور عامل مهم لتهويتها، وقد طبق ذلك المعماريون الاسلاميون فيما بعد، الذين حرصوا على مراعاة هذه العوامل التى تضمن نظافة البيئة وتهوية المنزل، فى تصميم المبانى التى شيدوها· وانطلاقا من تعاليم المصطفى والقيم التي جسدها، فقد وضع علماء المسلمين شروطا للسكن، اشار اليها الباحث محمد عبد القادر والفقى، من أبرزها: أن يكونا فى بيئة خالية من العلل والأمراض، وألا يكون معرضا للرطوبة أو محروما من النور والهواء والا يكون منخفضا جدا تحت الارض حتى لا يكون مستقراً للغازات الثقيلة مثل ثانى أكسيد الكربون· وألا يكون مرتفعا جداً ومعرضاً لتأثير الرياح الشديدة وأن تكون سعة غرفه بقدر الاحتياج وأن تكون عمارته وأبوابه ونوافذه محكمة الضبط· ومن هؤلاء العلماء الذين تحدثوا عن شروط المسكن الصالح، ابن سينا الذي ذكر في كتابه ''القانون فى الطب'' بعض هذه العوامل البيئية التى تؤثر فى صحة السكن، وخلص إلى أن أماكن البيوت يجب أن تكون من ناحية الشرق حتى تدخلها أشعة الشمس وأن يتم توجيه فتحاتها من أبواب وشبابيك بإتجاه شرق الشمال لتمكين الرياح المشرقية - وهى رياح نقية - من الدخول إلى الأبنية· العجز عن استقبال القبلة أثناء الصلاة ؟ والدتي مريضة أجريت لها عملية كسر بالفخذ وهي نائمة دائماً على ظهرها وتصلي وهي على ظهرها ولكن غير متجهة للقبلة؛ وذلك لأن وضع السرير باتجاه جهة الشمال والقبلة بالغرب وهي تصلي فهل صلاتها مقبولة أم غير ذلك؟ وهل يجب الاتجاه للقبلة أم لا؟ علماً بأنها لا تستطيع التحرك· أفيدونا بكيفية الصلاة والوضوء؟ ؟؟ أجاب المركز الرسمي للإفتاء بالدولة عن هذا السؤال، قائلا إن استقبال القبلة في الصلاة واجب إذ هو شرط في صحة الصلاة، يقول ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله في رسالته: (واستقبال القبلة فريضة)· وذلك الوجوب مقيد بالقدرة؛ وأنتم أخي الفاضل ليست لديكم مشكلة في تحديد جهة القبلة، فهذا الأمر محسوم بالنسبة لكم، وإنما في عدم قدرة الوالدة على التوجه إليها، والأمر هنا ميسور أيضاً· فإن كان السرير الذي تنام عليه يمكن تغيير موقعه بحيث يجعلها ذلك مستقبلة للقبلة قمتم بذلك؛ وإن كان السرير لا يمكن تحريكه صلت في مكانها ولم يعد متعيناً عليها استقبال القبلة، لما جاء في مواهب الجليل للإمام الحطاب رحمه الله: (قال ابن بشير في باب صلاة المريض: فإن عجز عن استقبال القبلة بنفسه حُوِّل إليها فإن عُجز عن تحويله سقط حكم الاستقبال في حقه)· ويقول الشيخ الدردير رحمه الله: (وأما مريض أو مربوط أو نحوهما لا يقدر على التحول وليس ثم من يحوله إلى جهتها وهو يعلم الجهة قطعا فهذا يصلي لغير جهتها لعجزه)· وبالنسبة للوضوء فيوضئها أحدكم فإن لم يكن ذلك ممكناً جيء لها بحجر فتتيمم به وتصلي على نحو ما ذكر سابقاً؛ فالأمر كلما ضاق اتسع والحرج مدفوع بأصل الشرع وسماحته
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©