السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

احتدام القتال في سرت واشتباكات بضواحي طرابلس

احتدام القتال في سرت واشتباكات بضواحي طرابلس
15 أكتوبر 2011 01:25
عواصم (وكالات) - اندلع قتال شديد صباح أمس في سرت بين القوات الموالية للنظام الليبي الجديد وكتائب العقيد الهارب معمر القذافي، وذلك بعد أن أعاد الثوار تنظيم صفوفهم إثر تراجعهم بضعة كيلومترات الخميس في مواجهة القناصين المختبئين في المباني السكنية. فيما أرسلت قوات الحكومة الليبية المزيد من الدبابات إلى المدينة أمس، في محاولة لكسر شوكة مقاومة قوات الزعيم المخلوع في مسقط رأسه. في غضون ذلك، أكد الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الرحمن بوسين أن اشتباكات وقعت أمس مع مسلحين موالين للزعيم الفار يتراوح عددهم بين 20 و50 مسلحاً كانوا يرددون هتافات موالية للقذافي، في حي بو سليم والهضبة الخضراء بالعاصمة طرابلس، مرجحاً وقوع ضحايا. وبالتوازي، أكد أندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون العسكرية والسياسية في بروكسل أمس، أن واشنطن أرسلت فريقاً من 14 خبيراً، إلى ليبيا وتستعد لإرسال 50 آخرين، للمشاركة في البحث عن أسلحة فقدت مؤخراً ولتجنب وقوعها في “أيد غير أمينة”، مبيناً أن بلاده وحلفاءها بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو” يرون ضرورة التحرك بشكل عاجل لمنع وقوع صواريخ أرض- جو والقذائف المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف، في أيدي جماعات متشددة. وأفادت قناة “ليبيا الحرة” أن قوات المجلس الانتقالي أرسلت المزيد من الدبابات إلى سرت أمس. وقالت إن قوات المجلس تحكم قبضتها تدريجياً على المنطقة المحيطة بسرت، في حين ذكرت قناة “الجزيرة” أن الثوار سيطروا على مزيد من الأحياء داخل المدينة وأن الاشتباكات مستمرة مع الكتائب، ونقلت عن قادة ميدانيين أن السيطرة بالكامل على مدينة سرت أصبحت وشيكة. وأفاد صحفي لفرانس برس أن قوات النظام الجديد كانت تتمركز قرب مقر قيادة الشرطة، الموقع الذي تراجعت إليه أمس الأول، بعد انسحابها كيلومترين تحت نيران قناصة القذافي. وواجه الثوار في الحيين السكنيين “دولار” و”رقم 2” شمال غرب المدينة، مقاومة شرسة لم تكن متوقعة مما أدى إلى تباطؤ تقدمهم. وأوضح ناصر مقصبي قائد كتيبة “شهداء ليبيا الحرة” على الجبهة “مساء الخميس استخدمنا المدفعية لقصف الحيين.. الوضع لم يتغير اليوم ونطوق الحيين”. وقال يوسف البدري “لقد حاولنا الاقتراب من الحي حيث تتواصل المعارك لكن فريقاً للاستطلاع اضطر لأن يعود أدراجه بسبب القناصة الذين تمركزوا حول الموقع”. وذكر صحفي لفرانس برس أن الجزء الأكبر من قوات المجلس الانتقالي شرق أحد الحيين، تتمركز في مقر الشرطة. وأفاد مقاتل يدعى عبد السلام فرجاني “ننتظر الأوامر، معركة سرت ستنتهي قريباً لكن الحرب في ليبيا لن تنتهي إلا مع اعتقال القذافي”، فيما كانت 3 دبابات تتمركز لقصف مركز قيادة عسكري يعتبر رمزاً للنظام السابق. ويقول قادة في المجلس إن مقاتلي القذافي لا يسيطرون الآن إلا على منطقة مساحتها نحو 700 متر من الشمال إلى الجنوب ونحو 1.5 كيلومتر من الشرق إلى الغرب وهي منطقة سكنية. ويستخدم الثوار الدبابات لقصف المباني من مسافة قريبة لإخراج القناصة منها. وإلى جانب الدبابات استعدت عشرات الشاحنات وأفراد المشاة للمعركة أمس. وقوات القذافي في سرت محاصرة من جميع الجهات وليس لديها أمل في كسب المعركة لكنها ما زالت تقاتل وتوقع عشرات القتلى والمصابين بإطلاق مقذوفات صاروخية وقذائف المورتر والأسلحة الصغيرة. واستقبل مستشفى ميداني قتيلين من الثوار و23 مصاباً أمس الأول. وذكرت صحيفة “قورينا” الجديدة الليبية نقلاً عن مصدر طبي ببنغازي أن 5 من الثوار استشهدوا وجرح 18 آخرون في المعارك بحي الدولار أمس الأول. وأضافت أن 15 جريحاً من الثوار وصلوا مساء أمس إلى المستشفى على متن مروحية. من جانب آخر، قال الناطق باسم المجلس الانتقالي عبد الرحمن بوسين “بعد تظاهرة للموالين للقذافي في حي بوسليم بطرابلس أمس، جرت اشتباكات مع قوات للثوار”. ورجح بوسين سقوط ضحايا، لكنه لم يتمكن من تحديد أي حصيلة في الحي الذي يقع على بعد 10 كيلومترات من وسط طرابلس وعلى مقربة من باب العزيزية المقر السابق للقذافي. من جانبه، قال خالد شريف نائب المسؤول العسكري عن طرابلس في المجلس، إن اشتباكات محدودة دارت في حيي بوسليم والهضبة الخضراء اللذين يعتبران مواليين للقذافي. وأضاف “دارت اشتباكات محدودة بعد صلاة الجمعة مع مجموعة مسلحة في منطقة بوسليم والهضبة الخضراء”، واصفاً المجموعة المسلحة بأنها “طابور خامس”، مؤكداً أنه “تمت السيطرة على الوضع وإلقاء القبض على عدد منهم ونقوم بمطاردة الباقين”. ولم يحدد المسؤول العسكري الليبي عدد المعتقلين. وهي المرة الأولى التي تسجل فيها اشتباكات في المدينة التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي في أغسطس الماضي. إلى ذلك، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون العسكرية والسياسية إن التهديد المتمثل بالصواريخ من نوع أرض- جو والقذائف المحمولة “يقلقنا كثيراً ونحن نبذل كل الجهود” لتجنب نشر هذه الأسلحة. واطلقت واشنطن برنامجاً يبلغ تمويله حوالي 30 مليون دولار لمساعدة السلطات الليبية الجديدة على ضمان أمن مخزون الأسلحة، على ما أكد شابيرو للصحفيين في بروكسل. وأضاف “نرحب بمساهمات شركائنا الإضافية من أوروبا والأطلسي” موضحاً أن لندن وافقت على إرسال خبراء. وأوضح أنه كان يوجد في ليبيا ما يقدر بـ20 ألف صاروخ عندما بدأت الانتفاضة، مبيناً أنه من المعتقد أن الآلاف منها دمرت خلال حملة القصف التي شنها الناتو لكن هناك ضرورة ملحة لمعرفة مصير الباقي. وقال بعد اجتماعات مع مسؤولين من الاتحاد والأطلسي في بروكسل “نشعر بقلق بالغ بشأن هذا التهديد.. إذا وقعت في الأيدي الخطأ يمكن أن تشكل تلك الأنظمة تهديداً محتملاً للطيران المدني”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©