الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفريق التاسع - محمد بن سيف الرحبي

30 يناير 2007 00:47
وحان الختام.. بعد أسبوعين من الكرة سيعود الهدوء إلى الساحة الخليجية·· بعد أسبوعين من التنافس، والشد العصبي، والتصريحات (ما برد منها وما سخن) ستغلق عاصمة الحب الإماراتي أبوظبي ملفا سمي (خليجي 18) لتأتي مسقط بعدها وتضيف رقما جديدا الى هذا الرقم، وهكذا هي مساحة اللقاء بين الدول الثماني التي رسمت ملامح أهم وأنجح بطولة رياضية عرفها العرب، على اختلاف مشاربهم (ومأكلهم أيضا)· هذا اليوم سيكون استثنائيا في مفكرة العاصمة الإماراتية·· فيه الكثير مما يشعر به المرء، خاصة ذلك الميمم وجهه نحو الملعب الذي تقام عليه مباراة البطولة، لكي تختار كأس الخليج عريسا جديدا تزفه الآلاف، وتمنحه السعادة الكبيرة، حيث سيكون مالئ الدنيا وشاغل الناس، لأسابيع قادمة· حيرة، قلق، توتر، تفاؤل·· وغيرها من المفردات المنسابة بين عاصمتين خليجيتين، بين أبوظبي ومسقط، بين جارتين، في الجغرافيا، وفي القلب الخليجي، وفي ذات المجموعة التي شهدت عصفا كرويا منذ لقائهما الأول في حفل الافتتاح· الأبيض الإماراتي، عينه على اللقب، وقلبه وكل جوارحه، بين يديه الآن، يشعر أنه لم يكن قريبا مثلما كان هذه المرة، هي ذات المشاعر التي لدى الأحمر العماني وعشاقه· يشترك الفريقان في مجموعة من النقاط التي تسبق لقاءهما هذا المساء، فكلاهما ذاق مرارة أن تفر الكأس من بين يديه على حين غفلة، ولأن منصة البطل واحدة لا تحتمل أكثر من اسم واحد فالمرارة حتما ستبقى في فم أحد الفارسين· لكن هي كرة القدم، بمفاجآتها وحظوظها التي قادت الأحمر والأبيض الى لعب النهائي، وليس هذا تقليلا من شأنهما لكنها رياح الكرة حين تريد أن تهب سلسة وطيبة مع فريق ضد آخر· وكان الله في عون الجميع في البلدين الحبيبين هذا المساء، بدءا من اللاعبين الذين يتعرضون لضغوط نفسية ليست هينة، وليس انتهاء من رجل الأمن الذي أمامه مهمة صعبة بعد المباراة، أيا كان الفريق الرابح· نأمل أن يستوعب المتحمسون (جدا) حقيقة أن هذه هي كرة القدم، وأن الفوز لا يعني التعرض للآخرين، وأن الهزيمة لا تعني الانتقام أيضا·· جماهير الفريقين أمامهم مهمة صعبة في الحفاظ على هدوئهما، فكلنا تحت راية الخليج يدا واحدة، ونفخر في البعد الحضاري حين نفخر ليس بما تحقق كرويا ولكن بما شمخ من صروح على أراضي الإمارات وعمان، وما يجمعهما أكبر من فوز في مباراة كرة قدم أوخسارة فيها، هناك صوت الحكمة الذي نحتاجه اليوم، كي لا ينفجر الفرح أكثر مما يجب، وكي لا تقودنا الهزيمة فوق ما ينبغي· فإذا فاز الأحمر العماني فهو مستحق لما يملكه من كتيبة المحترفين، ويؤكد أنه لا صغير في كرة القدم الخليجية·· يحتاج الى كلمة مبروك من الاشقاء الإماراتيين، وعلى ثقة في أنهم سيقولونها، لأن إمارات الخير سبَّاقة في كل ما هو خير·· واذا انتصر الأبيض الإماراتي، فألف قبلة لكل عاشق لهذا المنتخب، هم جديرون بالبطولة· عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©