نيروبي (ا ف ب) - أعلن مسؤول في الشرطة الكينية الإقليمية أن من المرجح جداً أن تكون الإسبانيتان اللتان خطفتا أمس الأول من مخيم داداب للاجئين (شرق كينيا) محتجزتين في الصومال المجاورة. وصرح قائد شرطة منطقة دداب ليو نيوجيسا أن “كل المعطيات ترجح ان يكون (الخاطفون ورهينتاهم) على الطرف الآخر (من الحدود مع الصومال)”.
وأوضح أنه عثر على السيارة الرباعية الدفع التي استعملها الخاطفون للفرار من مخيم داداب أمس الأول مع إسبانيتين تعملان في منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، على أقل من عشرين كلم من الحدود الصومالية. وأضاف المسؤول “نتوقع ان يكون الخاطفون لم يتمكنوا من استعمال السيارة أكثر من ذلك لأن الامطار جعلت من الصعب سلوك تلك الطرق غير المعبدة”. وأكد أن الشرطة الكينية ستواصل بحثها على الأراضي الكينية بدعم مروحية رغم احتمال أن يكون الخاطفون قد وصلوا إلى الصومال. ومن المتوقع انعقاد اجتماع طارئ في نيروبي صباح الجمعة بحضور قائد الشرطة الوطنية ماثيو ايتيري للبحث في عمليات الخطف الثلاث التي استهدفت نساء أوربيات في ظرف شهر في شرق كينيا. وقبل الموظفتين الاسبانيتين المكلفتين بالجانب اللوجستي خطفت عصابات مسلحة في 11 سبتمبر السائحة البريطانية جوديت تيبات وفي الأول من اكتوبر الفرنسية ماري ديديو في مكانين مختلفين من ارخبيل لامو السياحي على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود الصومالية. وشهد مخيم داداب الواقع على بعد أقل من مئة كلم من الحدود الصومالية خلال الأشهر الأخيرة تدفق آلاف اللاجئين الصوماليين الفارين من الجفاف والمجاعة والحرب الاهلية، وبعد ان كان مهيئاً لدى إنشائه في 1991 لاستقبال تسعين ألف لاجئ يستقبل المخيم حالياً نحو 450 ألف ومنذ بداية اكتوبر التحق به أكثر من 7500 شخص حسب الأمم المتحدة.
وأثار خطف الإسبانيتين العاملتين في منظمة اطباء بلا حدود قلقاً الجمعة حول الأمن في المخيم، وكذلك حول استمرار المساعدة الدولية.
وقال محمد يوسف راقو (30 سنة) إن “خوفنا الكبير هو ان نحرم من الخدمات الأساسية مثل الأغذية والماء والعلاج”. وقال سيناب جيدي (50 سنة) إن “الخاطفين يجلبون هنا المشاكل التي تركناها وراءنا في الصومال ، إنهم لا يبحثون سوى عن ابتزاز المنظمات الإنساسية لمصلحتهم الخاصة”. وقال مدير فرع منظمة كير في كينيا غاري مك غارك “أكيد أنها معضلة لأنه لا يمكننا تقديم مساعدة أساسية، عندما يخطف موظفونا لكن في الوقت نفسه لا يمكننا التوقف عن توفير المساعدة لنصف مليون نسمة هم في حاجة إليها”.
وأفاد مصدر في الشرطة رافضاً كشف هويته أن “عدد الشرطيين نحو 00 2 بل 150 تحديداً، وهو عدد قليل جدا لمكان بهذا الحجم” يضم نحو نصف مليون نسمة. وأضاف “بما أننا قليلون نشجع العاملين في المجال الإنساني على أن يرافقهم حراس أمنيون”. لكن أطباء بلا حدود التي ترفض العمل مع حراسة تقول إنها المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي تتنقل بدون شرطيين وعسكريين في داداب.
عدد اليوم
