أبوظبي (الاتحاد)- أجرى جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية عملية تطوير وتحديث لمختبرات وقاية النبات التابعة لإدارة الأبحاث والتطوير وتزويدها بعدد من الأجهزة المخبرية الحديثة للارتقاء بأداء العمل البحثي ورفع كفاءة نتائج التحاليل والاختبارات، وذلك من خلال تطبيق أحدث أساليب تشخيص الإصابات الحشرية والمسببات المرضية للنباتات كالفطريات والبكتريا والفيروسات والفيتو بلازما وبدقة عالية ليتسنى وضع برامج المكافحة المناسبة.
وأكد محمد جلال الريايسة مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع أن عملية تطوير مختبرات وقاية النبات سوف تساهم في الحد من إحدى أهم المشكلات، وهي الآفات الزراعية ذات التأثيرات الاقتصادية السلبية على الإنتاج الزراعي، لذا فقد أولى جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أهمية كبرى في تطوير طرق وأساليب الكشف ومكافحة الآفات والأمراض النباتية للمساعدة في زيادة الإنتاج وضمان سلامة الغذاء في آن واحد.
وقال محمد جلال الريايسة: “يسعى الجهاز للارتقاء بعمليات البحث والتطوير عند تنفيذ خططه الاستراتيجية المبنية على الأسس العلمية بإيجاد الحلول للمشكلات التي يعانيها قطاعا الزراعة والغذاء، ما يساهم في تطوير البحث العلمي التطبيقي في حقول الوقاية النباتية المختلفة، إضافةً إلى تطوير قدرات ووعي المرشد الزراعي والمزارع الإماراتي، وكل من له علاقة في مجالات الوقاية النباتية، علاوة على فتح الآفاق الواسعة لمفهوم مكافحة الأمراض والآفات الزراعية بطرق آمنة بيئياً” .
وقام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية باقتناء مجهر فلوريسنت حديث مزود بكاميرا رقمية لاستخدامه في تشخيص المسببات المرضية النباتية، والذي يمتاز باستخدامه لنوعين من الإضاءة “ الطبيعية وفوق البنفسجية”، والتي تتيح القدرة على تشخيص الأحماض النووية للأحياء المجهرية المرضية.
كما سيساعد على التفريق بين الفطريات التي لها أكثر من سلالة، وذلك من خلال توافر إمكانية القياس الفيزيائي الدقيق لهذه الفطريات، لافتاً إلى أن وجود الكاميرا الرقمية عالية الوضوح ستوفر فرصة لتوثيق الصور الدقيقة لهذه الأحياء، والتي يمكن الاستفادة منها لأغراض النشر العلمي والإرشاد الزراعي.
كما استعان الجهاز بمجهر متطور آخر، يحوي كاميرا رقمية ذات مقدرة فائقة في الحصول على صور عالية الدقة والوضوح، للآفات الحشرية التي تصيب المحاصيل الزراعية، ومراقبة فعالياتها البيولوجية، كجزء من مشاريع البحوث العلمية التي تنفذ في مختبرات وقاية النبات التابعة لإدارة الأبحاث والتطوير.
وسوف يتيح استخدام هذا المجهر المتطور الفرصة أمام الباحثين لمراقبة مراحل تطور دورات حياة الحشرات وتكاثرها ومتابعة العلاقات التكافلية بينها، وتوثيقها بالصور وأفلام الفيديو العالية الوضوح، عبر برامج حاسوبية قادرة على الرصد الدقيق لجميع مناحي حياة هذه الحشرات، منوهاً أن المجهر لديه القدرة على قياس أطوال أجزاء الحشرات وأعدادها وأحجامها، وبتوافر وسائل إضاءة أمامية وخلفية، تبرز تفاصيل دقيقة لجسم الحشرة بوضوح عالٍ، يساعد على إجراء عمليات التصنيف، وتحديد الأنواع، كما تتميز الكاميرا الرقمية الموجودة في هذا المجهر بسرعة فاقة في التصوير، مع تمثيل غير مسبوق للألوان، يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من التطبيقات التقنية في هذا المجال.
وتسعى إدارة الأبحاث والتطوير من خلال تطبيقات هذا المجهر إلى التعرف إلى أساليب وقدرات المفترسات والمتطفلات الحشرية في القضاء على الآفات الحشرية الضارة، وتوثيق هذه العمليات كجزء من برنامج المكافحة البيولوجية التي يقوم بدراستها قسم الأبحاث الزراعية، علاوة على إمكانية توفير تخزين للصور العلمية للحشرات يمكن الاستعانة بها كقاعدة بيانات للآفات الزراعية في إمارة أبوظبي والدولة عموماً، وإتاحة الفرصة للباحثين في مراكز البحث العلمي والجامعات للاستفادة منها في مجالات التصنيف العلمي للحشرات والنشر العلمي والإرشادي وطباعة الكتيبات التوعوية للمزارعين.
عدد اليوم
