الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 178 سورياً واتساع نطاق حرائق السوق القديمة بحلب

مقتل 178 سورياً واتساع نطاق حرائق السوق القديمة بحلب
2 أكتوبر 2012
عواصم (وكالات) - لقي 178 سورياً حتفهم أمس، منهم 141 مدنياً سقطوا بنيران القوات النظامية، وبينهم 32 ضحية قضوا بـ10 غارات جوية شنتها طائرات نفاثة ومروحية على بلدة سلقين بريف إدلب، حاصدة من بين الضحايا 8 أطفال وعدداً من النساء، تزامناً مع قصف جوي عشوائي استهدف ساحة عامة بحي قبتان الجبل في حلب مدوياً بحياة 20 شخصاً، من ضمنهم أيضاً أطفال ونساء. كما سقط في منطقة مساكن هنانو بحلب نفسها، 10 قتلى و20 جريحاً إثر قذيفة مدفعية أطلقتها قوات نظامية لتصيب مسجداً أثناء صلاة الفجر، في وقت حصدت فيه اشتباكات متفرقة في الأنحاء السورية 11 مقاتلاً معارضاً و26 جندياً نظامياً، بينهم 18 عنصراً لقوا حتفهم بتفجير عبوات ناسفة في كمين نصبه معارضون لقافلة عسكرية على طريق حمص تدمر. وفي الأثناء، أكد نشطاء معارضون أمس، أن الحرائق التي التهمت السوق القديمة التاريخية في مدينة حلب امتدت إلى مناطق أخرى بالبلدة القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي، في إطار المعارك الضارية بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية للسيطرة على قلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، وسط قلق متنام على المواقع الأثرية أعربت عنه فرنسا ومصر والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو”. كما تعرضت أحياء الشعار والحيدرية والصاخور ومساكن هنانو وطريق الباب والنصاري الشرقي بحلب للقصف أمس، وذلك بعد قصف ليلي مماثل لأحياء الصاخور والشعار وسليمان الحلبي والكلاسة في المدينة الاستراتيجية. وأشار المرصد السوري الحقوقي إلى “تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي المعارضة أمس، الذي خلق حالة ذعر للموظفين، واخرجوا من المبنى، وقطع الرابط بين ساحة سعد الله الجابري (وسط) والقصر البلدي”. وبالتوازي، ذكر المرصد أن مزارع زملكا وعين ترما بريف دمشق تعرضت أيضاً للقصف من قبل القوات النظامية، حيث دوت أصوات الأسلحة الثقيلة، وذلك بعد يوم شهد اشتباكات مع المقاتلين المعارضين تكبدت خلالها القوات النظامية “خسائر فادحة”، بحسب المرصد. بينما شهدت منطقة الحولة وبلدة طلف بريف حمص لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي اقتحمت بلدة السمعليل الريفية. في حين قصفت القوات النظامية بلدة طفس في درعا موقعة قتلى وجرحى، وذكرت حصيلة للهيئة العامة للثورة السورية، أن ما لا يقل عن 141 مدنياً قتلوا بالقصف المدفعي والجوي والاقتحامات والمجازر الأخرى شبه اليومية التي ترتكبها القوات النظامية، بينهم 8 أطفال و6 سيدات. وسقط في إدلب 42 قتيلاً بينهم 32 لقوا مصرعهم بـ10 غارات شنتها مقاتلة نفاثة ومروحية على بلدة سلقين بريف إدلب على بعد نحو 5 كيلومترات من الحدود التركية. ولقي 39 شخصاً حتفهم في دمشق وريفها بينهم سيدة، بينما قتل 33 آخرين في حلب. وفي درعا، قتل 19 مدنياً ومجند منشق، بينما سقط قتيلان في كل من حماة وحمص واللاذقية. وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية بأن 32 شخصاً بينهم 8 أطفال وعدة نساء، لقوا حتفهم أمس، بـ10 غارات شنتها طائرة حربية ومروحية على بلدة سلقين بمحافظة إدلب، دعماً للقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين قوات المعارضة في ساعات الصباح الأولى أمس. ووفقاً لما نقله المرصد عن ناشط ومصدر طبي، فإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع في ظل وجود جرحى بحالة خطيرة. وكانت حصيلة سابقة أوردها المرصد أفادت بسقوط 21 قتيلاً إثر القصف الجوي على البلدة، مشيراً إلى أن الأطفال الضحايا الثمانية دون سن الـ18، مبيناً أن عدداً من الجثث ما زالت تحت الأنقاض. وذكر أن 3 سيارات اسعاف تركية وصلت إلى معبر باب الهوا الحدودي على بعد 5 كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين إلى داخل الأراضي التركية. وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع يوتيوب الإلكتروني، يظهر رجلاً يبكي وينتحب أمام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل وهو يصرخ “يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله”، قبل أن يغطي وجهه بيده ويتكىء إلى حائط. كما عرض شريط آخر جثث 3 أطفال مضرجين بالدماء وممددة على قطعة قماش بيضاء في غرفة. وسمع صوت المصور يقول “واحد عشرة (الأول من أكتوبر) مدينة سلقين. 3 أطفال من عائلة واحدة”. من جهته نقل التلفزيون الرسمي السوري أن “الجهات المختصة تدمر عدداً من السيارات المزودة برشاشات دوشكا وتقضي على مجموعة إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في بلدة سلقين بريف إدلب”. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن محاولة الاقتحام ترافقت مع اشتباكات مع مقاتلين معارضين “توقفت بعد الغارة”. وفي المناطق سورية أخرى، قال المرصد إن “5 سوريين سقطوا إثر القصف تعرضت له بلدة طفس في درعا بينهم سيدة ووالدها ومقاتل من الكتائب الثائرة”، مرجحا ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود عدد من الجرحى “ونقص المواد الطبية في البلدة”. وفي شريط بثه ناشطون على موقع “يوتيوب” الإلكتروني بدا رجل وهو يتنقل بين عدد الجثث مسمياً كلا منها. ويقول الرجل في الشريط “رغم هذه الجراح وهذه الدماء، ورغم القتل ورغم ما يحدث في هذه البلدة، بإذن الله تعالى لن نتوانى ولن نتراجع ولن نتخاذل عن تقديم كل ما نملك من دماء ومن جرحى ومن شباب ومن نساء ومن أطفال”. وفي حلب، حيث تدور معارك طاحنة منذ ظهر الخميس الماضي للسيطرة على المدينة الاستراتيجية، دارت اشتباكات عنيفة أمس في الأسواق القديمة، بحسب ما أفاد مراسل لفرانس برس. وذكر المراسل أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيراً إلى تراجع حدتها في فترة بعد الظهيرة. وأوضح المراسل أن الأسواق، المدرجة على لائحة التراث العالمي، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها ليل الجمعة السبت. وبحسب التجار، لا وجود لقوات النظامية في داخل الأسواق لكنها تقوم بإطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي. وفي وقت لاحق، أكد نشطاء معارضة أن حرائق السوق التاريخي امتدت إلى مناطق أخرى بالبلدة القديمة (موقع للتراث العالمي. ومع سيطرة القوات الحكومية على القلعة الكبيرة التي ترجع للعصور الوسطى في قلب البلدة القديمة، بدا مؤكداً أن القتال سيدمر المزيد من الكنوز الثقافية بالمدينة. وقال أمير، وهو ناشط من المعارضة يعمل مع ألوية المعارضين “يسيطر المعارضون على أكثر من 90% من مساحة البلدة القديمة الآن”. لكنه قال إنهم يكافحون للاحتفاظ بمواقعهم تحت وطأة نيران المدفعية الثقيلة. قال أمير إن المعارضين يسيطرون على سوق المدينة وهي سوق مسقوفة على مساحة 13 كيلومتراً تتكون من شبكة من الحواري الحجرية التي تعلوها أقواس معقودة وبها متاجر ذات واجهات خشبية مشغولة وكانت ذات يوم معلماً سياحياً. وأضاف أن الحرائق التي أضرت أو التهمت أكثر من 1500 متجر قد أخمدت لكن حرائق جديدة شبت في أسواق الزهراوي والعقبة وباب النصر بالبلدة القديمة. وتصاعدت سحب الدخان الأسود من العديد من المناطق، وسمعت أصوات إطلاق النار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©