عقيل الحـلالي (صنعاء) - أكد اليمن أمس أن الضباط الخمسة الذين أعلنت جماعة “جبهة النصرة” المتشددة أنها تحتجزهم في سوريا، “مبتعثون” منذ عامين للدراسة في أكاديمية عسكرية ضمن بروتوكول تعاون عسكري قديم بين البلدين. وشرعت وزارة الخارجية اليمنية بإجراء اتصالات مكثفة مع مختلف أطراف الصراع في سوريا لإطلاق سراح الضباط الخمسة، الذين فقدوا في الرابع من سبتمبر الماضي، قبل أن تعلن الجماعة المسلحة أمس الأول، أنها تحتجزهم زاعمة أن حكومتهم أرسلتهم لقمع الانتفاضة السورية.
وأبلغ دبلوماسي يمني طلب عدم الكشف عن هويته، “الاتحاد” أمس، بأن الخارجية اليمنية تجري أيضاً اتصالات مع دول شقيقة وصديقة لها صلة بمجريات الأحداث في سوريا، “وقد تساهم في عملية تحرير الضباط المعتقلين”، موضحاً أن من بين هذه الدول قطر وإيران وتركيا. وكانت “جبهة النصرة”، أعلنت في تسجيل مصور نشر على الانترنت، أسر 5 ضباط يمنيين، وهم المقدم علي سلامة، المقدم محمد المليكي، النقيب هاني نزار، والملازم أول حسن الوهيب، والملازم أول أحمد درمان، مشيرة إلى أن هؤلاء الضباط “موجودون في سوريا في إطار تعاون الحكومة اليمنية مع الجيش السوري النظامي” الذي يقمع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأظهر التسجيل المصور لقطات لخمسة رجال يرتدون ملابس مدنية مع هوياتهم العسكرية اليمنية، إضافة إلى صور تجمع الضباط اليمنيين مع ضباط يعتقد أنهم سوريون. كما أظهر التسجيل الضباط اليمنيين وهم يطلبون من الحكومة اليمنية التوقف عن دعم نظام الأسد. وعرف أحد الرجال الخمسة نفسه بأنه علي سلامة، مقدم في الجيش اليمني، وقال إن “النظام السوري واليمني وجهان لعملة واحدة، حيث النظام السوري يقصف شعبه، وهذا ما شاهدناه بأم أعيننا.. والحكومة اليمنية تقصف شعبها خاصة في أبين” المحافظة الجنوبية التي شهدت، خلال الفترة من أبريل إلى يونيو الماضيين، معارك عنيفة بين القوات اليمنية ومقاتلي تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”.
وقال المقدم محمد المليكي، في التسجيل المصور، إن الحكومة اليمنية أرسلته هو وزملاؤه إلى دمشق لمساعدة قوات الأسد في الحرب. وأضاف “أتيت بتنسيق بين الحكومة اليمنية والسورية لإجهاض الثورة السورية. أوجه للحكومة اليمنية نداء بقطع جميع العلاقات العسكرية واللوجستية، لأن نظام الأسد نظام يقتل شعبه وهذا ما رأيناه ولمسناه بأم أعيننا في كثير من المناطق السورية”. من جهتها،
نفت الرئاسة اليمنية أمس إرسال الضباط الخمسة إلى سوريا لقمع الانتفاضة، وذلك حسب تصريح أدلى به مسؤول بارز في الرئاسة لـ”الاتحاد”. وقال المسؤول “بالتأكد هم طلاب” يدرسون في أكاديمية الأسد العسكرية بمدينة حلب، مشيراً إلى أن اعترافات هؤلاء الضباط، التي تضمنها التسجيل المصور، تمت تحت الإكراه والتهديد. وبدوره، قال مصدر في مكتب وزير الدفاع اليمني، إن “الضباط الخمسة مبتعثون بشكل رسمي منذ عامين لدراسة الماجستير في أكاديمية الأسد العسكرية في مدينة حلب ضمن بروتوكول تعاون عسكري قديم بين البلدين”. وأشار المصدر، لتلفزيون “بي بي سي عربي”، إلى أن الضباط الخمسة ومعهم يمنيون آخرون، احتجزوا في 4 سبتمبر الماضي، أثناء سفرهم من حلب إلى دمشق استعداداً للعودة إلى اليمن.
عدد اليوم
