سيطرت مشروعات الإسكان الفاخر على المشهد العقاري في معرض “سيتي سكيب جلوبال 2013” الذي اختتم فعالياته أمس في دبي، بعد أن كشفت شركات تطوير كبرى عن 20 مشروعاً جديداً، 70% منها للقطاع السكني.
بالمقابل تراجعت حصة مشروعات التجزئة والمكاتب، لتستحوذ على أقل من 30% من عدد المشروعات العقارية الجديدة التي تم إطلاقها خلال الفعالية.
وأكد خبراء عقاريون ومشاركون في معرض “سيتي سكيب 2013” أن عودة الشركات العقارية لإطلاق مشاريع السكن الفاخر يعد مؤشراً قوياً على انتعاشة القطاع، واعتماده على المستخدم النهائي للوحدة العقارية.
ولفتوا إلى أن شركات التطوير العقاري ركزت خلال سنوات الأزمة على إطلاق مشاريع التجزئة نتيجة ركود العقارات السكنية في ذلك الوقت، مشيرين إلى أن حصة عقارات التجزئة من المشروعات الجديدة التي يتم إطلاقها تراجعت في الوقت الحالي نتيجة الطلب الحقيقي المتزايد على الوحدات السكنية الفاخرة.
واعتبروا أن تسارع وتيرة إطلاق هذا النوع من المشروعات العقارية يعد مؤشراً قوياً على تعافي القطاع العقاري مستبعدين حدوث فقاعة عقارية جديدة بعد خروج المضاربين، واعتماد الطلب على المستخدم النهائي.
وتوالت عمليات إطلاق مشاريع الإسكان الفاخر منذ بدء فعاليات معرض “سيتي سكيب جلوبال 2013” يوم الثلاثاء الماضي حيث أعلنت شركة نخيل العقارية عن تطوير أربع جزر بمنطقة ديرة.
وأعلنت شركة إعمار ودبي القابضة عن إطلاق مشروع الخيران الذي يفوق مساحة منطقة برج خليفة بثلاث مرات، ومن المتوقع أن تتجاوز مبيعاته 30 مليار درهم.
من جانبها، كشفت شركة رأس الخيمة العقارية عن مشروعين عقاريين سكنيين يتمثلان بـ104 فلل مطلة على الواجهة البحرية وبنايتين سكنيتين ضمن منطقة البحيرة أولاهما فلل فلامنجو و”مرتفعات البحيرة”، فيما كشفت مجموعة دبي للعقارات عن أربعة مشاريع عقارية جديدة منها ثلاثة مشاريع سكنية.
من ناحيتها، أطلقت شركة أمنيات العقارية برج “ذا باد”، فيما كشفت داماك عن مشروعها الجديد “ذا ترامب إستايتس”، كما أطلقت مجموعة ماج العقارية أربعة مشاريع أعلنت عنها قُبيل انعقاد المعرض، فيما أطلقت شركة جميرا جولف المرحلة الثاينة من مشروعها “عقارات جميرا للجولف”.
وأعلنت ديار عن نيتها تنفيذ مشروعين سكنيين، فيما أطلقت “شون العقارية” مشروعاً عقارياً يضم مساحات للتجزئة ومكاتب.
طلب حقيقي
وأكد مروان بن غليطة، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتنظيم العقاري “ريرا” أن إطلاق هذا العدد الضخم من المشاريع العقارية الجديدة خلال فعاليات معرض سيتي سكيب جلوبال 2013 يؤكد عودة الانتعاش إلى القطاع العقاري في الإمارة.
ولفت إلى أن الانتعاشة التي يشهدها القطاع العقاري بدبي في الوقت الراهن تستند إلى عدد من الركائز الهامة أهمها تطور البنية التحتية وزيادة جاذبية القطاع العقاري وقدرتها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية الجديدة.
وقال ابن غليطة في تصريحات على هامش المعرض إن السوق العقارية في دبي تعتمد الآن على المستخدم النهائي للعقار بعد خروج المضاربين من السوق العقارية عقب بداية الأزمة المالية العالمية.
وأشار إلى أن المطورين العقاريين استفادوا من المتغيرات التي فرضتها الأزمة المالية العالمية على القطاع العقاري في الإمارة حيث أصبحوا أكثر حرصاً على طرح المشروعات التي تتلاقى مع نوعية الطلب الحقيقي على العقار في الإمارة.
الإسكان الفاخر
من جانبه، قال زياد الشعار العضو المنتدب لشركة “داماك العقارية” إن تعافي القطاع العقاري في الدولة واعتماده على المستخدم النهائي للوحدة العقارية دفع شركات التطوير العقارية لطرح مشروعات فاخرة تتلاقى مع نوعية الطلب الحقيقي بالقطاع.
وأضاف أن الدراسات التي أعدتها الشركة تؤكد أن المشروعات الفاخرة تلقى في الوقت الراهن طلباً كبيراً في السوق الخليجية، لاسيما في دبي وأبوظبي والرياض.
وأشار إلى أن معدلات الطلب على العقارات الفاخرة في دبي زادت على نحو مضاعف خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، حيث أصبحت هذه النوعية من العقار تستحوذ على نسبة كبيرة من الطلب، خاصة مع تعافي السوق العقارية والأداء القوي لمعظم القطاعات الاقتصادية.
وأوضح أن سوق العقارات في الإمارات، لا سيما في دبي، تشهد توجهاً قوياً نحو العقارات السكنية عالية الجودة، إذ يسعى المقيمون إلى الانتقال إلى مساكن أفضل من التي يقطنون فيها، فيما يهدف المشترون الجدد إلى الاستفادة من ظروف السوق الحالية التي توفر قيمة ممتازة مقابل الأموال المستثمرة.
وقال إن شركات التطوير العقاري اتخذت من سيتي سكيب جلوبال 2013 منصة لاطلاق المشاريع العقارية الجديدة.
وأضاف الشعار إن معرض سيتي سكيب جلوبال 2013 استطاع تعزيز مكانته المرموقة، وبرزت دورته للعام الجاري كأحد أهم الدورات في تاريخ المعارض.
واستكمل “أظهرت الأيام الثلاثة الماضية اهتمام المستثمرين والعملاء بالمشاريع العقارية التطويرية الجادة ورغبتهم العميقة بالارتقاء بسوق دبي العقاري نحو الأفضل”.
وقال إن الازدهار الذي يشهده السوق العقاري بعيد كل البعد عن كونه مجرد فقاعة قد تزول لاحقاً، نظراً إلى أن هذا النمو جاء نتيجة تطوير القوانين التنظيمية وزيادة التسهيلات الخاصة بالسوق العقاري، مما يضمن أن هذا الازدهار والنمو سينعمان بالاستقرار والديمومة.
من ناحيته، قال ووتر مولمان مدير معرض سيتي سكيب لـ”الاتحاد” إن جميع المؤشرات التي توافرت قبيل ساعات من إغلاق أبواب المعرض تشير إلى نمو أعداد الزوار بنسبة 55% مقارنة بالدورة السابقة ليصل عددهم إلى نحو 55 ألف زائر.
ولفت مولمان إلى أن الشركة المنظمة للمعرض تلقت طلبات لحجوزات مسبقة لدورة العام 2014، ما اعتبره دليلاً على نجاح الدورة الحالية في تحقيق الأهداف المسبقة للعارضين.
وتوقع أن تشهد الدورة المقبلة مشاركات أكبر من الشركات الوطنية والدولية على حد سواء.
عدد اليوم
