الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إعلان واشنطن» يدعو إلى إنشاء «حلف الفضول» لإطعام مليار جائع

«إعلان واشنطن» يدعو إلى إنشاء «حلف الفضول» لإطعام مليار جائع
8 فبراير 2018 04:47
واشنطن (الاتحاد) أصدر علماء وقادة مسلمون، من كل أنحاء العالم، من العاصمة الأميركية واشنطن، إعلانا تاريخيا يُبَيّن أن اضطهاد الأقليات الدينية مناقض للقيم الإسلامية ويدعو إلى المواطنة المتساوية بغضّ النظر عن الانتماء الديني، في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، مستلهماً ما توصل إليه إعلان مراكش، الذي استقى إعلانه من صحيفة المدينة المنورة المشهورة التي اعترفت قبل 1400 سنة بالحقوق والواجبات المتساوية بين سكّان هذه المدينة المقدّسة. جاء ذلك في ختام أعمال مؤتمر واشنطن الذي يعقد برعاية منتدى السلم في المجتمعات المسلمة برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه. وأوصى البيان الختامي «إعلان واشنطن» بإنشاء مؤسسة «حلف الفضول»، تعنى بالاضطلاع بتطوير وتفعيل مبادئ ومقاصد إطلاق حملة إنسانية لإطعام مليار جائع على مستوى العالم، وخاصة ضمن المجتمعات التي تعاني من أثر الحروب والصراعات الدموية. وهي دعوة مفتوحة للغداء على مائدة العائلة الإبراهيمية بمناسبة لمِّ شملها، مُوجّهة لكلّ المعوزين من بني الإنسان، بلا تمييز بينهم بالدين أو العرق أو الوطن، وتبدأ هذه الحملة بمرحلة أولى بتوفير مليون وجبة غداء. ودعا إلى تكوين مجلس دولي متعدد الديانات يضم قيادات بارزة من رجال الدين، لدعم الوساطات والمصالحات والتدخل السريع لإطفاء حرائق الحروب والفتن الأهلية، استلهاما للقيم المشتركة التي عليها تتأسس جهود تعزيز السلم في العالم. وجاء في إعلان البيان «اجتمع أكثر من 400 ممثل للديانات الإبراهيمية الثلاث، استلهاما لروح مبادرةٍ أخرى ظهرت في القرن السابع الميلادي بالجزيرة العربية، وهي مبادرة حلف الفضول. لقد عقد حلف الفضول بمكة وحضره زعماء من أعراق وأديان مختلفة وحضره النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته. كانت الغاية من وضع هذا الحلف وتفعيله تمكين سلطة القانون وضمان المعاملات العادلة للفئات الهاشة والمستضعفة في المجتمع المكي». وأكد البيان الختامي «الرؤية التي نقترحها اليومَ ترمي إلى إحياء حلف فضول جديد، عامٍّ في طبيعته، منفتح على الجميع رجالا ونساء، أيا كان دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم، حلفِ فضولٍ يقصد كما كان الحلف الذي يَسْتَلْهم منه، العمل المشترك لخدمة السلام المستدام والعدالة والرحمة والاحترام المتبادل. وإنما أخذنا هذه الخطوة انطلاقا من قناعتنا بأن البشرية أفرادا وجماعات صارت في أمس الحاجة إلى المضي قدما نحو مزيد من التسامح والاضطلاع ببناء مستقبل يزدهر فيه الجميع وبوسع الجميع فيه – بقوة الإيمان – أن يشدَّ عرى المصالحة ويضمّد جراح الصراع والعنف». الصراعات الطائفية والاضطهاد الديني وقال البيان «بقلب مليء بالأسى، لا زلنا نشهد أن الصراعات المسلحة والإرهاب وسائر مظاهر العنف هي الأسباب الأساسية في قتل المدنيين وتهجير السكان وآلام الأبرياء وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وتدنيس الأضرحة. فقد أسهمت الصراعات الطائفية والاضطهاد الديني بشكل صارخ ومأساوي في صناعة العنف الذي أصبح بفعل التطور المستمر لتكنولوجيا الأسلحة يجسد تهديدا داهما وخطيرا ضد سعادة البشرية». وأشار إلى أنه رغم بعض المكتسبات، لا يزال يوجد فروق شاسعة بين الأوضاع البشرية: بين الثروات الكثيرة والفقر المدقع، وسوء التغذية المزمن، وانعدام فرص التعليم، والعوز القاتل في العناية الصحية، والجفاء وعدم المبالاة حتى لدى المتدينين ظاهرا، تجاه معاناة الإنسان. وأكد أن «تفشي الصراعات والظلم والمعاناة يمثل تحديا مباشرا لتطلعات الأديان الثلاثة الكبرى التي ننتمي إليها نحن المجتمعين اليوم في واشطن، إن الشرخ بين آمالنا المشتركة والعالم المكلوم يمثل صرخة تحذير يلزمنا الاستجابة لها، فأيّاً كانت فوارقنا، نحن مدعوون انطلاقا من القيم الأخلاقية التي تجمعنا للانخراط في مسيرة جديدة تستمد من الحكمة العتيقة، رحلة تنطلق من القناعة بأن جميع البشر أصلهم واحد وكل فرد منهم وهبه خالقنا كرامة ذاتية وحقوقا لايجوز مصادرتها، ومن القناعة بأنه لا يمكننا أن ندعي حب الله وعبادته ونحن فاشلون في حب جيراننا حتى أولئك الغرباء الذين يعيشون بين ظهرانينا. اعترافا بأن قيمنا المشتركة أهم من فوارقنا وأننا أقوى عندما نعمل مجتمعين، نتعهد أن نضم أفضل جهودنا لنشر الوحدة حيث الاختلاف ونساعد المعدمين ونسند الضعفاء ونواسي البسطاء، وندعم كل التدابير التي تضمن احترام كرامة كل إنسان. ونستهدي في هذا المسعى بقناعاتنا التي تنبثق من فهمنا الديني العميق، بأن كل البشر، بغض النظر عن معتقداتهم يتمتعون بالحرية الدينية». وشدد على «عدم وجود مبرر شرعي لإقصاء أتباع أي ديانة من المشاركة الكاملة والعادلة في المجتمع، هذا المبدأ جلي في اليهودية والمسيحية والإسلام وهو وثيق الارتباط بالولايات المتحدة، حيث إن إعلان فرجينيا للحرية الدينية كان حتى سابقا على المصادقة على الدستور الفيدرالي. كل البشر، رجالا ونساء يتمتعون بالمساواة وبحق العدالة أمام القانون. ويتمتعون جميعا بالحرية في التنقل في بلدانهم، وبحرية التعبير، وبحرية القناعة، وبحقهم في أن لايضطهدوا سياسيا ولا يمارس عليهم تعذيب، وبحقهم في البحث عن اللجوء السياسي، وبحقهم في الجنسية، وكافة حقوق الانسان المعترف بها دوليا. كل حكومة ملزمة باحترام كرامة وحقوق جميع من يتبع لسلطتها. وينبغي لكل حكومة أن تستخدم قدراتها للتصدي لجذور اللامساواة ولخلق الفرص للناس ليوظفوا كامل طاقتهم ومواهبهم لكفالة أسرهم والإسهام إيجابا في مجتمعاتهم. وعلى كل حكومة أن تكون حارسا وفيا للبيئة، التي نحن مؤتمنون عليها لأجيال المستقبل. كل دولة ملزمة بميثاق الأمم المتحدة أن تمتنع عن العدوان أو السعي إلى إخضاع الآخرين وأن تتعاون في حلّ الخلافات حلا سلميا، قانونيا وعادلا. كل حكومة ملزمة بإصدار وتنفيذ قوانين ضد العنف النابع من التعصب والكراهية». وأضاف «كل البشر من كل قطاعات المجتمع، الوظيفة العمومية، الدين، الأعمال، الأكاديمية، المجتمع المدني، يشتركون في المسؤولية لتشجيع التفاهم بين الثقافات وعلى المستوى الدولي، والتصدي لأي جهود لنشر معلومات خاطئة أو التي الغرض منها قذف أشخاص من أي عرق أو جنس أو دين». وقال البيان: إننا نؤمن أن القيادات الدينية يقع عليها عبء مسؤولية خاصة لضمان أن لا تحرف مبادئ وتعليمات أدياننا لمقاصد سيئة، بل يجب أن يقدموا بجهودهم النموذج الحي للحب الرباني في العالم، وعلى ضوء هذه المسؤولية نرفض كل استقطاب يقود إلى الصراع أو الحرب. ونحن عازمون على تعميق تضامننا وبذلك نؤكد أن الدين هو قوة للمصالحة والوئام. نتعهد بالعمل متعالين على الفوارق الدينية لترسيخ القيم المركزية في كل أدياننا، كقيم الحب والرحمة والعفو والمواساة والعدل والصدق. بوسعنا إذا اجتمعنا أن نعين العالم على إدراك حقيقة أن الاختلافات العقدية ليست حاجزاً دون التعاون العملي، وعلى العكس تمكننا هذه الاختلافات من التصدي للتحديات المشتركة انطلاقا من مناظير متنوعة وبأساليب مختلفة». وقال «بهذه الروح، يمكن أن نتبادل الرؤى وأن نحفز ونشجع أتباعنا لينخرطوا في مشاريع وقضايا مشتركة، وأن نبرم شراكات وجيهة مع الفاعلين الوطنيين والدوليين، وأن نصل إلى قيادات الديانات والتقاليد الأخلاقية الأخرى وأن نصنع نموذجا للتعاون يسلكه الناس من جميع الديانات في دعم الصالح العام». وانتهى المؤتمرون في إعلان بيانهم إلى: «إننا عندما نحيي حلف الفضول فإننا ننطلق من قناعتنا أنه ولأجل كل الجهل والعداء والحيرة التي تجتاح عالمنا، يبقى الحب أقوى وأقدر من البغضاء على تشكيل سلوك البشرية، ويبقى الأمل أمكن في النفوس من الخوف. وستغلب إرادة البناء في الأخير كل غريزة للهدم». وتوجه المؤتمرون في ختام إعلانهم، إلى الله مستمدين منه العون ليفكَّ الأسر من حبائل التعصب وضيق العطن، وأن يهبنا آذانا عسى أن نصغي بها خلف اختلافاتنا، وأيدي عسى أن نبلغ بها وراء حدودنا، وأفئدة مفتوحة لأفكار وحاجات إخوتنا في البشرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©