حقائب نسائية تتخذ من الأزرار زينتها الوحيدة

للأزرار أنواع وأشكال ووظائف عدة، منها ما هو مرتبط بالثياب التي نرتديها، إذ يقوم بشد أطراف بعضها بعضا بغية تثبيتها على الأجسام، وإضفاء لمسة جمالية عليها، وقد تكون الأزرار هي تلك المفاتيح الإلكترونية التي نتحكم فيها بأشياء لا حصر لها كتشغيل وإيقاف الأجهزة الكهربائية المختلفة، غير أن التعامل مع الأزرار مختلف تماما لدى مصممة الحقائب فريدة طلعت، الشابة المصرية التي لا تزال في العشرينيات من عمرها، واستطاعت أن تحول أزرار الملابس التقليدية إلى أيقونات فنية غير مألوفة تزين بها الحقائب وبراويز الصور والاكسسورارات والملابس. غدير عبدالمجيد (العين) - توصلت مصممة الحقائب فريدة طلعت، إلى فكرة استخدام الأزرار في تصاميمها بالمصادفة، وذلك بعد تجميعها الأزرار الإضافية التي ترافق الملابس التي اشترتها، حيث لفت انتباهها جمالها، وفكرت أن توظفها في شيء مفيد، فقامت بإلصاقها على حقيبتها بصورة عشوائية، وفوجئت بالنتيجة، إذ منحت الحقيبة شكلا جماليا آخر، وعندما خرجت بها إلى عملها لفتت أنظار الكثير من زميلاتها، وأخذن يسألنها عن المكان الذي اشترتها منه وثمنها، فأخبرتهن بأنها كانت حقيبة عادية، وأنها ركبت عليها الأزرار والإضافات التي قلبتها رأسا على عقب. شرارة البداية تقول طلعت “إعجاب زميلاتي بحقيبتي، دفعهن للطلب مني أن أزين لهن حقائب مشابهة، وفعلا بدأت بشراء حقائب جاهزة وتزيينها بخياطة كمية كبيرة من الأزرار يدويا عليها، لكن الأمر لم يدم طويلا، حيث سارعت لتصميم وصناعة حقائب دون الاعتماد على الحقائب الجاهزة، فبعد أن استهواني الأمر، اشتريت ماكينة خياطة وطلبت من أحد الخياطين تعليمي كيفية استخدامها وفي فترة بسيطة تعلمت كيفية خياطة الحقائب بدءا من مرحلة القماش وصولا إلى الشكل النهائي للحقيبة”. وتصمم طلعت حقائبها عبر رسم نماذج «سكتشات» بسيطة على الورق، ومن ثم تنفيذها لتكون الحقيبة الناتجة طبق الأصل عن السكتش المرسوم، أو تقوم بتصميم الحقيبة وتزيينها دون تخطيط مسبق لما تود الوصول إليه. وبالنسبة للمواد والخامات التي تستخدمها، تقول “أستخدم للحقيبة قماشا خاماً بألوان مختلفة اسمه كانفس، ونوع آخر أحضره من محال المفروشات والكنب، وأحيانا أستخدم الجلد وأمزج بين أحد هذين القماشين والجلد، وأبطن الحقيبة من الداخل بقماش الساتان الناعم السميك نوعا ما، أما الخامات الأخرى الخاصة بتزيين الحقائب فهي مزيج مختلف تمثل الأزرار بأشكالها وأحجامها وأنواعها المصنوعة من المعدن والبلاستيك والخشب والزجاج الجزء الأكبر منه، مضافا إليه حبات اللؤلؤ والترتر والخرز والأحجار الملونة وكريستالات الشواروفسكي، والورود المعدنية ودبابيس غريبة وأشكال حيوانات كالقطط والسلاحف والفراش وأزرار أنتيك قديمة وأقراط للأذن وحلي وورود الكروشيه وفيونكات وشرائط ساتان وقطع دانتيل وتول”. أذواق متنوعة تلفت طلعت إلى أن استخدام الأزرار لدى مصممي الحقائب والملابس ليس جديدا أو غريبا، لكن الجديد الذي تتميز به هو استخدام تلك الأزرار عنصرا أساسيا وبأعداد كبيرة جدا في كل حقيبة. وتوضح أن طريقة استخدامها لتلك الأزرار على الرغم من أنه يبدو عشوائيا لكنه مدروس من حيث تناسقه وتناغمه مع بعضه البعض من جهة، ومع المواد الأخرى المستخدمة في الزينة والقماش الخام الذي تتكون منه الحقيبة ويعكس بلونه أرضيتها من أخرى، فهو في النهاية عمل فني يحتاج إلى الحس والذوق والإتقان. وتضيف أن تشكيلتها من الحقائب تراعي مختلف الأذواق والرغبات، حيث يوجد منها أحجام وأشكال مختلفة. ومن وحي تجربة طلعت، وجدت أن السيدات يملن أكثر إلى الحقائب المستطيلة التي تكون ألوانها كلاسيكية كالأبيض والأسود والبيج والذهبي، ويطلبن منها أن يكون الشغل عليها محدودا، فتسعى إلى تجويده، إلى جانب الأزرار بالكريستالات والبروشات، أما الشابات والمراهقات، فيملن إلى الحقائب الملونة بألوان صاخبة ودائرية الشكل التي تكون يدها طويلة ويفضلن ان يكن الشغل على الحقيبة مبتكرا لا حدود له، وتمتاز حقائب السهرة بصغر حجمها وعدم وجود يد لها واعتمادها بشكل أكبر على الستراس والكريستالات أكثر من الأزرار. وتكشف طلعت عن نيتها إدخال قطع الجينز في حقائبها والسلاسل الفضية والذهبية لتحل محل يد الحقيبة المصنوعة من القماش، وستقوم بصناعة حقائب صغيرة للهواتف النقالة والكاميرات زينتها الأساسية أيضا معتمدة على الأزرار ما يترجم بدوره اتخاذ طلعت اسم “زرار” ماركة لها. مادة غير مكلفة تذكر مصممة الحقائب فريدة طلعت أن الأزرار بالنسبة لها تعني البساطة، وأنها مادة غير مكلفة متواجدة بكثرة وبأحجام وأشكال لا حصر لها، إلى جانب أنها قطعة فنية بذاتها وتوحي لها بجمالها بآلاف الأفكار عندما تمعن النظر فيها وتتلمس جزئياتها. وتضيف أن الأزرار ليست وحدها مصدر إلهامها، بل انها تستوحي أفكارها من كل شيء جميل تراه حولها عبر شاشة التلفاز أو النت أو السوق أو الطبيعة، حتى الغابة أوحت لها بحقيبة على حد وصفها وتتميز هذه الحقيبة بطابعها البري الذي يعبر عنه اللون البني الغامق، أما البحر فقد أوحى بهدوئه ورومانسيته لها بصناعة حقائب تلبس هناك تكون ألوانها منعشة ولمساتها جريئة، وكذلك التصاميم الهندسية أوحت لها بتصاميم تشابهها.