السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أربعة مواطنين يتبنون أفكاراً صحية لتغيير العادات الغذائية

أربعة مواطنين يتبنون أفكاراً صحية لتغيير العادات الغذائية
16 أكتوبر 2011 09:52
يتجه البعض نحو المأكولات العضوية، لفائدتها الكبيرة للجسم، وهي منتجات زراعية تعتمد على تقنية حماية بيولوجية من الآفات وخالية من المكونات الصناعية أو المعدلة وراثياً، كما لاتستعمل فيها الأسمدة الكيماوية، وهي تحترم المعايير البيئية، والمأكولات العضوية أو الطبيعية ليس فقط لكونها مفيدة للطبيعة أصبح التوجه لها كبيراً، لأنها تقلل الدهون في الجسم، وهو ما دفع بأربعة شبان لإطلاق مشروع يقوم على الأغذية العضوية. رأى أربعة شباب إطلاق مشروع يتبنى الأفكار الصحية المتعلقة بالأغذية العضوية، وينفذها على أرض الواقع، إيماناً منهم بضرورة تغيير نمط عيش البعض، بحيث سيوجهون منتوجاتهم للأطفال وطلبة الجامعات، عازمين على منافسة المنتوجات السريعة والخالية من الفوائد الغذائية. قيمة المشروع المشروع سينطلق في أبوظبي تحت عنوان «سلايسز» أو «شرائح» وتم الإعلان عنه في المعرض السنوي لصندوق خليفة، الذي أقيم مؤخراً على مدار 3 أيام في أرض المعارض أبوظبي. إلى ذلك، يقول حمد الحمادي، أحد المشاركين في هذا المشروع «تكلفة المشروع 3 ملايين درهم، حصلنا على دعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع بقيمة 80% من هذه التكلفة، والنسبة الباقية من طرف الأعضاء الأربعة مناصفة بين المشاركين، ويسهم في المشروع كل من فيصل الحمادي، أمينة طاهر، وخالد العامري». وحول فكرة المشروع، يوضح «جاءت بناء على ما نراه يومياً من إقبال على المأكولات السريعة، وفي المقابل فإننا نطالع التحقيقات والبحوث العلمية والطبية التي تحذر من خطورة تناول هذه المأكولات، والخطير في الموضوع أن الأطفال اليوم تأسست صحتهم عليها، فغالبيتهم العظمى يرغبون فيها بشكل كبير، ومنهم من أصبح يرفض طعام البيت، وهذا أيضاً ما نلحظه وسط المراهقين، وهذا كله مضر بالصحة»، مشيراً إلى دراسات طبية تؤكد أن المأكولات العضوية تخفض الوزن، وأن الأطعمة الطبيعية تحتوى على نسبة أقل من لونها ومكوناتها. ويضيف الحمادي «نرغب في تشجيع المزارع المحلية التي تعتمد الفلاحة العضوية، الخالية من المواد الكيماوية والمبيدات الحشرية، بحيث أصبحت في البلد مزارع كبيرة تتجه نحو هذه الزراعة بجميع أنواعها، ما هيأ البيئة الملائمة لذلك، وأصبحت تنتج خضراوات وفواكه كانت تأتي إلى الإمارات من مختلف أنحاء العالم، فهناك مزرعة أصبحت تنتج الفواكه الجافة، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً، والتفكير كان بالاستفادة من منتجات هذه المزارع من جهة، وتشجيع ما تقوم به، بالإضافة إلى أننا نرغب في إفادة الناس، وتغيير عادات الأطفال والمراهقين في الأكل». الهدف المرجو يوضح الحمادي أن تطبيق الفكرة سيكون بداية في أبوظبي، ومنها في جامعة زايد، ويرغب في تعميمها على بعض الشركات والفنادق، وبعض الجهات التي سيتم التنسيق معها للاستفادة من هذه المنتجات العضوية. وعن طريقة إقناع الشباب والأطفال في المدارس والإعداديات والثانويات والجامعات، يقول الحمادي إن ذلك سيكون بداية بإيجاد مأكولات قريبة لتصور هؤلاء أو مشابهة لها، لكن يدخل في تجهيزها مكونات صحية، ونحن نؤمن أن التغيير لا يتقبله البعض بسرعة، لهذا سنحاول تغيير بعض السلوكيات بطريقة تدريجية، فمثلا الأطفال يحبون بعض أنواع اللحوم المدخنة، سنجهز نفس المنتج بطريقة صحية، كما سنعمل أيضاً على تجهيز نوع من رقائق البطاطس صحياً، وذلك لتعويض المنتجات غير الصحية، وهكذا». وعن القائمة الغذائية التي سيقدمها «شرائح» للزبائن، يقول الحمادي «تشمل هذه القائمة، السلطات والشوربات، والوجبة الرئيسية، والعصائر الطازجة المكونة من الفواكه العضوية والمكسرات والتمور، من دون إضافات لونية أو سكر أو نكهات، وهذه الأغذية قد تكون البيض، اللحوم و الدواجن، المأكولات البحرية، الخضراوات والحبوب، والمكسرات، والحلويات الخالية من السكريات. وكل ذلك يقدم بطريقة جمالية لا تخلو من إبداع، على يد طاه عالمي، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المنتجات سنحاول قدر الإمكان أن تكون من داخل البلد، بحيث نعمل على استغلال ما ينتج في مزارع أبوظبي، وهي تعتبر الداعم الرئيسي لهذا المنتج». غلاء المنتج أما عن استقراء رأي الناس حول غلاء المنتج، فيقول الحمادي «المواد العضوية بطبيعتها مرتفعة التكلفة، إذا أردنا شراءها بالقطعة الواحدة، وهذا ما يدركه كل متسوق من خلال اطلاعه على أسعار ركن المواد العضوية، والسبب يعود في رأيه إلى ارتفاع تكلفة استيراد البضاعة من مختلف أنحاء العالم». ويضيف «إذا تشجعت المزارع على إنتاج المواد العضوية بجميع أنواعها، وعرفت أن منتوجها سيتم تصريفه في البلد فهذا سيشكل فارقاً كبيراً في الأسعار، إذ ستكون هذه المزارع مصدر موادنا الفلاحية والحيوانية العضوية، وهذا بالطبع سيؤثر على سعر المادة وعلى القدرة الشرائية». ويوضح الحمادي أن السعر المخصص لبيع العصائر والسندوتشات والسلطات والحلويات التي ستنتج بشكل عام لا يعتبر مرتفعاً بالنسبة للقيمة الغذائية المتوافرة في هذه المواد وعوائدها على الصحة، وذلك لمن يريد تغيير نظامه الغذائي على مراحل، وليس دفعة واحدة، ?فمثلاً في وجبة الفطور وهي وجبة مهمة تشمل تمراً ولوزاً وزبيباً تنشط الدماغ، عوضاً عن الشوكولاتة الجاهزة بالسكر ?الاستهلاكي الذي يعطي نشاطاً مزيفاً، ?لذلك من الأفضل العودة إلى أسلوب أكل أجدادنا الطبيعي والنظيف، لكن بطريقة عصرية، بحيث يمكن تجهيز كل ما يحتاجه الطلبة والأطفال وما يندفعون نحوه من مأكولات سريعة بطريقة صحية». ويتابع «إذا لزم الأمر سنجهز «الهومبرجر» لكسب رضا هذه الفئة، بتحقيق رغباتهم وتغيير نظامهم الغذائي وتحبيبهم في المواد الصحية من عصائر ومأكولات بدل ما يتناولونه من سكريات وحمضيات وغازات تؤثر على العظام والأسنان والصحة بالشكل العام، ونحاول ما أمكن أن يكون ذلك في المتناول». صعوبات الترخيص يعاني كل مشروع في بدايته من صعوبات، يتم التغلب عليها مع مرور الوقت، بامتلاك زمام الأمور وخبرة السوق، عن هذه الصعوبات، يقول الحمادي «أكبر الصعوبات التي واجهتنا هي الحصول على التراخيص، والموافقة، بحيث استغرقت المدة للحصول على ذلك 9 أشهر كاملة، ورغم ذلك فإننا جهزنا المطعم بكل الآلات التي جلبناها من ألمانيا، وذلك للحصول على مردودية أكبر، بأقل تكلفة». ويتعهد أصحاب مشروع «سلايسز» بأن يكون المنتج سواء من الخضراوات، أو الفواكه أو المكسرات من المزرعة إلى المطبخ مباشرة، بحيث يحصلر الزبون على مادة طازجة خالية من أي إضافات لحفظها، أي مواد تنج بشكل يومي. وحول كيفية تصريف البضاعة المتبقية من اليوم نفسه، يقول الحمادي «سنكون متعاونين مع الهلال الأحمر للاستفادة من منتج اليوم المتبقي، في آخر النهار، بحيث يتوافر على برنامج خاص لتصريف هذه المواد ليستفيد منها فئات من المحتاجين». ولا يطمح أصحاب المشروع أن يكون مشروعهم ناجحاً فحسب، بل رغبتهم أن يغيروا عادات سلوكية في جانب الغذاء، ويحملون رسالة للعالم، عن كنه هذه الرسالة يقول الحمادي «لنا أهداف كبيرة، منها ما سبق وتطرقنا إليه، ومنها أيضاً أن يعمل في هذا المشروع أناس أكفاء، وأن تكون المواد العضوية طازجة، وألا تكون هذه المنتجات الزراعية عن طريق أطفال أقل من سن العمل، أو عن طريق عمال تقاضوا أجوراً هزيلة، مشيراً إلى أن المشروع سيعمل فيه 11 عاملاً ومقره في أبوظبي، وستستخدم مغلفات صديقة للبيئة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©