الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تركيا و«فرصة» استيراد الغاز الإسرائيلي

8 فبراير 2018 02:51
تواجه مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي تحت البحر بين إسرائيل وتركيا مشكلات كثيرة فيما يبدو مع تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته العلنية للدولة العبرية، ويبدو أن إسرائيل نقلت أولوياتها في تصدير الغاز إلى أسواق أخرى، لكن أن جهود التوصل إلى تفاهم مع تركيا مستمرة لكن إيقاع المحادثات تباطأ كثيراً. وزعزعت التوترات أحد أعمدة استراتيجية إسرائيل في تصدير الغاز. وكانت الولايات المتحدة قد توسطت في التوصل إلى تقارب بين البلدين عام 2016 بعد تباعد استمر ست سنوات ضمن مسعى يستهدف في الأساس التوصل إلى اتفاقات في الطاقة يسمح لإسرائيل بأن تصدر إلى تركيا، ومن هناك إلى أوروبا. وكان من المقرر أن تتلقى تركيا مصادر بديلة للغاز في وقت توترت فيه علاقاتها مع روسيا. وتركز إسرائيل الآن على مشروعات إقليمية أخرى محفوفة بالمخاطر سياسياً أو مشكوك في جدواها الاقتصادية. وكانت شركتا «نوبل إنيرجي» و«ديليك جروب»- الشريكان الرئيسان في تطوير أكبر حقل غاز إسرائيلي فيما يعرف باسم «ليفياثان»- وقعتا اتفاقاً بقيمة عشرة مليارات دولار مع الأردن عام 2016 لكنهما وجدتا صعوبة في إبرام اتفاقات إقليمية أخرى، وذكرت متحدثة باسم الشركاء في حقل «ليفياثان» أن صادرات الغاز لتركيا ما زالت «خياراً ممكناً»، وأن المناقشات مع «اللاعبين ذوي الصلة في تركيا» مستمرة. وذكر وزير الطاقة التركي أن المحادثات بين المسؤولين الأتراك والإسرائيليين لم تتمخض حتى الآن عن نتائج. وتصاعدت انتقادات أردوغان لإسرائيل بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكان أردوغان قد تعهد بأن تركيا «لن تترك القدس تحت رحمة دولة تقتل الأطفال» ووصف جنود إسرائيل بأنهم «إرهابيون»، وأثارت انتقاداته المسؤولين الإسرائيليين الذين ينتقدون الدعم التركي المتواصل لحركة «حماس». وفي مقابلة عبر الهاتف، ذكر «نهاد علي أوزكان» المحلل في «مؤسسة تركيا لأبحاث السياسة الاقتصادية» ومقرها أنقرة أن قرار ترامب بشأن القدس «دفع إلى رد فعل تركيا في الآونة الأخيرة. ومن المعلوم أن الخطاب المعادي لإسرائيل يلقى صدى عند بعض الناخبين الأتراك، لكن اهتمام تركيا بالغاز الإسرائيلي حقيقي ورغم أن المحادثات بشأن مشروع خط الأنابيب قد تتباطأ لكنها لم تنته». ويرى مسؤولون إسرائيليون في مجال الطاقة أن تركيا توفر اقتصاداً مستقراً نسبياً به طلب كبير على الطاقة، لكن التوترات السياسية تلقي الضوء على المخاطر طويلة الأمد على تدفق الغاز، وذكر مصدر أن شركة الأنابيب التركية «بوتاس» ألغت زيارة كانت معتزمة لإسرائيل في ديسمبر، ورفض مسؤولون من بوتاس التعليق. وتستكشف إسرائيل خيار مد خط أنابيب يعبر قبرص ليصل إلى اليونان وإيطاليا ويتكلف 6 مليارات دولار على الأقل، غير أن مديرين في مجال الطاقة يشككون في الجدوى الاقتصادية للمشروع، كما أن سيطرة تركيا على شمال قبرص قد تخلق عراقيل، لكن زعماء البلاد المهتمين بالمشروع وقعوا على اتفاقات للمضي قدماً في الفكرة. وخصص الاتحاد الأوروبي 34.5 مليون يورو لوضع خطة. وذكر «مالكولم هونلين» من شركة «ديليك ديرلينج» التي تمتلك أسهماً في حقل «ليفياثان» أنه من السابق لأوانه استبعاد التوصل إلى صفقة مع تركيا حتى لو كان «أردوغان» قد «عرقل التقدم». وأشار هونلين، نائب الرئيس التنفيذي لـ«مؤتمر رؤساء الشركات اليهودية الأميركية الكبيرة» أن التجارة تواصل نموها بعد أن توترت العلاقات عام 2010 في أعقاب اقتحام إسرائيل لسفينة تركية حاولت كسر الحصار الإسرائيلي على غزة. ولم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي تركيا من مجال البحث، حيث أعلن في مقابلة مع الصحفيين خلال زيارته في الآونة الأخيرة إلى الهند: «لسوء الحظ ما زلنا نسمع تصريحات تمثل إشكالية ضد دولة إسرائيل ونشهد دعم تركيا المتواصل لحماس»، لكنه مضى يقول إن إسرائيل أمامها ثلاثة خيارات لخطوط الأنابيب، و«نحن بالتأكيد ننظر للثلاثة جميعاً». *صحفي متخصص في قضايا الطاقة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©