فرحة "العمر"
إنها لحظة تتضاءل أمامها كل عبارات الإشادة والمديح ·· فالفرحة عارمة بانجاز تاريخي إنتظرته كرة الإمارات لمدة 34 عاماً، وجاء يوم الثلاثاء 30 يناير 2007 لتعزف الكرة الإماراتية إنشودة الفرح بعد سيمفونية رائعة جسدت حجم التلاحم بين المنتخب ومسؤؤليه وجماهيره فكانت ليلة التتويج·· ليلة اللقب ·· ليلة الذهب·
إنها لحظة وقف خلالها كل الخليج إحتراماً وتقديراً للمارد الأبيض الذي نسف كل التصريحات التي قللت من شأنه أو استبعدته من الترشيحات، فكانت لأسود الأبيض الكلمة العليا ·· والحاسمة التي حولت الحلم إلى حقيقة في ليلة من ليالي المجد في كرة الإمارات·
وحده حمدان بن مبارك كان لديه سر الأبيض ، فاجأنا قبل إنطلاق الدوره بأيام بتصريح أذهل الجميع ·· وقال بالحرف الواحد ·· الأبيض سيكسب كأس الخليج·
وقلنا وقتئذ كيف يجازف بومبارك ويغامر بمثل ذلك التصريح، وهو يعلم جيداً بخبرته الكبيرة، طبيعة دورة الخليج التي لا تعترف بالتكهنات، وتضرب بالحسابات والأحكام المسبقة عرض الحائط·
وخسر الأبيض مباراة الافتتاح، ومع ذلك ظل بومبارك عند موقفه، وجدد تصريحاته بأن الأبيض سيكسب اللقب ، وسارت الأمور، وفق سيناريو مثير هطل خلاله مطر الإمارات على الكويت والسعودية وعُمان، فجاء الخير الذي انتظرته الكرة الإماراتية طويلاً·· دون أن تيأس أو تشعر بالاحباط وتمسكت دائماً بالأمل والرجاء إلى أن كانت الليلة الميمونة التي وضعت الكرة الإماراتية ضمن سعداء الحظ الذين تضمهم قائمة الشرف في أهم وأغلى وأشهر بطولة في الكرة الخليجية·
إنها ليلة سُمعة الذي أبهر الجميع فاستحق لقب مارادونا الخليج ، ألم يكرر مع منتخب بلاده، نفس مشهد مارادونا مع كرة التانجو في نهائيات مونديال 1986 بالمكسيك·
أليس هو النجم الساطع الذي أهدى بلاده قبل 4 سنوات لقب سابع العالم في مونديال الشباب، بهدف ولا أروع في مرمى استراليا؟ ونال بعد ذلك لقب أحسن لاعب في ذلك المونديال وأطلقنا عليه وقتئذ لقب مارادونا الإمارات قبل أن نضيف إليه لقباً آخر هو صاحب السعادة ·
إنه جلاد الحراس·· وإسألوا نواف الخالدي حارس الكويت ·· ومحمد خوجه حارس السعودية ·· وعلي الحبسي الذي عانى مرتين من لدغة الكوبرا ، مرة في الافتتاح ·· ومرة في الختام، وكأن لدغة واحدة لا تكفي!
إنها ليلة ميتسو، ذلك الساحر الذي ضرب موعداً دائماً مع النجاح وإسألوا العين الآسيوي والغرافة القطري، والأبيض الإماراتي، وقبلهم جميعاً منتخب السنغال الذي قاده لأول مرة لنهائيات المونديال ففاز على منتخب بلاده فرنسا في الافتتاح، وصعد مع الفريق للدور الثاني·
قبل 25 عاماً أهدى يوسف السركال الإمارات أول لقب على صعيد الأندية عندما كان رئيساً لنادي الشباب وفاز ناديه بلقب بطولة أندية التعاون بمسقط·
وأمس قاد يوسف السركال الكرة الإماراتية للفوز بأول لقب على مستوى المنتخب الأول، وما أغلاه من لقب عندما إعتلى الأبيض عرش الكرة الخليجية لأول مرة في تاريخه·
اللقب للإمارات ·· والحلوى لعُمان·· وعفواً يا جار ·· الفرحة والذهب لأهل الدار·
في آخر دورتين ·· خسر العُماني اللقب أمام أصحاب الأرض ·· وكسب احترام الجميع·
لو سارت الأمور على هذا النحو هل سيكون خليجي 19 بمسقط مناسبة لتتويج أصحاب الأرض ·· نجوم عمُان بأول لقب خليجي!؟
ألم أقل لكم على مدى يومين أبداً ما بيطلع من جسر المقطع !؟
خسر الأبيض مباراة الافتتاح أمام عُمان·
وخسر العُماني أمام الأبيض في الختام·
والمهم دائماً من يضحك أخيراً·
عدد اليوم
