السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيرلندا: كل الطرق تؤدي إلى التغيير!

26 يناير 2011 19:38
إليكم المفردات التي تتقدم عناوين الأحداث في إيرلندا الآن: الحزب الحاكم يفقد زعيمه؛ وثقة الجمهور في الحكومة أصبحت في أدنى مستوياتها؛ وحزمة الإنقاذ المالي التي لم يتم اعتمادها بالكامل تتسبب في قلق وتوتر عبر أوروبا كلها. غير أن كل ذلك قد يكون هو الشيء المطلوب تحديداً حتى تعود البلاد للوقوف على رجليها، كما يقول بعض المحللين. فبعد أكثر أسبوع تقلباً خلال ثلاث سنوات من الحياة السياسية المضطربة -أسبوع شهد استقالة رئيس الوزراء بريان كُوين من زعامة حزب "فيانا فيل"، واستقالة ستة وزراء من الحكومة، وانهيار الحزب الحاكم على عروشه- تجد إيرلندا نفسها اليوم على طريق تؤدي كل منعرجاته إلى تشكيل حكومة جديدة، على وجه الاستعجال. وفي هذا الإطار، يقول بريان لوسي من كلية "ترينيتي كوليدج" في دبلن: "لقد أظهر الأسبوعان الماضيان أن هذا البرلمان وهذه الحكومة قد استنفدا مشوارهما". وحسب لوسي، فإن سمعة الحكومة باتت في مستوى متدن في نظر الإيرلنديين، وكذلك في نظر المجتمع الدولي الذي أمضى ساعات طويلة في التفاوض حول جهود الإنقاذ الاقتصادي للنمر الإيرلندي الجريح؛ ولذا لابد من انتخابات فورية من أجل ترتيب الأوضاع، في نظره، حيث يقول: "إن الأمر برمته يرزح في حالة فوضى عارمة، ويؤشر إلى أننا لا نستطيع إدارة شؤوننا على نحو مناسب". وقد بدأت أحدث جولة من الاضطرابات في العشرين من يناير الجاري عندما استقال ستة من وزراء الحكومة المنتمين لحزب "فيانا فيل" من مناصبهم. وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء "كوين" إلى الاستقالة، هو أيضاً، كزعيم للحزب في 22 يناير. وفي اليوم التالي، انسحب "الحزب الأخضر"، وهو الشريك الأصغر لحزب "فيانا فيل"، من الائتلاف الحاكم. وفي ظل انسحاب "الخضر"، رحل وزيران إضافيان وانخفض عدد وزراء الحكومة إلى أكثر من النصف، مما يرجح معه أن يجد حزب "فيانا فيل" نفسه دون الدعم الضروري لتمرير حزمة الإنقاذ المالي التي وضعها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بقيمة 67.5 مليار "يورو" قبل شهرين تقريباً. وإن كان "الخضر" يقولون إنهم سيستمرون في دعم مساعي "فيانا فيل" لتمرير مشروع القانون المالي الذي طال انتظاره، والذي يسمح بالتقنين والمصادقة على الجوانب النهائية من ميزانية تقشف مثيرة للجدل وحزمة الإنقاذ المالي التي وضعها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وهذا الأمر يمكن أن يحدث اعتباراً من يوم الجمعة، ولكنه قد يتأخر أيضاً لعدة أسابيع. وقد دعا "كُوين" إلى انتخابات في الحادي عشر من مارس المقبل، ولكن التصويت يمكن أن يُجرى قبل ذلك -ابتداء من 25 فبراير المقبل- في حال انضم "الخضر" إلى أحزاب معارضة أخرى في الدعوة إلى انتخابات مبكرة. وعلى رغم أن "كوين" يقول إنه سيظل رئيساً للوزراء حتى الانتخابات القادمة، إلا أنه قد لا يكمل الأسبوع في منصبه؛ حيث تمت الدعوة مؤخراً إلى تصويت بحجب الثقة عن الحكومة، تقدم به حزب "العمل" بدعم من حزب "فاين جايل" المحافظ. غير أن حزب "العمل" أعلن يوم الاثنين أنه سيبحث إمكانية التخلي عن تصويت حول حجب الثقة إذا تم تمرير مشروع القانون المالي بحلول يوم الجمعة. وينظر إلى هذه الخطوة باعتبارها طريقة أمام المعارضة لتلصق انعدام شعبية القانون بـ"كوين" بموازاة مع عملها على تسريع موعد الانتخابات. وفي هذا الإطار قالت المتحدثة باسم الحزب جوان بُرتون: "كل ما في الأمر هو أننا نرى أنه من الأفضل إنهاء المسألة ثم الذهاب إلى الانتخابات" . ولكن هذه المكيدة السياسية رفيعة المستوى تعني مزيداً من الإحراج لبلد سمعته الدولية متضررة أصلاً. ومن الواضح أن الحزب الحاكم غير محبوب على نطاق واسع، ولكن الأمر نفسه ينطبق على أحزاب المعارضة أيضاً. وفي هذا الإطار، تقول سارة بايرن، وهي معلمة متدربة في دبلن: "إن الحكومة تتسبب في فوضى بينما تقوم المعارضة بتسجيل النقاط"، مضيفة "ولو كنت ممن لا يبالون، لما صوت لأي منهم". والواقع أنه شعور منتشر على نطاق واسع حيث يقول ويلي ماكتيرنان، وهو مقاول في مجال تكنولوجيا المعلومات يعيش في كيلكيني، إن تراجع الحكومة السريع كان سيئاً، مضيفاً "إنها مسألة «ماذا يمكنك أن تقول للناس؟» إنه إحراج تام!". ويرحب ماكتيرنان بنهاية العهد الحالي، ولكنه لا يعقد آمالاً كبيرة أيضاً على أي حزب بخصوص المستقبل وعن ذلك يقول: "إن معظم الناس يريدون انتخابات، ولكن ليس لأن المعارضة تقدم أملاً أفضل". وقد حُمِّل حزب "فيانا فيل" المنتمي للوسط مسؤولية التسبب في أزمة اقتصادية لإيرلندا على نطاق واسع؛ إذ لم يؤد الدواء المر الذي قُدم لها لمعالجة الأزمة إلا إلى تراجع شعبية الحزب. ولكن كِن كُرتن، وهو أحد أنصار "فيانا فيل" وسكرتير الفرع المحلي في منطقة كورك، يقول: "إننا اليوم أمام هزيمة (في الانتخابات) وليس بالضرورة أمام الانهيار الكامل للحزب". ولدى زميله في الحزب بمقاطعة كيلداري، جيمس لوليس، رأي مماثل أيضاً حيث يقول: "من المؤكد أنها ستكون انتخابات صعبة جدّاً ولن أكون متفائلاً أبداً. لقد كان بريان رجلاً جيداً عموماً، ولكنه كان زعيماً سيئاً من حيث إنه لم يولِ أهمية كبيرة للإعلام ولم يحاول التأثير في الرأي العام". جايسون وولش دبلن ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©